رؤية وابداع

في ديسمبر

في ديسمبر

ريهام مجدي القاضي

هناك خُرافة تقول:”أن الغائب الأحب لقلبك سيعود إليك في إحدى أيام ديسمبر”

تم الفراق في ديسمبر فلا تصدقوا الخرافات ..
نحمل على أكتافنا قلوبنا المهشمة و نرحل.. و يرحلون ..
في إحدى الليالي الشتوية الباردة ..
نرتجف .. نرتجف بشدة .. هل للشتاء من يد في ذلك؟! أم أنه وحده الفراق يفعل بنا الأفاعيل !
هل تمطر حقا ؟! أم تلك عبراتنا تسقط كما نسقط أرضاً ..
أذلك صوت اضطراب الرياح .. أم اختلاج صدورنا ؟!

أذكر أن عيني وقعت سهوا يوما على رواية اسمها ‘ في ديسمبر تنتهي الأحلام’
فتعجبت حينها كثيرا و ابتسمت ساخرة !
ثم مرت السنون .. و انتهت الأحلام ..في ديسمبر ..
هل تكتب النهايات حقا بهذا الشهر ؟!
و ماذا عن الذين رحلو تاركين قلوبا راجفة خلفهم .. لا شئ ليعيد إليها الدفء..
و أحرف بعثرتها الرياح القاسية ..
وورود بيضاء ذابلة تسكن القلب..
و فراشات ترتعد خوفا .. عادت إلى شرانقها لتختبئ ..
و نجم رحل مسرعا بعد أن حمل أمنياتنا و ذهب بهن بعيدا ..
و تلك الشموع .. من يعيد لها الضوء..
في ديسمبر تناثرت أحلامنا .. فأنبتت زرعا في غير أرض!!

في ديسمبر .. لا يعود الغائبون ..

في ديسمبر .. رحل عني حبيبي .. و منذ ذلك الحين .. و قلبي محطم .. أداويه بالسخرية ..
كما قال دوستويفيسكي .. ” السخرية هى الملاذ الأخير ”
فلنضحك على أوجاعنا .. حتى تطيب ..
أو حتى نرحل .. في إحدى ليالي ديسمبر ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا