رؤية وابداع

“الناحية التانية من الدنيا”

“الناحية التانية من الدنيا”

بقلمي / بيشوى مجدى

ثم تفقد الرغبة فى كل شئ حتى تلك الأشياء التى كنت تتمناها .. كل شئ يصبح فجأة لا وجود له .. لا يُسر قلبك إذا تلقيت أخباراً مُفرحة ..لا تهتز مشاعرك إذا قام أحدهم بجلب هدية فى عيد ميلادك .. ثم تفقد قيمة الاشياء و بهجتها وتصير عدماً … لا تعرف لماذا أنت هنا و ما الهدف منك ؟.. هل لكى يموت أصدقاؤك ويبقى الجزء مفقود.. أَم لكى تتركك حبيبتك وتفقد الجزء الآخر ..أَم لكى تفشل فى دراستك ويقل شأنك أمام مجتمعك الصغير الذى حتماً قد يشمت ويشمت ويضحك على ما انت فيه ..أنت بلا فائدة .. بلا معنى ..
تعيش حياة روتينية مملة لا تحتوى على أي مغامرات وليس بها متعة حتى ولو كانت لوقتها .. اذاً ! ماذا تنتظر حتى تتغير الامور ؟ .. اذهب و أُترك هذه الدائرة لعلك تلتقى بمكان لا يقوم بالالتفاف حولك حتى لا تموت .. اذهب و التقى بمن يشبهك .. ستجد حتماً أنه يتم انجذابك تجاه عالم آخر يحبك ويتمنى أن تعيش فيه .. كن وحيداً بدون أشخاص ، افضل من أن تكون وحيداً فى وجودهم .. قل لى ماذا تبقى لك بعد كل ما مر به قلبك .. كنت تضحك و تبكى فى الوقت ذاته ..و تحزن وتفرح فى آن واحد .. آيعجبك هذا ؟ .. هل كنت تعلم حقيقة مشاعرك فى هذه اللحظات ؟.. هل كنت تعلم ماذا تريد منك المواقف والتجارب الحياتيه التى لم تتعلم منها شيئا؟ .. كنت غبى وتقول : هؤلاء أصدقائى لا يمكن أن يتركونى وقد تركوك ،كنت تقلل من قيمتك وترسل لها الكثير من الرسائل على الفيسبوك التى لا جدوى منها .. هل تعتقد انها كانت مشغوله للدرجه التى لا تستطيع أن تنظر ماذا أرسلت لها ؟ …”انت ترسل لمن لا يهتم ..تكتب لمن لا تقرأ”..
فى الوقت ذاته كانت هى ايضاً ترسل لمن لا يهتم ..تكتب لمن لا يقرأ ..
ماذا بك و ما هذا العبء ؟ .. انتتفض الآن وقم من التراب وانزع غبارك عنك و اثبت لنفسك أنه لا توجد ظروف قد تغير مسار حياتك ..لا تنتظر الفرصه بل ابحث عنها .. فتش الكتب ستجد فيها حياة ..حاول يا بنى ان تكون من بنى العالم الاخر الذى لا يوجد به احد سواك .. عالمك الذى لا احد يستطيع السيطرة عليك فيه .. اصنع من الخيال واقع وعش فيه و اجعله شيئاً ملموساً .. لا تكُن عادى .. لا تكن مثل هؤلاء الموجودين فى صفوف الاعداد التى لا حصر لها ..لا تكن مساق و تنحنى حتى تسير كما يسير المجتمع ..
الحق اقول لك ان من قام بتغيير اتجاهه فقط هو من كان متميز .. الذى لم يستمع لكلامهم ولا يهتم بما يقال له من تقليل شأنه هو فقط من استحق ان يكون على رأسهم .. الشخص الذى قام المجتمع بالسخريه منه .. هو نفس الشخص الذى قام نفس المجتمع بالوقوف امامه احتراماً له .. هؤلاء الاشخاص لا يوجد منهم فى عالمنا …
هؤلاء يعيشون بيننا ونحن نراهم .. أما هم فلا يعيشون معنا .. هم اختارو ان تكون حياتهم فقط فى” الناحية التانية من الدنيا”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا