رؤية وابداع

الانتظار المحتوم

✍️ ساره محمود رمضان

خلقنا كي نَخلق الأحلام، مثل منزل ازداد جمالًا مع مرور الزمن، فإما أن تَعلو الأحلام وتلوح في الأفق، أو تسقط للأبد مثل طير سقط مع أول رحلة للتحليق بجناحيه.

الكاتب “إبراهيم نصر الله” قال: «كل ما يفعله الانتظار هو مراكمة الصدأ فوق أجسادنا».

فلماذا يطيل الإنتظار؟ ولماذا ننتظر؟ وهل الذي ننتظره جدير بأن يعاش كي تنتظره، أم لا يستحق كثيرًا؟، ومن الممكن أن يكون ما ننتظره هنا حولنا ولكننا لا نرى وكأننا أقسمنا ألا نرى حتى في النور.

أحيانًا أو بالأحرى دائمًا الانتظار ينتُج عنه الجفاء يملؤهُ خيبات الأمل ونظرات الخوف، هل فكرت قليلًا ماذا يحدث بعد كل هذا الانتظار؟

بعد كل هذا سوف تسأل نفسك قائلًا: أين ضاعت أحلامك؟، أين ضاع الحب والمشاعر أين ذهبوا؟، وأنتَ مازلت تنتظر وتهمهم: ما أسرع مرور الوقت وأنتَ جالس على عرش الانتظار!، وتتساءل ما الذي أنجزته وأنتَ تنتظر، وسرعان ما تدرك أنك لم تنجز شيء قط سوى أنك دفنت وبددت أفضل الأوقات، وأفضل المشاعر خائفًا منتظرًا فقط خوفًا من أن تكون اللحظة غير مناسبة لا أكثر، كم أنتَ ساذج.

الآن، فلتسرع وتُعبر عن حُبك الحقيقي الذي ينتظرك خائفًا، الذي ينتظرك بكل الحب والمشاعر الصادقة، وإن لم يكن كذلك فيكفي فقط أنك لم تنتظر، يكفي أنك تصارحت مع ذاتك، يكفي أنك سوف تحيا بكل بساطة، أسرع لحلمك الذي ينتظر شخصًا مثلك، شخص خلق كي يخلق الأحلام، خلق كي يحلم، لا تترك حلمك للعبث الدنيوي، لا تترك ذاتك، اسعَ كي ترزق بكل جميل خُلق؛ لكي يكون لك.

مقالات ذات صلة

إن كنت هنا فأعلم أنك خلقت؛ كي تحلم، كي تحب، وتعشق، وتتعلم، وإن لم تجرب وتتألم فلم تتعلم قط، عزيزي خلقنا كي نجرب ونتألم؛ لكي نتعلم، لا تنتظر اسعَ دائمًا لذاتك لا تتوقف عن الاحلام.

وإن كان ما يسعدك خلفك، فلماذا لا تنظر إلى الخلف قليلًا؟، لماذا لا تنظر حولك قليلًا كي تسعد،كي تحيا؟، لا تحيَ لتنتظر، فقط احيَ لتحب، وتعشق، وتتعلم، فالحياة زائلة لا تستحق كل هذا الإنتظار.

مراجعة لغوية: رويدا أحمد.

إقرأ أيضاً:

حل الخريف

وقف الرسول

هل تأتي؟ 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى