مقالات

الباب الموصد

 

بقلم: سليمان عوض

 

لطالما كانت تلك الكلمة علي قدر بساطتها تحمل في طياتها حكايات تمس القلوب وتخلب الألباب من تلك الحكايات ما يمس شغاف القلوب ويترك أثرًا لا يُمحى بل يبقي مموهًا مشوهًا ومنها ما يبقي أثره عالقًا بمقلة العين كأنه الظل الذي نبحث عنه وسط قيظ الحياة .

 

التكنولوجيا والباب الموصد

منذ نشأة التكنولوجيا وفتحت كل الأبواب الموصدة وصارت الدنيا كلها بمثابة حي صغير من يتحدث في أوله بصوت خفيض يسمعه من يقف في شرفة بيته متنسمًا الهواء في آخره فلا من خرج لشرفة بيته استمتع بالنسيم ولا من نادى كاتمًا صوته استمتع بخصوصيته .

ولم يكن ذلك بفعل التكنولوجيا وإنما لأننا قد فتحنا الأبواب الموصدة علي مصراعيها ونسينا أن فتح تلك الأبواب دون أن نعلم ماذا نعد كي نستقبل ذلك البركان الذي سينفجر في ضراوة وعنف في وجوهنا هو ما أصاب كثيرًا من المجتمعات بالخلل وأصبحنا كالمصابين بمرض الفصام نعيش بوجوه مختلفة ونحن لا ندري أن لنا وجوه مختلفة .

 

وصرنا نكتسب من العادات والسلوكيات ما لا يتماشى مع قيمنا ولايتناسب مع تعاليم ديننا، وأصبحت تلك القيم النبيلة التي كانت سمة تميز المجتمع العربي وتعطيه بريقًا خاصًا ينبع من تمسك العربي بقيم ومباديء رسختها الأديان السماوية الجليلة في وجدان العرب وعقولهم في مهب الريح .

 

من أجل ذلك لابد أن نحدق النظر ونعي ماذا يجب علينا أن نفعل كي نتقي خطر تلك الانفراجة الشديدة لوسائل الاتصال ولا يجب أن نغض الطرف عن ذلك الخطر المحدق بشبابنا فقد غابت القدوة الحسنة واختلطت المفاهيم ولابد من وقفة جديدة وحلول غير تقليدية وحوارات مجتمعية ودراسات جادة فمجتمع شاب كالمجتمع المصري يستحق أن نعتني به ونسعى أن نغرس في وجدانه المعني الحقيقي للوطنية والقيم السليمة فتلك هي بمثابة الثمار لن تنضج إلا إذا كانت الجذور راسخة والتربة جيدة .

 

الباب الموصد
الباب الموصد

الإعلام والباب الموصد

لقد كانت الصحافة ومهنة الإعلام أكثر الأبواب الموصدة التي لها من القدسية والاحترام ما يجعل الولوج إليها صعب المنال فلقد كان روادها الأوائل من ذوي العقول الواعية الفطنة كالعقاد و شوقي و الرافعي ….إلخ
تلك العقول التي أثرت في وجدان الشباب العربي وخلقت نوعًا مميزًا من التوازن المجتمعي بين الحرية الغربية والقيم العربية ، فلابد من إعادة النظر لواقع الصحافة الإلكترونية وتنظيمها حتي تؤتي ثمرتها المرجوة ولابد من النظر إليها بعين البصيرة والاعتراف بها نقابيًا وإعطائها جانبًا من الرعاية – حتي لا نصبح كالنعام- ونعيد ذلك التيار من التوازن إلى وجدان الشباب العربي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا