المرأة والحياةالأسرة والتربية

متي يكون الطلاق حلاً لكِ؟

 

✍🏻 بسنت الغباري

 

قد تصل الحياة مع الشريك أو الطرف الآخر إلى باب مسدود وتصبح الحياة صعبة مع الزوج أو الزوجة، وليس أمر الإنفصال أمر سهل يتخذه الناس بسهولة وفي حال هدوء بل هو دائماً أمر صعب واتخاذ القرار نحو تنفيذه صعب أيضًا، ولكن ما يدفع دائماً نحوه هو أسباب يشعر بها الطرفين أو طرف منهم فينشغل هل الانفصال حل جيد أم متى يمكن أن يكون الانفصال هو الحل؟

 

أسباب تستحق الطلاق

 

إصرار أحد الطرفين على الطلاق:

 

يعتبر أحد أهم الطرق التي يمكنكِ عن طريقها معرفة وجوب حدوث الطلاق وأنه أفضل وذلك من الناحية الشرعية، لأن إصرار طرف على الطلاق في علاقة لا تقوم إلا بالطرفين دليل على صعوبة استكمال تلك الحياة حيث لا يمكن لحياة تقوم على طرفين أن تقوم على طرف واحد فقط.

 

وقال ابن القيم رحمه الله: قَدْ يَكُونُ الطَّلَاقُ مِنْ أَكْبَرِ النِّعَمِ الَّتِي يَفُكُّ بِهَا الْمُطَلِّقُ الْغُلَّ مِنْ عُنُقِهِ، وَالْقَيْدَ مِنْ رِجْلِهِ، فَلَيْسَ كُلُّ طَلَاقٍ نِقْمَةً، بَلْ مِنْ تَمَامِ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ مَكَّنَهُمْ مِنَ الْمُفَارَقَةِ بِالطَّلَاقِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ، وَالتَّخَلُّصَ مِمَّنْ لَا يُحِبُّهَا وَلَا يُلَائِمُهَا، فَلَمْ يُرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلُ النِّكَاحِ، وَلَا لِلْمُتَبَاغِضَيْنِ مِثْلُ الطَّلَاقِ. زاد المعاد في هدي خير العباد.

 

فشل الوساطة والتحكيم والعقلاء:

 

قد يحدث الخلاف بين الزوجين ويصبح الأمر لا يمكن حله ويستدعي تدخل أطراف خارجية وقد قال القرطبي رحمه الله: أي وإن لم يصطلحا، بل تفرقا فليحسن ظنه بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها، الجامع لأحكام القرآن.

 

وقال ابن قدامة رحمه الله، في المغني والطلاق على خمسة أضرب واجب، وهو طلاق المولي بعد التربص إذا أبى الفيئة، وطلاق الحكمين في الشقاق، إذا رأيا ذلك.

 

( وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَیۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُوا۟ حَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمࣰا مِّنۡ أَهۡلِهَاۤ إِن یُرِیدَاۤ إِصۡلَـٰحࣰا یُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَیۡنَهُمَاۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا خَبِیرࣰا ) ( سورة النساء 35 ).

 

الزوج الكافر:

 

يعد حكم شرعي فالزوج الكافر لابد من التفريق وتركه فلا يجوز لمرأة مسلمة أن تتزوج أو تعيش مع رجل كافر ويحصل أن تتزوج المرأة من رجل ولا تعرف أنه كافر أو ملحد أو يرتد بعد الزواج، هنا يكون الطلاق خير ونعمة.

 

الخوف من الوقوع في الفتنة:

 

قد تعقد عقد النكاح بين الزوجين ثم تعتري العلاقة بعض الأمور التي تجعل من التفكير في الطلاق أمر جائز أو حتى واجب فقد لا تكون الزوجة توفي بحق زوجها في العلاقة الزوجية سواء لأنها تهمل ذلك أو أن تكون رغبة الرجل أكبر من قدرتها ولا تقبل الزوجة بزواج ثاني قد يكون هنا على الرجل الطلاق ليعف نفسه من الزنا، وللمرأة التي تجد في نفسها الرغبة الزوجية ولا تجدها في زوجها سواء لعجزه أو مرضه أو عدم رغبته فيها مما قد يوقعكِ في الفتنة بحثاً عن العلاقة بطرق غير شرعية لسد احتياجاتك هنا يكون الطلاق أفضل.

 

متى يكون الإنفصال هو الحل؟

 

هناك خيانة دائمة من الطرف الآخر.

 

حين تشعرين أنكِ تفقدين نفسكِ من أجل استمرار الزواج.

 

في حال كنتِ تتعرضين أنتِ أو أطفالكِ للإيذاء الجسدي أو العاطفي أو العقلي.

 

حين لا تجدين إجراء تعديلات أو تنازلات من أجل استمرار الحياة.

 

حين تفقدين الحب والعاطفة تجاه شريكك.

 

على الرغم من أن أبغض الحلال عند الله الطلاق، إلا أنه قد توجد موجباتٌ يكون الطلاق بين الزوجين أنفع لكليهما، حيث يبدو الطلاق أمر سهل للبعض ومستحيلًا للبعض الآخر، وفي كلتا الحالتين لا يمكن إغفال صعوبة مرحلة الطلاق، لذلك ينصح دائمًا باستشارة أخصائي العلاقات الزوجية للتحدث معه ومعرفة الخطوات التي يمكن إتباعها لتجاوز المشكلات الأسرية أو المراحل التي تأتي عقب قرار الطلاق وكيفية تجاوز هذه المرحلة الصعبة بسلام.

 

إقرأ أيضاً:- 

نصائح فعالة لتتصرفين بشكل لائق أثناء الخطوبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا