مقالات

البسمة المصونة

بقلم : سليمان عوض

 

اعتدت كل يوم شأني شأن أبناء جيلي أن أطالع وسائل التواصل الاجتماعي أقلب بيدي ولكن عيني وقلبي يبحثان عن بعض الكلمات العتيقة التراثية أو صورة تعود بنا إلى الماضي غير البعيد تلك الكلمات التي تسكن القلب وترسم في العين بسمة تذكرني بلمعان وبريق لم نره في شاشات ولا أجهزة ولا وسائل اتصال حديثة فتسكن مقلة العين وكأنها تنظر ولا ترى وترتسم علي الشفاة بسمة تستمد النقاء من ذكريات ليست ببعيدة عن قلوبنا سكنت واستقرت ما بيننا وبينها غير ضباب أصاب العقل .

ضباب التواصل الاجتماعي

ولا عجب في وصف التطور السريع في وسائل التواصل بالضباب، فالضباب يحجب الرؤية ووسائل التواصل قد حجبت عن العيون صورًا جميلة كنا نراها علي طبيعتها وحينها كنا نشعر بمذاق السعادة الحقة حيث كنا نتأمل المشهد الجميل والكلمة المؤثرة والبسمة النقية فتخلد في الأذهان ويبقي أثرها في القلوب وتُلقي بظلالها علي العقول ، أما الآن صرنا نجد ما نبحث عنه دون جهد وعناء صرنا نتطلع إلى معرفة ما لايجب علينا معرفته قبل ما يجب معرفته ، ونقتحم حياة من نعرفه ومن لا نعرفه، صرنا نبحث ونفتش ونعلق ونتعجب ونستجمل ونستقبح ولكن هيهات أن نتذكر كلمة واحدة مما مررنا عليه معلقين أو مستجملين أو حتي مستقبحين .

 

البسمة المصونة
البسمة المصونة

التواصل الاجتماعي

التواصل ما أروع وصفه بالاجتماعي كلمة تحمل في طياتها روعة وجمال لا تستحق منا أن ننظر إليها بهذا الخمول بل يجب أن نمعن النظر فيها لنعطيها حقها من الإجلال والاحترام والتقدير فما نحن بدون كلمة اجتماع ملحق بها ياء النسب تلك الياء التي ترمز لبشريتنا وتميزنا عن سائر المخلوقات فلننظر لها بعين الرحمة ولنجعل من وسائل التواصل الاجتماعي أداة للتعمير لا للخراب وسيلة حقيقية للتواصل، ولا تجعلوا ضبابها يحجب القلوب بل اجعلوه ضبابًا علي ما لا يفيد ضبابًا علي حياتك الخاصة وحياة أولادك وأسرتك.

علموا أولادكم حين تشترون لهم الهواتف أن هناك ما يُسمى بالحياة الخاصة التي لا يمتلكها إلا هم، ولا يحق لغيرهم أن يطلع عليها ولا أن يبديَ رأيه فيها إلا إذا أردت أنت وفي إطار من القيم الحقيقية لا القيم المزيفة.

علموهم أن يأخذوا من المجتمع ما يفيد وينبذوا ما يضر ازرعوا فيهم الصالح وتحدثوا معهم وأسمعوهم أصوات الحروف التي تخرج من قلوبكم لا تلك الحروف التي تخرج من هواتفكم .

ارسموا البسمة المصونة علي شفاهكم تلك البسمة النقية التي لاتحمل حقدًا لأحد تلك البسمة التي تبني ولا تهدم تلك البسمة التي تنبع عن نقاء وصفاء وراحة بال .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا