رؤية وابداع

عندما تغرد الطيور

قلم/ دينا توفيق

تزداد الحياة حلية وبريقا عند أول ضوء ينبثق من الشمس عندما تغرد الطيور، تُمحي كل عثراتي حين سماع تلك الطيور المتراصة علي الأشجار، ينبعث الأمل في شتي النفوس وهلة النظر إليها،هي ليست مجرد كائنات ترفرف في السماء وإنما طيف لطيف يبث الفرح في سائر بني البشر، هذه عصفورة تغرد وكأن زقزقتها ألحان تُعزف، وذاك بلبل أراه كل صباح يرفرف بجانب نافذتي ليبدأ صباحي بكل البهجة والسرور، عندما تغرد الطيور يبدأ العالم بإشراقة جديدة لا مثيل لها، تثير البهجة وهي تطير هنا وهناك، حركتها علي الأغصان بألوانها الزاهية تجعل قلبي يملتئ بالأمل، إن تحليقها في السماء قادر علي يخفف مرارة الأيام، عيناي شاردتان دائماً في كل حركات تلك الطيور وأصواتها المضئية، إنها حقاً حياة ليست مجرد كائنات لا تعي ولا تعقل شئ، بل عالم آخر يأخذك إلي التفكير في كل ألحانها، حقاً أتسأل أحياناً ماذا يمكن أن يكون تغريدها؟ أتقصد به أنها تريد السكون لوهلة بجانبي؟ أم تريد بعض الطعام لصغارها؟ تغريدها بالنسبة لي يعني أنها تريد السكون فحسب، بالنسبة لي هي مصدر البهجة في جميع الأرجاء، تبعث في نفس المريض صوت يشفي آهاته، وفي نفس المشتاق ضوء يوحي باقتراب اللقاء، وفي نفس المهموم سكون دائم، بريق يشع دائما عند إتيان هذه الطيور المغردة، تغريدها كان بمثابة ذاك الخيط الرفيع المضئي الذي ينبعت من ذاك الباب المغلق، يعطي التفاؤل والأمل، يزيل التشاؤم والفشل من كل النفوس، تشعر وكأنها حين تغرد تقول لك: لا عليك ستمضي كل عثراتك، تشعر وكأنها تقول أنت لست وحيد فألحاني لن تدعك تعاني، حقاً إن تغريد الطيور حياة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا