مقالات

لم أصدق رحيل ميسي عن برشلونة .. لكن ربما هي هكذا «النهايات سخيفة»

أسماء الشنواني

 

في لحظات لم أكن أتوقعها، لم أكن أتخيلها على الإطلاق لأسباب عديدة سأتطرق إليها لاحقا، هي تلك اللحظات اللي أعيشها الآن واعتقد يعيشها كل برشلوني كتالوني عاشق للبارسا.

هي تلك اللحظات التي أعلن فيها نادي برشلونة عدم نجاح صفقة ميسي في التجديد له واستمرار مسيرته الكروية داخل البيت الكتالوني، بعد انتهاء عقدة في يونية الماضي.

ميسي لن يستمر في برشلونة

ونشرت الصفحة الرسمية لنادي برشلونة، العديد من التغريدات التي تشير إلى عدم استمرارية ميسي مع برشلونة، بسبب عدم الإتفاق بين الطرفين.

رحيل البرغوث ميسي، « لم أصدق بعد، وأشعر أنه سيجد في الأمور أمور» هذا اللاعب الأفضل على مر العصور «Greatest Of All Time» عن قلعة الكتلان عن كامب نو، عن برشلونة، هي صدمة كروية للجمهور العاشق للبارسا، بسبب علاقة ميسي بالنادي الإسباني، وقصة ارتباطه ببرشلونة، لأكثر من 20 عاما، وتحديدا يوم 14 ديسمبر 2000.

بالنسبة لي .. قصة ميسي مع برشلونة هي قصة من قصص ألف ليلة وليلة، عندما وقع النادي الإسباني أول عقد مع الصبي الأرجنتيني  على منديل طعام، وحينها كان البرغوث لاعبا مغمورا لا يتجاوز عمره 12 عاما، وشاءت الأقدار أن يكون هذا العقد بعشرات الملايين.

تعثر برشلونة، وقامت ثورات ضد رئيس النادي السابق بسبب تلميح ميسي بالرحيل، فرحل الرئيس وبقى ميسي، لاستمرار قصة الحب والوفاء بينه وبين النادي الكتالوني.

 

وكان آخر عقد يوقعه البرغوث مع برشلونة، في نوفمبر 2017، وانتهى بالفعل بشهر يونيو الماضي، وما بين تأكيد رئيس النادي الكتالوني الجديد خوان لابورتا الذي جاء خلفا لجوسيب ماريا بارتوميو، بعدم رحيل ميسي في وقت سابق، وبين تأكيد البرغوث نفسه في العديد من اللقاءات الصحفية بعدم رحيله وحبه للنادي، جاءت مفاجأة اليوم الخميس 5 أغسطس، بقرار الرحيل.

 

بصراحة شديدة لم أصدق رحيل ميسي عن برشلونة حتى ظهور البرغوث بقميص فريق آخر في حفلة تعاقد الفريق المحظوظ الخاطف لهذه الموهبة الكروية، فحينها سينتهي هذا الكلام المعسول الخاص بوفاء اللاعبين وبحب النادي، وسأبصم بالعشرة على فكرة سيطرة المادة على كل معاني الحب والوفاء.

العديد من الأخبار تؤكد فشل المفاوضات بين الطرفين، النادي من ناحية، الصحف الإسبانية من جهة أخرى، وأشرف بن عياد المراسل الصحفي لقنوات “بي إن سبورت”، من ناحية ثالثة .. وأنا مازت أكذب الخبر.

فأنا لست بصدد الحديث عن إنجازات البرغوث الآن مع برشلونة، ولا تمسك العملاق الكتالوني بميسي عندما كان صغيرا، ولا وجهته فيما بعد برشلونة، خاصة وأن البرغوث لم يصدر بيانا بقرار الرحيل حتى كتابة هذا المقال.

ولكن بصدد الحديث عن تلك النهاية السخيفة بين هذا اللاعب الموهوب بالفطرة، وبين نادي كبير كنادي برشلونة عندما آمن بموهبته.

لم أتوقع هذه النهاية، خاصة وأنها استمرت لأكثر من 20 عاما حقق الثنائي مع بعضهما البعض إنجازات سطرها التاريخ، وكنت أتمنى أن تكون النهاية سعيدة، وأن ينهي ميسي مشواره الكروي مع برشلونة، ويؤكد للجميع أن هناك لاعبين يؤمنون بالوفاء ورد الجميل للنادي ولا يحركهم المادة.

يالها من قصة للتاريخ .. دعونا نتخيل حفلة اعتزال ميسي لكرة القدم في كامب نو!

لم أتوقع أن الأموال هي المتحكمة في قرارات الأشخاص لهذه الدرجة، لم أتوقع أن للإنجازات والبطولات والأرقام القياسية التي يحققها ميسي مع البارسا، لم تكن كافية لتنازله عن نصف راتبه «كما سمعنا» لاستكمال مسيرته مع النادي الكتالوني الذي يعاني وغارق في الديون بسبب الأزمة الإقتصادية.

ربما هناك حسابات آخرى لكل شخص، ربما الماديات هي المحرك الأساسي في قرارات الأشخاص المصيرية، ربما هناك أسباب أخرى للرحيل لم تعلن عنها الصحف الإسبانية بعد .. لا أعلم .. لكن ما أعلمه .. أن رحيل ميسي عن برشلونة هي نهاية سخفية «غبية» لقصة لاعب موهوب بحجم ميسي مع نادي كبير بحجم برشلونة.

ولو اكتملت لحفر ميسي في عالم الساحرة المستديرة حروفا من الوفاء والحب للنادي الذي أنضم إليه وهو طفل صغير سيذكره التاريخ، ضاربا رقما قياسيا جديدا يضاف له في تاريخه هو كلاعب.

أقرأ أيضا

هل سيرحل جريزمان عن برشلونة

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا