مقالات

الحطيب قرية ساحرة لا تمطر سماءها

ولاء علام

 

يحلم الكثير برؤية السحاب و كأنك تلمسه،طالما طاردت تجربة ركوب السحاب الكثير من العقول و يستمتعون بذلك خلال السفر بالطائرة فيحرص الجميع على الركوب بجوار النافذة لرؤية السحاب و توثيق التجربة من خلال الصور و الفيديوهات فما بالك بمدينة فوق السحاب لا يرى أهلها الأرض ؟

الحطيب قرية ساحرة لا تمطر سماءها
الحطيب قرية ساحرة لا تمطر سماءها

 

الأمر ليس خياليًا بل إنه حقيقي  فقرية   الحطيب مدينة يمنية ساحرة حينما ترى صورها تتصور أنها خيال، تقع  بمنطقة حراز و تتبع مناخه  الذي يعتبر جزء من محافظة صنعاء اليمنية .

 

تم بناء القرية على أعلى قمة جبل فى العالم ،و تعد بذلك القرية الوحيدة التى لا تمطر عليها السماء ،لأنها بنيت على سفح جبل عال لدرجة أن السحب و الأمطار تجرى من تحتها، و أهل القرية يعتبرون في معزل عن الأرض بحدود رؤيتهم السحب و الشمس.

 

تقع  قرية الحطيب على قمة جبلية قد  يصل  ارتفاعها إلى 3200 متر فوق سطح الأرض، و بالرغم من ذلك فهي   تتميز بجو دافئ ومعتدل، في الصباح الباكر لفصل الشتاء يكون الجو باردًا جدًا ،ولكن يصبح جوها دافئًا و رائعًا  بعد شروق الشمس.

 

شيدت قرية الحطيب  عام 439-459 هـ،  و تجمع في طرازها بين الطابع المعمارى القديم والحديث،وبين الريف والحضر،  تم بناء القرية كأنها قلعة محصنة  تحيط المنازل  أسوار عالية، والجدران قوية  لاصقة  بصخور جبال حراز، و تعد من أهم المناطق السياحية باليمن حيث تجمع بين الهيكل الصخرى و الحقول  فوق السحاب فى منظر فريد.

 

يبلغ عدد السكان بقرية الحطيب  حوالى 440 نسمة تقريبًا، وهم ينتمون إلى طائفة  تدعى البهرة أو المكارمة ،و هم من نسل سيدنا إسماعيل (قبيلة مسلمة)،  يتزعمها محمد برهان الدين الذي يقيم  في الهند و خاصة فى مدينة  مومباي ، ويزور القرية كل 3 سنوات، و ذلك لوجود  مزار وقبة حاتم محيي الدين التاريخي،  و يتوافد إلى هذا المزار عشرات الألاف من البهرة لزيارته كل عام .

 

و البهرة في اللغة الهندية تعني التاجر، و قد نسب إلى أهل القرية هذا الاسم  لانشغالهم بالتجارة، و تميَّزوا  من قديم الأزل بزراعة وإنتاج أجود أنواع البن حيث تُزرع أشجار البُن في وديان القرية، ولذلك تعد مصدر لتصدير أجود أنواع البن اليمني .

الحطيب قرية ساحرة لا تمطر سماءها
الحطيب قرية ساحرة لا تمطر سماءها

 

بالرغم من الجمال الساحر للقرية إلا أن أهلها لا يحبون تواجد أغراب من خارج طائفة البهرة بقريتهم فيمكن للسائح التجول لعدة ساعات دون المبيت ، ويوجد فندقان بالقرية إلا أنها لا تقبل من لا ينتمون لطائفة البهرة كما أن المساجد لا تقبل الصلاة لمن لا ينتمون لهذه الطائفة .

اقرأ أيضأ:-

معبد دندرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا