مريم زهرة جميلة حُصدت من نواة الصعاب
كتبت : منى حافظ
-أصعب شئ حصلي عندما أغلقت المدرسة التي كنت أتعلم بها.
-أحب شغل الخرز وإعادة التدوير والرسم والتلوين.
-كرمني السيسي وأتمنى أن أقابل محمد صلاح.
-والدة مريم:كنت أعاني من التنمر.
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة الآية (٣١)
﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾
أراد الله أن يثبت لنا أن العلم لاينحصر فقط على الملائكة بل وهبه سبحانه وتعالى للبشر أيضا، ومن أمثلة ذلك سيدنا آدم فقد علمه الله أسماء الناس وهو من اختار إسم حواء ،وعرفه أسماء البحار والجبال والشمس والقمر والنجوم وأسماء الحيوانات والطيور والدواب وغيرها.
ثم عرضها على الملائكة وبعد مرور آلاف السنين مازلنا نعرف أن العلم مازال في تقدم والمعرفة أبوابها مفتوحة أمام الجميع إلا أنه مازال البعض يتنمر على الغير دون سابق معرفة أو يضع نفسه مكان غيره .
حكايه وراءها اعجاز
حكاية جميلة وراءها قصة ملكة جمال التوحد والتي تعرضت للعديد من الأزمات قصة مريم الزهرة الجميلة التي حُصدت من نواة الصعاب ، مريم بطلة العاب القوى وتم تكريمها من الرئيس السيسى وقامت بالعديد من الأشغال اليدوية ، ومن خلال ما وصلت إليه وهى تسير في طريقها بفطرة قلبها ودعاء ربها كان هو مفتاح الحوار في بداية الأمر.
ومع جبل الصبر والصمود وهي والدة مريم التي تستحق بدون أية مجاملات التكريم وكل التقدير لما بذلته من جهد حتى تصل إلى بر النجاح والنصر والعزة في القول والفعل ومن خلال حواري مع الأم العظيمة سنتعرف على مريم أكثر وكانت بداية الحوار سؤال عن بياناتها الشخصية
إسمي (فاطمة صبحى سيد حسن ) حاصلة على دبلوم تجارة وربة منزل
-ماهي الحالة الصحية لـ مريم ؟
مريم ولدت طبيعية وبعد مرور سنة إكتشفت عدم انتباهها لي فيما أوجهه لها من حديث، وتأخر ملحوظ في الكلام حتى في الكلمات البسيطة وعندما أكملت العامين لاحظت عليها التسلق على أى شىء في لمح البصر دون جدوى
بعدها قررت على الفور أن اتجه للأطباء بعد نصيحة الأقارب للإستشاره والاطمئنان على صحة مريم الجسدية والنفسية وبعد التشخيص الطبى فوجئت وصدمت بوجود سمات توحد شديدة وتأخر في الكلام ، قمت وقتها بالتخاطب والتدريبات المهارية والعلاج الطبيعي فترة طويلة ومن بينها العلاج الطبيعي على فك الأسنان لعله يأتي يوم وتشفى بإرادة الله سبحانه وتعالى.
– ماهي أهم الصعوبات والعقبات التي واجهتها واستطعتي تخطيها والتغلب عليها؟
بالفعل واجهت العديد من الصعوبات أولها :عدم قدرة مريم على الكلام والتحدث مع أي شخص تماماً وكانت في حالة صراخ بشكل مستمر لأنها تريد الكلام ولكن لا تستطيع فيحدث لها حالة من الصراخ تعبيراً عن ماتريده وكأنها مقيدة اللسان .
ثانياً: عند دخولها المدرسة كانت الصعوبة عندما طلبت منها المدرسة الاجابة على بعض الأسئلة ، ورفضت رغم أنها كانت تعرف الإجابات إلا أنها استمرت في الرفض لأنه من صفات التوحد هيبة الناس والخوف من التفاعل معهم .
ثالثاً: كنت أعاني من التنمر الذي كنت أراه في أعين كل من حولى عند صراخ مريم الدائم أمام الناس عند ذهابي بها لإستوديو التصوير؛ أو حتى الأسواق فالناس يعتقدون أنها مدللة بشكل مبالغ فيه لأن جمالها الذي كانت تتصف به منذ الصغر وشكلها الطبيعى لا يوحى مطلقاً أنها متوحدة .
لكني تماسكت وصمدت ولم ايأس أبدا وحاولت مراراً وتكراراً رغم إنهياري النفسي أمام الجميع دون تحكم إلا أننى تحديت كل هذا، وقررت أن أصل بها إلى عنان النجاح ونعبر سوياً إلى بر الأمان الملئ بالرضا بما كتبه الله لنا .
كنت أذهب بها في كل الأماكن والأسواق لتتعرف على عالمها وعلى الطبيعة من حولها بعد أن قمت بتعريفها بهم من خلال الصور، والحمدلله وبفضله تخطيت هذه المرحلة وبدأت حالتها تستجيب للعلاج بشكل ملحوظ حتى تفاجأ الأطباء وانبهروا بما وصلت اليه مريم .
– من هم أهم الداعمين لمريم ؟
هم الأب والأخ الأكبر لمريم والأهل والأقارب كانوا يقدرون تعبي ومجهودي وصبري ويسعدون عند اجتياز كل المراحل الصعبة .
بعد أن تطرقنا وتحدثنا مع ملكة الصمود والدة مريم المرأة التي غفلت وأعطت ظهرها لكل من حاول التنمر على ابنتها إلا اننا أيضاً لن نقف أمام ماتعرفنا عليه فلدينا مزيد من الفضول ونريد معرفة المزيد عن بطلة حكايتنا مريم من خلال حواري معها
– مريم عرفي نفسك لكل محبينك وكل من يقرأ عنك ؟
اسمى مريم محمد أحمد ١٥ سنة وفي الصف الثالث الإعدادى.
-من هو مثلك الأعلى ؟
مثلي الأعلى أمي وأبي وأخواتي وأقاربي .
– من أكثر شخص يقوم بتشجيعك ؟
أمي
– ما هي المواهب الموجودة لديكِ ؟
ألعاب القوى، ورمي الرمح، وشغل الخرز، والإستعراض والأغاني والرسم .
-ماهو أكثر شئ تحبين عمله؟
شغل الخرز، وإعادة التدوير ،والرسم والتلوين
– ماهو شعورك عندما وصلك إنه سوف يتم تكريمك من الرئيس السيسى ؟
كنت سعيدة جداً جداً ، سعادة لاتوصف .
-ماهو أصعب شئ حصلك في حياتك وتأثرتِ به ؟
عندما أُغلقت المدرسة التي كنت أتعلم فيها، وأتمنى أنها تعاود العمل مرة أخرى وأعود إليها .
– ماهى أهم الصفات التي تتسم بها البنت الجميلة من وجهة نظرك بما إنك ملكة جمال ؟
الجمال من وجهة نظري لا يتوقف على الشكل أو الملامح فقط بل لابد وأن تكون البنت جميلة من خلال التعامل المحترم مع الآخرين .
-ما هي طموحاتك وأمنياتك في حياتك المستقبلية ؟
أتمنى أن أكون مرشدة سياحية لعشقي للآثار، وبطلة عالمية وموديل مشهورة، وأقابل محمد صلاح ، وأتدرب في النادي الأهلي .
-من أكثر شخصية ترسلي لها كل الحب وتتمني أن تكوني مثلها ؟
أتمنى أن أكون مثل محمد صلاح .
- ختاماً : العلم والمعرفة والإبداع الفطري المكتسب من قدرة الخالق والناتج عن الموهبة التي صنعها الله لا يوضع أمامها خطوط حمراء أو حدود تقف أمامها؛ بل هى هبة وهدية يهبها لمن يستحقها ،ولها طريق للسير فيه إلى مالانهاية عند وجود روح التحدي.
فإلقاء السهم نحو الهدف وتخطي كل المعوقات ومدى قدرة تحمل العقل البشرى من مهارات وإبداعات وضعت في عقول ميزها الله عن غيرها لنتعلم منها؛ فعلينا أن ننظر لأنفسنا نظرة رضا بقضاء الله، ولا ننظر لغيرنا نظرة تنمر فالمتنمر هو من يخسر ذاته قبل أي شىء .
مراجعة : حنان مرسي
إقرأ أيضا:
