رؤية وابداع

سراب الواقع الأليم

بقلم: جهاد سعيد

 

نبدأ حياتنا بكمٍ من الأحلام التي تكاد تكون بسيطة، ونحنُ صغار كُنا خيالين كثيرًا، وحالمين أننا عندما نكبر بعد عدد من الأعوام سنفعل هذا وذاك بسهولة ويُسر!

كل يوم نحلم حُلمًا جديدًا، وننسج بخيالنا خيوطًا من الأحلام، كل يوم بحلم مُختلف تمامًا عن الحلم الذي يسبقهُ!

نحلم بالأمان وأننا سنظل آمنين ومُستقرين نفسيًا عندما نكبر، ولكن في اليُوم التالي عندما نقف أرضًا على الواقع نسقط ولم نرَ من الأمان شيئًا سوىٰ التُوتر والإرتجاف!

مُجرد طفل كان يحلم بحلم جميل مُنذ طفولته وسار أمتارًا نحوه عندما تهيأت له السُبل، ولكن لكمه الواقع على وجهه ومن ثم يأس الطفل وكره العَالم، وتبدلت نظراته تمامًا نحو الأُمنيات”.

كل يوم يركل الواقع حلم جميل بقدميه، كل يوم تيئس نفس بسبب واقع غير آدمي”.

نتعامل مع الواقع بعفوية وطيّبة ومن ثم نتفاجيء بالصفعة القاسية منه! الواقع أليم ليس كمسحة والديك على رأسك بل هو صافع وراكل بقدميه كل الأحلام!

كل أُمنياتنا في الصغر أننا نكبر لنواجه الواقع ونتعلم، ونجرب ونجازف ونحلم، ولكن عندما كبرنا! نتمنى أن نصغر من جديد حتىٰ لا نخرج عن أعتاب البيت ونواجه اللكمات والصعاب القاسية على قلوبنا التي مازالت كقلوب الأطفال تمامًا لا تتحمل ركلات الواقع.

كيف لطفلٍ صغير أن يرسم أحلامه ببراءةٍ شديدة، ثم بعد ذلك تتأذىٰ مشاعره بحقيقة الواقع الأليم!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا