” دموع القلوب”
✍️ سليمان عوض
يُعد بكاء الإنسان أحد الوسائل الطبيعية التي يستخدمها الجسم للتعبير عن المشاعر الداخلية، وقد يكون بداية لعملية شفاء نفسية بعد تحمل وتجاوز الألم والصعوبات.
فالبكاء يساعد على التخلص من التوتر النفسي الذي يمر به الإنسان، ويساعد في تخفيف الضغط النفسي الذي يسبب التوتر والإجهاد ويؤثر سلبًا على الصحة العامة للإنسان.
أما بكاء القلوب
فهو عبارة عن الدموع التي تنزل من العينين دون أن يكون هناك أي سبب خارجي، بل هي بسبب الحالة النفسية للإنسان وما يمر به من مشاعر وضغوط داخلية.
وعلى الرغم من أن دموع القلوب ظاهرة شائعة، إلا أن الكثيرين لا يعرفون أنها قد تدل على العديد من الحالات النفسية المختلفة، مثل الاكتئاب والقلق والضغوط النفسية وغيرها من المشاعر السلبية التي يمكن أن يُصاب بها الإنسان، تلك المشاعر السلبية لا تُبكي القلب إلا إذا جاوزت الحد وخرجت عن نطاق الاحتمال .
فالقلوب هي عنوان الحياة ومقياس شخصية البشر فما أنصف أحد عند تقيمه لإنسان بدون ذكر قلبه، سواء كان ذلك التقييم في صالحه أم ضده فالإنسان إما طيب القلب أو قاسٍ شديد القلب معدن لا يعطي صفات غيره بل له مميزاته التي لا يُشك فيها، فلا يصدأ إلا إذا أُهمل وترك للعوامل الطبيعية تتقاذفه كما تهوى ولا ينحني إلا بالطرق المهلك، ولا يذوب ولاينصهر إلا إذا تعرض للنار .
كذلك القلب راسخ ثابت لا يتغير إلا بالإهمال ولا يذوب إلا بالنار، ولا نار أقوى على القلب من نار الخذلان واليأس والإحساس بالوحدة.
وإن كانت القلوب هي سر الحياة فلا تبحثوا عما فيها فلا طائل من الغور في تفاصيلها فهي مرهقة للطالب والمطلوب بل اسعوا إلى إحيائها ولا حياة للقلوب إلا بإصلاحها فأصلحوا قلوبكم تصلح أحوالكم .
وصلاح القلوب لا يأتي إلا بالقناعة، القناعة في الرضا بما قسم الله وقدر فالرضا بما قسم الله عبادة تنقي القلوب وتعيد إليها رونقها وتمسح عن القلوب دموعها وتعيد إليها الحياة وتزيل عنها الغمام .
ومع ذلك، يجب أن يتم التفرقة بين دموع القلوب الطبيعية والمرضية.
وفي حالة استمرار دموع القلوب لفترة طويلة دون سبب واضح، فإن ذلك قد يشير إلى وجود مشاكل نفسية أو عقلية تحتاج إلى علاج، ويتطلب ذلك الاستشارة الطبية والمساعدة النفسية المتخصصة.
