رؤية وابداع

‏البنت جنة أبيها

شيماء جودة عبد الراضي

في إحدي قرى الصعيد ولدت لم يكن ميلادها ليفرح أحدا فهي بنت وكعادة أهل الصعيد ميلاد البنات حدثًا غير سعيد فالأبناء من الذكور هم العزوة للأب والسند للأم ولدت زينب هذا اسمها الذي اختاره لها والدها فحزنت أمها على الرغم من إنها رزقت قبلها بخمسة من الأبناء الذكور وجاءت هي كما يقولون لتكون آخر العنقود كانت تريدها ذكرًا لتكمل نصف الدستة كما تمنت لكن إرادة الله شاءت أن تكون الخاتمة زينب أراد الله أن يزرع محبتها في قلب أبيها كبرت وعندما وصلت لسن الخامسة ألحقها بكتاب القرية لتحفظ القرآن وتتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب رغم معارضة أمها التي كانت تفضل أن تظل في البيت لتساعدها في أعمال المنزل وتلبية طلبات إخوتها الذكور التي لا تنفض والذين يساعدون والدها في زراعة الأرض التي يملكها في القرية بعد أن اكملوا تعليمهم البسيط منذ الوهلة الأولى لالتحاق زينب بالكتاب أظهرت نبوغًا حفظت القرآن كاملاًافي شهرين وبشهادة معلمها في الكتاب فإن خطها كان جميلًا وتتعلم بسرعة كل ما تتلقاه من تعليم أولي كان والدها يشجعها ويحفزها وها قد حان وقت التحاقها بالمدرسة في المدرسة أيضًا أظهرت نبوغًا أثنى عليه معلموها وكان هذا يسعد والدها الذي ظل يشجعها حتى وصلت إلي الإعدادية وحصلت على مجموع يؤهلها للالتحاق بالجامعة لكن أيضًا كعادة أهل القرى في الصعيد جاء الخطاب يطلبونها فالفتاة أصبحت جميلة ومطلوبة انها كانت تريد تزويجها فيكفيها ما حصلت عليه من تعليم لم تحصل عليه قريناتها ف القرية أما زينب فتوسلت لأبيها أن لا يزوجها فهي تريد استكمال تعليمها حتى تصل إلي الجامعة فرضخ أبيها لطلبها ورفض تزويجها وأكملت تعليمها الثانوي بتشجيع مستمر من والدها حتى حصلت على مجموع كبير أهلها للالتحاق بكلية الطب وتخرجت من الكلية بامتياز مع مرتبة الشرف وتخصصت في قسم الجراحة العامة وكل هذا ووالدها يقف بجانبها ويشجعها وهي تحفظ له الجميل يوم تخرجت من الجامعه كانت أمها تذرف الدمع فرحًا بابنتها التي لطالما وقفت ضد رغبتها في استكمال تعليمها لكن إصرار والدها على استكمال تعليمها كان هو الحافز لها للتقدم والاستمرار والنجاح والتفوق من شدة حب زينب كتبت قصيدة ألقتها أمام الحضور يوم حفل تخرجها تصف فيه شعورها تجاه والدها تجاه أب آمن أن البنت كالولد لا فرق بينهم وتشكره على وقوفه بجانبها وإصراره على تشجيعها للاستمرار في تعليمها حتى تخرجت من كلية الطب ونزلت من على المنصة وقدمته للحضور وقبلت يده ورأسه وها هي زينب تكمل دراستها العليا في مجال تخصصها حتى أصبحت بروفيسور في تخصص الجراحة العامة ومازالت تذكر والدها الذي قابل ربه وهو قرير العين بابنته التي مازالت تدعو له وتتصدق على روحه بتخصيص جزء من عملياتها التي تجريها لغير القادرين بغير أجر فهنيئا لكل اب أعطاه الله ابنة فحافظ عليها وشجعها حتى تكون له قرة عين في الدنيا وطريقًا له إلى الجنة في الآخرة عملًا بقول رسولنا الكريم

: “قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها ـ يعني الذكَرَ ـ أدخلَه اللهُ بها الجنة

نهاية

إقرأ أيضاً:

نداء

سجين

 يا واهبًا كل النعم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا