رؤية وابداع

سأكون يوما ما أريد

بقلم : نانسي طة

وحدي أعيش أحلامي داخل ذهني وأشرد إلى مستقبلٍ باهرٍ ملئ بكل ماهو مبهج وجديد،أسرد أحداثاً أمام مرآتي وتتعالى ضحكاتي وكأني أحدث شخصا ما في ذلك المستقبل البعيد.تجول في مخيلتي الكثير من السيناريوهات والأحداث، ويتضارب عقلي في تشتت مابين الحاضر المعتم وبين المستقبل المشرق.وحدي أحقق أمنياتي بداخل عقلي الباطن ،وحدي أؤمن أني سأكون يوماً ما أريد، وحدي من أبعثر في تفاصيل الحاضر والمستقبل الذي أتمناه.لا أنتظر أن يؤمن بقدراتي أحد ولا أن يصدق أحلامي أحد،لا أبالي لهؤلاء المثبطين، المحبطون الذين يقللون من قيمة كل شئ، ويستهترون بأحلامنا ولا يشجعون على فعل ما نحب، لا أستمع لكل ما يزعجني من رأي، وأقاوم في كل مرةٍ تلك الكلمات السلبية التي تخرج من أفواهم، وأتغاضى عن كل مايجرح مشاعري. كم أعيش الوحدة في كل شئ ، لا أجد طاقة إيجابية من حولي ولا أجد أدنى أنواع التشجيع ، لا أجد أناسا يشبهونني في أفكاري ،معتقداتي،ميولي وطموحاتي.كل من حولي يعيشون في دوامة الحياة اللامتناهية ،الروتينة،المملة، التي تخلو من التجديد،من الجنون ،من البهجة والمرح ،جميعهم نسخ متكررة،أناس سيعيشون ويموتون بلا ماض خالد وتليد، سيعيشون دون أن يحققوا ما تمنوا من أحلام ،لن يعرفهم أحد ولن يسمع عنهم أحد.لا أريد أن أصبح نسخة من هؤلاء، لا أريد العيش في دوامة الروتين. ولا أن تبهت ملامحي وينطفئ شعاع قلبي من تعاسة الأيام وتكرار أحداثها. لا أريد أن أضيع عمري في ممارسة ما لا أحب، ولا أريد أن يمضي العمر وأظل نادمةً أني لم أخض التجارب في كل ما أحب وأهوى. لا أريد أن أكبر ولا أجد ما أحكي عنه بكل فخر وسعادة للجميع. ولا أريد أن أفتش في ألبوم الذكريات والصور فلا أجد أي من الأحلام والأمنيات تحققت بعد أعوامٍ من التمني والانتظار. أريد أن أتذوق مذاق الحياة بكل حواسي، أريد أن يرجف قلبي من السعادة وأن تلمع عيناي من البهجة. أريد أن أجد ذاتي التائهة بين فصول السنة الأربعة،وأن أكتشف شخصيتي،كل ما أحب وأكره،كل ما يعجبني ويزعجني،كل ما يعتري قلبي بالسعادة وكل ما يصيبني بالحزن،أريد أن أعرف من أنا ومن أكون .أريد أن أشغل حواسي بكل شئ يسعدها ،وأكتشف ذاتي بكل تفاصيلها . لا أجد أن هذا مستحيلاً مادام قلبي يميل إلى ذلك.كل منا يستحق أن يحيا حياة سعيدة ويتذوق طعم الحياة بكل حذافيرها.كل منا يستحق أن يحقق مايتمنى وأن يفعل ما يحب .كل منا لا يستحق أن ينطفئ في دوامة الحياة.كل منا إنسان له قلب يشعر وعقل يتدبر وكل منا له كيان.
كم أتمنى أن أغمض عيناي وأفتحهما لأجد نفسي كما أردت أن أكون. كل يوم أستيقظ وأحدث مرآتي وأخبرها بكل ما أتمنى وفي موعد النوم يحتويني فراشي بين ذراعيه لينسيني كآبة العالم من حولي وكل الطاقة السلبية في يومي ليضمني إليه وأغفو بين أحضانه في كل هدوء ودفئ وسكينة. كم من الصعب أن أكون وحدي ومن حولي كل هؤلاء المثبطين ،المحبطين ولكني أتمنى من الله أن يمنحني قوة المواجهة و المقاومة لكل تلك الصعاب.
سأستعين بالله وسأكسر كل حواجز الخوف والفشل بكل ما أملك من قوة وسأحارب كل من يقف في طريق أحلامي، ولن أستمع سوى لصوت قلبي وعقلي الباطن لأصير يوماً ما أريد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا