الحرب الباردة وأثرها على العالم

 

بقلم: رانيا محمود

 

إن كنت تريد أن تعرف سبب الأحداث والصراعات والأزمات التي تحدث في العالم الان؛ فيجب أن تنظر إلى الوراء قليلاً وترجع بالزمن إلى ما يسمى بالحرب الباردة. وهنا تصل إلى نقطة البداية.

الحرب الباردة وأثرها على العالم

حربٌ عبارة عن مواجهة من جميع الجوانب السياسية، والايديولوجية، والعسكرية. وكل هذا ولم يواجهها طرفاها مباشرةً. كانوا أساس الحرب هما قوتان عظيمتان حولتا العالم إلى مسرح كبير من الحرب والدماء. وكما قلنا إنهم لم يلتقيا لذلك سميت بالحرب الباردة.والآن لنتعرف عليهم على تلك القوتين. هما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية.

في الحقيقة إن هدفهما واضح وصريح، فهم يريدون السيطرة على العالم؛ ولكن دون الآخر لذلك أنتجت الحرب الباردة.

ولأي حرب تبدأ هناك أسباب وجذور قديمة نتجت عنها

 

ونبدأ بالحرب العالمية الثانية التي انقسمت إلى : الولايات المتحدة التي تقف مع الحلفاء المكونين من “الاتحاد السوفيتي وفرنسا وبريطانيا” ضد دول المحور” ألمانيا وإيطاليا واليابان”

وكانت نتيجة الحرب انتصار الحلفاء وفي أثناء الحرب العلاقة بينهما كانت وطيدة، ولكن بعد انتهائها أصبحت العلاقة بينهم قائمة على الشك وعدم الثقة وهذا كان بداية العداء.

بالإضافة إلى أن الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أفكارهم مختلفة، فالاتحاد السوفيتي ينتمي إلى الشيوعية التي تصفها الولايات المتحدة بأنها ديكتاتورية وتحكم الناس بالتسلط عليهم.

والاتحاد السوفيتي يرى الرأسمالية وحشاً جشعاً يريد السيطرة على العالم.

وعلى جانب آخر سباق التسلح كان له طرف كبير للحرب؛ ففي عام 1949 جاء الاتحاد السوفيتي بإطلاق أول قنبلة ذرية، وفي نفس العام قسمت ألمانيا إلى قسم شرقي تابع للسوفيت وغربي للولايات المتحدة.

ومن هنا كان خلافاً من نوع آخر.

 

السوفيت بقيادة رئيس الاتحاد ستالين يريد أن يقضي على ألمانيا و لا تكون إلا ضعيفة، أما الولايات المتحدة فكان لها رأي آخر، هي كانت تريد أن تكون المانيا قوية وهذا يساعدها في مصالحها؛ لذلك نقول إن عام 1949 كان عاما حافلاً بالصراعات.

ننتقل إلى عام 1950 وفيه وصلت الشيوعية إلى حكم الصين وكما نعرف أن الصين عدد سكانها كبير جدا وهذا يعني أن الشيوعية ستكون كبيرة في العالم، وهذا بالضبط الذي يريده الاتحاد السوفيتي وهي سيطرة الشيوعية على العالم بعد تحول سيطرتها إلى القهر والإجبار .

ولم تتوقف الصراعات

هاجمت كوريا الشمالية بدعم السوفيت كوريا الجنوبية التي تدعمها الولايات المتحدة. ولإنهاء الحرب قسمت كوريا رسمياً إلى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وهي مازالت مقسمة إلى يومنا هذا.

نعود قليلا إلى سباق التسلح وبعد تجهيز وانطلاق السوفيت أو القنبلة للذرية عام 1949، عاد سباق التسلح بقوة عام 1953 ولكن بقنابل هيدروجينية وهنا ظهرت نظرية التدمير المتبادل. لذلك نقول إن الحرب جاءت ودمرت معها كل شيء واستخدمت أيضاً كل الوسائل.

الأمر لم يتوقف بعد بين الفترة من عام 1956 إلى 1962

كان رئيس الاتحاد السوفيتي خروتشوف قد بدأ بتطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات؛ والجدير بالذكر أيضاً أنه في تلك الفترة بدأ بناء الجدار الفاصل الذي يعرف بجدار برلين.

نصل إلى عام 1962 كانت الأمور في أشدها بين القوتين وتحولت المواجهة بالأسلحة النووية؛ ورغم كل المواجهات ظهرت كوبا في الوسط. كوبا الشيوعية التي سمحت للاتحاد السوفيتي بتركيب الصواريخ وهذا الامر الذي اشعل النار أكثر وأكثر واتخذت الولايات المتحدة قراراً بمعاقبة كوبا وبحظر اقتصادي.

إلى الآن الحرب مشتعلة على ذروتها ولكن جاءت القشة التي تهدم كل هذا، وهي حرب فيتنام الشمالية و تدخل الولايات المتحدة عسكريا لمساعدة فيتنام الجنوبية ومن هنا أعلن الرئيس الأمريكي انسحابه عام 1973 ولكن بعد قتل أكثر من 158 ألف أمريكي .

وفي عام 1989 انهار جدار برلين ومعه انهيار الاتحاد السوفيتي؛ وفي يوم 21 ديسمبر 1991 بدأت نشرات الأخبار في روسيا تقول

” مساء الخير الاتحاد السوفيتي لم يعد موجودا بعد الآن”

ومن هذه الجملة أصبحت الولايات المتحدة هي القوة الأولى في العالم؛ وكما لاحظنا حروب ودمار وضحايا تسببت بها الحرب الباردة، الحرب التي لم يلتقِ بها طرفاها ولكن تسببت في دمار العالم.

هذا كان الجناح الغربي، أما عن الشرقي فالكلام عنه يطول من حيث القضية الفلسطينية ومشكلة إسرائيل مع العرب والغرب أيضاً العدوان الثلاثي على مصر والصراعات التي تسببت بها حرب أكتوبر.

كل هذا كان مستمراً في العالم أجمع سواء كان في الشرق أو الغرب؛ لذلك علينا الاعتراف بأن الحرب الباردة كان أثرها على العالم كبير جدا وإلى يومنا هذا موجود وظاهر بوضوح.