رؤية وابداع

الصمت القاتِل

 

سلوي صبح

عندما يجتاحُنا الصمت،
وتنزوِي الروحُ في مكانٍ سحيق،
وتتوجسُ النظراتُ خيفةً،
وتمتلئ قلوبَنا بالخوفِ من المجهول بيننا،
فيتوقف اللسان لتُقطع أحرفة بدمٍ بارد،
يترقبُ كلٌ مِنَّا الآخر،
ليبدأ الحديث وهيهات أن يبدأ أحدُنا،
فلا يُوجد مجال للحِوار،
ضَلَّ طريقه في الطُرقات،
ضاع الفهم في غياهِب ظُلُمَات النفس،
مع مْنَ أتحدث؟
مْنَ تكون أنت؟
أنا لا أعرفك وأنت لا تفقهُني،
لقد إلتقينا بطريقِ ليس لنا أن نمشيه،
وفرض علينا الواقع أن نُكمِل الطريق سوياً،
فلنمضي سوياً بعيداً عن بَعضُنَا البعض،
يا أنتَ الذي لا أفهمك،
أنت لا تراني ولا أُحِب أن أراك،
ولكنها خُطىً كُتُبت علينا ،
لا دخلَ للإرادة فيها،
إذاً أكمل الصفقة الرابحة لَكَ ،
الخَسارة خُسراناً مبيناً لي،
الخسارة هي الروح،
روحي التي ستظلُ حائرة،
لم تجد مأواها في قلبك،
تمتع بكوني لك خالصة من دونِ الناس،
جسداً فَقَدَ هويته،
ضاعت مِنْهُ أحلامه،
ولَم يجد طريقاً للرجوع،
فلتبقى حيثُ أنت وأنا حيثُ أنا،
كل مِنَّا يبقى على مسافةٍ بعيدة من الآخر،
قرب الأجساد وبُعْد الأرواح،
وصمتُ قاتِل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا