مقالات

حلم الشهرة و أحلام البسطاء

 

✍ عبدالعزيز مصطفى

 

من منا لم يحلم يومًا بأن يصبح نجم مجتمع مشهور تسلط عليه الأضواء و يشار إليه بالبنان و يكون ملء السمع والبصر و يحوذ شهرة لم يسبقه إليها أحد من قبل و لتحقيق مثل تلك الأحلام الوردية قديمًا كان عليك أن تكتسب مهارة عالية انضباط هائل في عمل ما قد تبني به سمعه لمحلك أو تجارتك فتلك شهرة حتى لو كانت محدودة الشكل و الأفق .

حلم الشهرة و أحلام البسطاء
حلم الشهرة و أحلام البسطاء

 

أو تكون موضوع نقاش بين الناس كأن تصبح ممثل و نجم سينمائي مثلاً و تثير جدلاً واسعًا بأدوار تبعث على الفضول و تفيد كل حركاتك و محاولة فهم طريقة لعبك الشخصية بحرفية و قد كان يتطرق البعض لمراقبة حياتك الشخصية نفسها لمعرفة طريقة تنظيم يومك أو أن تصبح رجل سياسية مهاب في طلتك و ينتظر البسطاء و الكادحين كلمة حق منك تزيل بها شقاء يومهم الضحل و تبرز ضوء تنير به مستقبلهم و لو قليلاً أو شخص بارز في مجال الاقتصاد الوطني يتغنى الشعب بثرائه أو نزواته أن كنت كتوم لا تفصح عن حياتك أي شيء وقتها ستصبح أشهر من كل ما سبق مجتمعين.

 

صحيح أنه قد لا تختلف أسباب الشهرة كثيرًا في كل العصور و الأزمنة لكن ستختلف بتأكيد الطرق المؤدية لتلك الشهرة الأن عن سابقتها فقد سهلت تقنيات و مواقع التواصل الاجتماعي تويتر و الإنستقرام و غيرها في عمل ما يشبه الحالة الدرامية لنفسك و خلق شخصيات متفاعلة مع المتابعين و عرض حياتك بشكل أشبه بتلفزيون الواقع الذي نراه في بعض الدول لشخصيات بعينها و قد يتطور الأمر مع طامعي الشهرة لتصبح تلك الفيديوهات ملاذًا آمنًا للثراء السريع و الدخل الإضافي لهم لكنها للأسف أيضًا فهي أداه تستخدم بطرق سيئة في بعض الأحيان لكنها تبقى الطريق الأسهل و الأقرب للشهرة في وقتنا الحالي و عالمنا المعاصر.

 

ربما قد تكون الفرص المتاحة تتمحور حول أفكار الانتشار والشهرة عن طريق الإنترنت وتطبيقاتها المختلفة لكن وعلى الرغم من ذلك لا يمكن الجزم باستمرار تلك الطريقة ومع الوقت تصبح مواقع التواصل الاجتماعي المكان المرغوب المكروه فقد نستيقظ يومًا في عالم خالي من كل تلك التطبيقات و التي تشغل يومنا الحاضر من أوله لأخره و لكنها دورة الحياة و قد تظهر في المستقبل سبل جديدة تتيح فرصة أفضل لشهرة مع واقع أفضل خارج نطاق ضيق الأفق مثل مواقع التواصل الاجتماعي .

 

لكن لماذا قد يحلم البسطاء بالشهرة ؟؟

قد تظن سؤالي من كلمات طرح سؤالاً ساذج بعض الشيء لكن السؤال يحمل في كلماته الإجابة ” البسطاء” قد يكون البسطاء هم ملح الشعوب و غالبيتها لكنهم أكثر الناس شعورًا بالتهميش لذلك شعور كونهم المتابعون من غيرهم هو شيء لا يوصف لذلك يفعل الكثير لجذب انتباه الناس بكل الطرق و الوسائل فنية كانت أو مبتذلة في أسوأ الأحوال ولكن مع كل ذلك يظل السؤال الأصعب في كل موضوعنا بلا إجابة حقيقية يرتقي لها العقل و تطمئن لها الجوارح.

ألا هو ما الثمن الذي قد يدفعه الإنسان في سبيل الشهرة ؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا