مقالات

التكرار القهري

✍ آية عبداللاه ضماري

 

نمر في الحياة بأحداث مؤلمة و نقع تحت ضغوطات قد نخرج منها بصحه و سلام أو قد نخرج أفضل من ذي قبل ..و لكن دائمًا هناك إحتمال ثالث ؛ أن نخرج وقد تحولنا من ضحية إلى جاني .

التكرار القهري
التكرار القهري

 

قد نصبح نحن الجناة الجدد لنا أو لغيرنا من الناس و نُعيد نفس الأحداث القاسية مرارًا و تكرارًا و نُهيئ كل الظروف المُحيطة و نسخر كل طاقاتنا في إتجاة حدوث نفس الألم مرة أخري فيما يطلق عليه علميًا ” التكرار القهري” و هذا يحدث إما :

لأنك تشعر أنك لا تستحق إلا الألم فتقرر جلد ذاتك من خلال انغماسك في دور الضحية و ذلك لهدف نابع من داخلك لمعاقبة نفسك و تعذيبها فأنت هنا تكون جاني ..نعم!! و للأسف أنت الجاني على نفسك.

 

أو أنك تُعيد نفس الموقف الذي دمرك ؛ علي أمل تغيير النهاية من عذاب إلى سعادة ، و ليس بالضرورة أن تُعيدها مع نفس الأشخاص ، فقد تتخذ نفس السيناريو و لكن مع تغيير الممثلين ؛ و ذلك بهدف نابع من داخلك لتغير النتيجة التي في الغالب لن تتغير بل قد تزداد سوءاً عن المرة الأولي أو المرات السابقة لإن التكرار لا يحدث مرة فحسب بل قد يمتد حدوثه لعشرات المرات.

 

أو قد تقع في فخ الإنتقام اللعين ، فتُهيئ الظروف لأن تُعيد نفس القصة مع نفس الشخص و لكن هذه المرة لتنتقم نعم!! “عاد لينتقم” ، و تتأجج نفسك و تتوق لهدم هذا الشخص و تدميره و لكن تذكر ” من يلعب بالنار ، حتمًا يحترق ” لا تقع في هذا الفخ لأنك حتمًا ستكون فيه الجاني على غيرك و على ذاتك أيضًا، و ستخرج بغير القلب الذي دخلت به و نفس قاسية مُحطمة ؛ و تذكر أجمل انتقام أن تتعافى ممن قام بأذيتك و تبدأ من جديد . إلا في حالة إنك تسعى لإسترداد حقوقك المسلوبة و ذلك بالطرق المشروعة ، و كن على يقين أن الأيام تدور.

 

التكرار القهري اضطراب في غاية الصعوبة تخيل أن يختار الأنسان بنفسه الألم لنفسه ، فهو كأن تلقي نفسك بين ألهبة النيران أو ترمي بها في صحراء قاحلة من غير زاد أو ماء .

 

اطلب مساعدة نفسية من متخصصين إذا كنت تعاني من هذا أو أن وجدت في مُحيطك من تظهر عليه علامات هذا الإضطراب فساعده وأرشده لطلب المُساعدة النفسية.

اقرا ايضا:-

سجن الوسواس القهري ocd

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا