مقالات

تعثر المجتمعات وأسبابه

✍ إيمان حامد

 

نعاصر هذه الآونة قضية مهمة تتطرق للعلاقات الإنسانية التي تشيع في المجتمعات من العلاقات الأسرية والعائلية بل وعلاقات الصداقة لماذا تنهار هذه العلاقات بسبب مشكلات زائفة أو تافهة ؟؟

 

ولكن عند التفكير نجد أن هناك عامل مهم ولكن لا نفكر به وهو وسوسة الشيطان عند أحداث مشكلة ما يلعب الشيطان دورًا هامًا خاصة مع أصحاب العقول الضيقة و المتسرعة والغير ناضجة وهذا لا يؤثر فقط على الأسرة والصداقة بل هو عامل هام في تعثر مجتمعاتنا في إيجاد حلول لمشكلاتها وأصبحت هذه ظاهرة مخيفة بل أصبح الأصل في هذه العلاقات حتى لا تكاد تخلو أسرة أو عائلة من متخاصمين اجتماعيًا و تدبرات.

 

ولكن المؤسف حقًا أن كثيرًا من هذه المشكلات هو مما يمكن تجنبه أو معالجته وبأسهل الطرق و الحلول الممكنة لو صفت النوايا وسلمت الصدور ولم يتربص كل أنسان لكلمات وتصرفات الآخر وتأليف الكثير من السيناريوهات بعقله والتصرف على أساسها لقد حثنا الإسلام على تكوين مجتمع متماسك و مترابط يعيش كجسدًا واحدًا لا مكان بين أفراده للتشاحن والتدابر كما حذر الإسلام من كل ما يضعف ترابطنا وتلاحمنا ومن يمنح الشيطان مدخلاً من الغيبة والنميمة وسوء الظن والتجسس.

 

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} ” الحجرات: 12 ”

 

وقال صلى الله عليه وسلم: “إيَّاكم والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذب الحديث؛ ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا؛ وكونوا عباد الله إخوانًا” .

 

ومن جانب آخر يجب أن تحظى الأخلاق بمكانة عظيمة لدى الأفراد والمجتمعات لأن الإنسان يقاس إنسانيته بما يتحلى به من أخلاق خاصة في المستوى الذي يعم الناس جميعًا ولا يفرق بينهم بسبب لون أو جنس أو دين الإنسان بلا أخلاق لا يستحق أن يوصف بأنه إنسان بل إنه يتحول إلى ذئب أشد شرًا من الذئب الحقيقي الذي لا يلام على ما يرتكبه من أخطاء في حق غيره .

 

والجدير بالذكر أن الأخلاق أمر لا يتغير مهما طرأ على المجتمع من التغيرات والاختلافات التي قد تطرأ على المجتمع وكم كان النبي صل الله عليه وسلم من الدقة بمكان حين قال: “إنما بُعِثتُ لأتممَ مَكارِمَ الأَخْلاقِ“ ولم يقل: لأنشِئَ فإن الأخلاق جامع مشترك بين الشرائع، وجامع مشترك أيضًا بين ذوي الفطر السليمة وما جاء الإسلام إلا ليتمم ما تراكم منها على مدار مسيرة البشرية فالأخلاق ضرورة من ضرورات المجتمعات وسبيل إلى وحدتها وتماسكها.

اقرا ايضا:-

الدراما وتأثيرها على المجتمع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا