أفضل الأيام عند الله
كتبت.. نادين محمد
أولاً : يوم عرفة
نعم وكرم ربنا سبحانه وتعالي علينا لا تُحصى ولا تُعد ومن أنواع كرمه أنه منّ علينا بتفضيل أوقات بالأجر لمن يقوم بعمل صالح مثل يوم عرفة لأن أجر العمل الصالح في هذا اليوم يُعادل أضعاف أجره بألاف المرات في غيرها .
ويوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة وهو من أفضل أيام السنة و ورد فضله في أحاديث كثيرة منها :
حديث روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”.
وحديث نقله جابر بن عبد الله عن رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: “وما من يومٍ أفضلُ عند اللهِ من يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ -تباركَ وتعالَى- إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ فيقولُ انظروا إلى عبادي جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا ضاحِين جاؤوا من كلِّ فجٍّ عميقٍ يرجون رحمتي ولم يرُوا عذابي فلم يُرَ يومٌ أكثرَ عتيقًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ”.
و يوم عرفة يجب على المسلم أن يستغله في :
١- العبادة
٢- الصوم:
حيث صيام يوم عرفة يُكفر ذنوب كما قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ”.
٣– كثرة الدعاء والذكر:
فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفَةَ وخيرُ ما قلْتُ أنا والنبيونَ من قبلي لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ”.
٤- كثرة التكبير.
ثانياً: يوم النحر
يوم النحر هو يوم العاشر من ذي الحجة أي أول أيام العيد الأضحى المبارك وهو الذي سماه العلماء بيوم الحج الأكبر بسبب فضله ولأن أعمال الحج تؤدي فيه قال الله -عز وجل-: “وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَْكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ”.
يكون استغلال هذا اليوم في التكبير والتحميد والتسبيح وأداء صلاة العيد في المسجد والاغتسال قبل الخروج وذبح الأضحية حيث قال الله -سبحانه وتعالى-: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”،[١٨] .
وقال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “ما عمل آدميٌّ من عملٍ يومَ النَّحرِ أحبَّ إلى اللهِ من إهراقِ الدِّماءِ إنَّها لتأتي يومَ القيامةِ بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها وإنَّ الدَّمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبل أن يقعَ من الأرضِ فطِيبوا بها نفسًا”.
ثالثاً : يوم الجمعة
يوم الجمعة هو عيد بالنسبة للمسلمين فقد قال -صل الله عليه وسلم: “إنَّ هذا يومُ عيدٍ جعلَهُ اللَّهُ للمسلمينَ فَمن جاءَ الجمعةِ فليغتسل وإن كانَ عنده طيبٌ فليمَسَّ منهُ وعليكم بالسِّواكِ”.
ولهذا اليوم فضل عظيم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فضل يوم الجمعة: “خَيرُ يَومٍ طلَعَتْ فيه الشَّمسُ يَومُ الجُمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه أُهبِطَ، وفيه تيبَ عليه، وفيه ماتَ، وفيه تَقومُ السَّاعةُ، وما مِن دابَّةٍ إلَّا وهي مُسيخةٌ يَومَ الجُمُعةِ، مِن حينِ تُصبِحُ حتى تَطلُعَ الشَّمسُ، شَفَقًا مِن السَّاعةِ، إلَّا الجِنَّ والإنْسَ، وفيها ساعةٌ لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي، يَسألُ اللهَ شَيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاهُ”.
يكون استثمار يوم الجمعة من العبادات هو كثرة الصلاة على النبي -صل الله عليه وسلم-؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: “أكثِروا عليَّ من الصَّلاةِ في يومِ الجمعةِ؛ فإنَّه ليس يُصلِّي عليَّ أحدٌ يومَ الجمعةِ إلَّا عُرِضت عليَّ صلاتُه”، قراءة سورة الكهف والدعاء.
رابعاً : عشر ذي الحجة
عشر ذي الحجة هي العشر أيام الأوائل من ذي الحجة وهي الأيام التي يتضاعف فيها أجر العمل الصالح .
و ورد عن فضلها أحاديث عدة منها : حديث رواه عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ مِنْ هذهِ الأيامِ العشرِ فقالوا يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلمْ يرجعْ مِنْ ذلكَ بشيءٍ”.
ويكون استثمار هذا الأيام في :
١- الصيام .
٢-الإكثار من الذكر :فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة الحج: “وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ”، وهي الأيام العشر الأولى من ذي الحجة ، كما ورد عنه – صل الله عليه وسلم-: “ما من أيامٍ أعظمُ عند اللهِ ولا أحبُّ إليه العملُ فيهن من أيامِ عشرِ ذي الحجةِ أو قال هذه الأيامِ فأكثروا فيهن من التسبيحِ والتكبيرِ والتحميدِ والتهليل “.
٣- قيام لياليها حيث يستحب الاعتكاف في هذه الليالي العشر وقراءة القرآن والدعاء.
