” ملكيَّةٌ وملائِكٌ “
” ملكيَّةٌ وملائِكٌ “
طارق الشيمي
جَاءتْ غَدائِرُها تُحلِّقُ بالفَضا
وَيفوحُ مِن خُصْلاتِها العِطرُ
تَمشي وَمِن أَثرِ الخُطى كَجداولٍ
مُنسابةً وَكأَنَّها نَهرُ
تَسري وَفي جَنباتِها وديَانُها
وَزهورُها وَمنَابِتٌ خُضرُ
مَلكيَّةٌ في طَلِّها وَمَلائِكٌ
وَمُشَيَّدٌ في ظِلِّها قَصرُ
لَواحةٌ بالنورِ عِندَ قُدومِها
فُستانُها مِن نَسجهِ زَهرُ
بَرَّاقةٌ والسحرُ في نَظَراتِها
إذْ مَا يُلازمُ نَاظري سُكرُ
مَالتْ وَمالَ لها النسيمُ تحيةً
قَدْرٌ لَها مَا مِثلهُ قَدرُ
وتَمايلتْ والقلبُ عصفٌ عاصفٌ
إذ ما بدا بحراكِهِ الخِصرُ
تَبكي وَمِن أَثرِ البُكا في خَدِّها
عَينٌ جَرت في لَمعِها تِبرُ
أَرنو إلى فَمِها وَحين تَبسمت
روضٌ تَجلَّى طَيفهُ دُرُّ
أَمشي وَتَمشي بالجِوارِ كَأَنَّني
نَجمٌ وَبينَ ذِراعِه بَدرُ
أَشدو وَشِعري نَسجهُ في خَلوةٍ
فِإذا بهِ يَبقَى لهُ الذِّكرُ
لِي في الهَوى صَرحٌ يُشَيّدهُ لها
هَذا القَصيدُ وَأَحرُفي الذّخرُ
كُلُّ النعيمِ رَأيتهُ في كَونِها
لي جَنةً إغدَاقُها غَمرُ
وَلها الشبابُ وَصوتُ شِعري صَادحًا
وحَنينُهُ وغرامُهُ البِكرُ