حرب فيتنام كابوس الولايات المتحدة

كتبت: إيمان حامد

فيتنام تقع جنوب شرق آسيا وتحدُها من الشمال الصين، ومن الشرق والجنوب يحدها بحر الصين الجنوبي، ومن الجنوب الغربي يحدها خليج تايلاند، ومن الغرب لاوس وكمبوديا.

تعرضت فيتنام للاستعمار من قبل فرنسا في الفترة ما بين 1859 م-1883م وتم تأسيس جمهورية فيتنام الديمقراطية عام 1945م ثم انقسمت فيتنام إلى قسمين شمالي وجنوبي عام 1954م وغزو فيتنام لكمبوديا عام 1979م.

تعتبر حرب فيتنام من أحداث الحرب الباردة التي استمرت قائمة بين الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية والاتحاد السوفييتي والتي انتهت بتفكك الاتحاد السوفييتي في أوائل تسعينيات القرن الماضي وقد كانت تلك الحرب متعددة أطراف الصراع الذي نَشب بين شمال وجنوب فيتنام وانتهت بالوحدة بينهما في عام 1975 بعد صراع استمر لمدة تسعة عشر عامًا.

أسباب الحرب الفيتنامية هي :

برزت الأزمة عندما التزمت حكومة فيتنام الشمالية باتفاقية السلام الموقعة عام 1954م، بينما قررت الولايات المتحدة التي كانت تَخشى امتداد النفوذ الشيوعي في العالم مُساعدة حكومة فيتنام الجنوبية لذلك بدأت المساعدات الأمريكيّة المالية والعسكرية تَتدفق على سايغون عاصمة جنوب فيتنام من أجل تدريب الجنود وتنظيم الأمور، بحيث تمنع الوحدة بين الشمال والجنوب.

وكانت حكومة هانوي الشيوعية تَتلقى الدعم العسكري والتدريب من الاتحاد السوفييتي والصين والدعم السياسي لتوحيد البلاد وقد قامت بدعم الثوار الشيوعيين في الجنوب للقيام بعملياتِ مقاومة الوجود الأمريكي انطلاقًا من الحدود الشمالية، الأمر الذي كان يَعني خرق المعاهدة والحدود الموضوعة بينهما، واستمرّ ذلك الوضع حتى عام 1959.

وكان أحد أهم أسباب حرب فيتنام أن فيتنام كانت محتلةً من قبل القوات اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية وكانت تسمى بالهند الصينية ومع اقتراب نهايةِ الحرب وهزيمة اليابان عسكريًا بادر الحزب الشيوعي الفيتنامي بالاستيلاء على العاصمة هانوي، وإجبار الإمبراطور الفيتنامي على ترك الحكم.

مما دفع فرنسا لاستعادة مستعمرة الهند الصينية التي كانت تابعةً لها في السابق قبل أن تنتزعها اليابان منها فحاولت السيطرة على البلاد في عام 1945م وهذا الأمر الذي أشعل الحرب بين الفيتناميين بقيادة “هو شي منه” زعيم الحزب الشيوعي، والفرنسيين وكان ذلك لِمدة ثماني سنوات انتهت بتوقيع معاهدة سلام في سويسرا نَصت على تقسيم مؤقت لِفيتنام على أن يتم الاستفتاء على الوحدة بين الشمال والجنوب بعد عامين من توقيع الاتفاق.

وكان الصراع قد اشتغل و أسس الثوار الشيوعيون في الجنوب مُنظمة ثورية عرفت بالفيت كونغ، التي أصبحت في عام 1960 جبهة التحرير الوطني، لتصبح تنظيمًا سياسيًا وعسكريًا متكاملًا هَدفه مقاومة الوجود الأمريكي على الأراضي الفيتنامية، وإسقاط حكومة سايغون الموالية للغرب، وهذا دفع حكومة الجنوب إلى إعلان حالة الطواريء.

خاصة بعد أنْ أعلن الحزب الشيوعي الفيتنامي المدعوم من الاتحاد السوفيتي في الشمال دَعمَ جبهة التحرير الوطني، وزودهم بالدعم اللازم لتحقيق أهدافهم الثورية بينما أعلنت الولايات المتحدة الدّعم التام لِحكومة سايغون، وبدأت القوات الأمريكية في التدفق على جنوب فيتنام منذ عام 1961، لِيصبح مجموعُ القوات بحلول عام 1963 أكثر من ستة عشر ألف ضابطًا ومجندًا، وهي الفترة التي تلاها اشتعال الحرب بصفةٍ رسمية.

نتائج الحرب الفيتنامية مايلي :

قد تم سحب جميع القوات الأمريكية بالكامل في 15 أغسطس 1973 وكان سقوط سايغون في قبضة الجيش الفيتنامي الشمالي في أبريل 1975 بمثابة نهاية الحرب وتمت إعادة توحيد فيتنام الشمالية والجنوبية في العام التالي.

وقد نتج عن الحرب الفيتنامية التي استمرت ثماني سنوات خسائر المادية والبشرية فقد خسر الفيتناميون مليوني قتيل وبلغ عدد الجرحى 3 ملايين شخص بالإضافة إلى تهجير ما يقارب من 12 مليون لاجئ بينما فقد الأمريكيون 57 ألف قتيل، وبلغ عدد الجرحى 153303 أشخاص و587 أسيرًا ما بين عسكري ومدني، وقد أطلق سراحهم فيما بعد.