مقالات

فيس بوك

كتب: عرفة ممدوح 

 

الفيس  بوك في طريقة لأن يتحول إلى الصديق اللين الرفيق بصاحبه الناصح له والساعي لمساعدته واقتراح الحلول اللازمة قبل أن يتفوه بها صاحبه.

هو أيضًا حريص على صحته في إطار المنظومة الأخلاقية العالمية التي عادًة ما تتوارى خلف نوايا تجارية و رأسمالية بحتة.

 

الفيس بوك يتحول لمساحة حرة لمن لا صوت له

ولمنبر جيد لمن لا منبر له

ومنصت جيد أيضًا لمن لا مستمِع له

ورفيقك في السفر وشريك في الحالة المزاجية

وله رأي فيما ترتدي أو تنوي أو تريد أن ترتديه

بل لا شك هو محفز ومشجع على الشراء والإقتناء

تحول فيه البعض إلى تاجر والبعض الآخر إلى سلعة ،فتح ذراعية لمن يجيد الكلام حتى ولو كان عاجزًا عن الفِعل.

فيس بوك
فيس بوك

 

وسرق الأضواء ممن بدلوا الجهد والعرق في العالم الحقيقي وسلمها لمن أعطى للكاميرا اهتمامًا أكبر

صنع الشهرة و (التريند) ورفع أقوامً وأذل آخرين

وكَرم هذا وفضح هذا وأظهر جهل هؤلاء

بل والأعجب من ذلك أنه أصبح لديه سجل تاريخي للسقطات والشطحات والفلتات اللسانية والحوارية.

كأنه يقول لك انتبه!

لا تتسرع!

فبالقُرب منك قد أُعِدت نماذج جاهزة للسخرية

و تعبيرات وجه جاهزة ومعبرة عن كل المشاعر البشرة مستوحاة من جيل كامل من الأفلام وكم هائل من القفشات السينمائية واللحظات الدرامية (العالمية والمحلية)

انتبه فلربما كانت بعض كلمات تافهة قلتها. على الفيس بوك قادرة على استدعاء الفنان المتوفي نور الشريف في رداء عبدالغفور البرعي وزوجته (فاطنة) أو الحاج متولي وإحدى زوجاته الأربع للإدلاء برأيهم في لون شراب قد اخترته بشكل عشوائي.

 

انتبه! من خناقة لطيفة تبدأها مع زملائك متبادلين الآراء في اللعبة الجيدة والفريق الجيد وبسرعة فائِقة تتحول في تبادل الآراء  (في الأم والأب).

 

لا تُعطي الواقع الإفتراضي أكثر من حجمه

فالشجاعة خلف الشاشة لا مثيل لها ولا حدود

مضى عهد السيف وعنترة وجاء عهد الانتصارات السريعة التي تحتاج سرعة في الكتابة بدلًا من إستخدام السيوف والبنادق.

 

حاول أن تستخدم كل شيء في حدوده

وإن وجدت شيئًا مجانيًا فاعلم أنك أنت السِلعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا