التاريخ والآثارمقالات

الجزية فى الإسلام

بقلم : يوسف محمد

 

ولم تكن الجزية التي فرضها الفاتحون الأولون متماثلة وأيضاً لم يتفق أبو حنيفة و مالك في بعض التفاصيل وبوجه عام الطريقة التي سار بها المسلمون في جمع الخراج في عهد الدولة العباسية فكان على الموسر أن يدفع في السنة ٤٨ درهم وعلى الوسط اربعة وعشرين درهم بينما من الحراث اثنا عشر درهم وإن جاءوا بعرض قبل منهم ولا يؤخذ منهم خنزير ولا خمر ولا ميتة ، وكانت الضريبة لا تجبي إلا من الذكور القادرين ولا تجمع من النساء والأطفال والمساكين الذي يتصدق عليه والشيخ الفقير الفاني كما اعفا الأعمي والأعرج والمريض صعب شفاؤه والمغلوب على عقله إلا إذا كان من أصحاب اليسر وكما أعفي المترهبون في الديارات وأهل الصوامع الذي كان يعيشون على الصدقات ، أما إذا كانوا قادرين على العمل أو كان لهم غني أو يسار اخذت منهم الجزية ، قد أوصي جباة الجزية أن يظهروا شفقه بأهل الذمة بوجه خاص فلا يظلموهم ولا يؤذوهم في المعاملة ولا ينزلوا بيهم عقاباً جسدياً إذا لم يؤدوا الجزية .

 أبو حنيفة
الجزية فى الإسلام

الغرض من فرض الجزية :-

لم يكن الغرض الغرض من فرض الجزية على أهل الذمة لوناً من ألوان العقاب للمتناعهم الدخول للإسلام _ كما يزعم البعض _ بينما كان يؤدونها مع سائر أهل الذمم من رعايا الدولة الذين كان يحول دينهم بينهم وبين الخدمة في الجيش في مقابل الحماية التي كفلتها سيوف المسلمين .

عندما قدم أهل الحيرة الجزية المتفق عليها ذكروا صراحةً أنهم دفعوا الجزية شرط أن يمنعونا وأميرهم البغي وسجل خالد بن الوليد في هذه المعاهدة فقال فإن منعناكم فلنا الجزية وإلا فلا … عندما حشد هرقل جيش لصد قوات المسلمين وكان على المسلمين أن يركزوا كل نشاطهم في المعركة فكتب أبو عبيده إلى عمال المدن في الشام يأمرهم بأن يردوا الجزية وكتب للناس يقول ” إنما رددنا عليكم أموالكم لأنه بلغنا ما جُمع لنا من الجموع وقد اشترطتم علينا أن نمنعكم وإنا لا نقدر على ذلك وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم ونحن لكم على الشرط وما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم وبذلك ردت مبالغ طائلة من مال الدولة فدعا المسيحيون بالبركة لرؤساء المسلمين وقالوا ردكم الله علينا ونصركم عليهم فلو كانوا هم لم يردوا علينا شيئاً وأخذوا كل شيء بقي لنا .

 أبو حنيفة
الجزية فى الإسلام

وقد فرضت الجزية كما ذكرنا سابقاً على القادرين من الذكور مقابل الخدمة العسكرية ومن الواضح أن الجزية كانت تعفي منها المسحيين إذا دخلت في خدمة الجيش الإسلامي وكان هذا الحال مع قبيلة الجراجمة وهي قبيلة مسيحية تعهدت أن تكون عون للجيش الإسلامي وتقاتل معاها على شرط ألا توخذ الجزية ويأخذوا نصيبهم من الغنائم .

وفي عام 22ه‍ عندما إتجاه الفتوح الإسلامية إلى شمال فارس وأيضاً أبرم هذا التحالف مع إحدى القبائل التي تقيم على حدود هذه البلاد ، وأيضاً في الحكم التركي أهل ميغاريا عملوا بالجيش أو الأسطول وهم جماعة من المسيحي ألبانيا وأيضاً اعفوا من أداء الضريبة مقابل حراسة دروب جبال cithaeron و Geranes التي كانت تؤدي إلى خليج كورنثة وأيضاً استخدموا طلائع لمقدمة الجيش التركي وإصلاح الطرق وإقامة الجسور وقد اعفوا من أداء الخراج ومنحوا هبات من الأرض معفاة من جميع الضرائب وأيضاً أهالي هيدرا اعفوا من الضرائب حيث قدموا مقابلها فرقة من مائتين وخمسين من أشد رجال للأسطول التركي .

وقد أعفى أيضاً من الضريبة أهالي رومانيا الجنوبية الذين يطلق عليهم armaloli وكانوا يمثلون عنصر هام من عناصر الجيش التركي في القرنين 16 /17 وأيضاً المرديون وهي قبيلة كاثوليكية البانية كانت تسكن الجبال الواقعة شمالي اسكدار .

 

المصادر والمراجع :-

• الجزية فى الإسلام (ل) محمد كامل حسين .

• ‏الجزية (ل) عثمان صبري .

• ‏الرحيق المختوم في السيرة النبوية .

المراجعة اللغوية : ناريمان حامد .

 

إقرأ أيضاً :-
زعيم الثورة العرابية

ملكات جلسن على عرش مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا