عروس الجنة
طارق الشيمي
راحتْ إلى حيثُ السماءُ أنيسةٌ
والدربُ نورٌ والجنانُ مقارُ
صعدتْ كأنَّ الكونَ يطلبُ ودَّها
وتحفُّها أعمالُها الأطهارُ
رسمتْ على كلِّ العوالمِ فرحةً
والأرضُ مِن فوضى الدموعِ بحارُ
قطفتْ ثمارَ الحبِّ قبلَ زفافِها
إذ زفَّها الأحبابُ و الأبرارُ
نثرتْ بذورَ محبةٍ في دعوةٍ
دعتِ الجميعَ فما لهمْ أعذارُ
قالوا عروسٌ والبلادُ تجمَّلتْ
كل القلوبِ مشاعرٌ أحرارُ
كانت تزيّنُها النساءُ وما درتْ
أنَّ المماتَ وزينةً أقدارُ
لا مأمناً للفرحِ يا ابنةَ غدرِه
للحالمينَ شقاوةٌ وضِرارُ
رقدتْ بأبيضِ ثوبِها ويلفُّها
ذا المسكُ والريحانُ والأنوارُ
نزفتْ على رحلِ الشبابِ دموعُنا
وجعاً ووعدُ حياتِنا إغرارُ
هذي الحياةُ فما يدومُ سرورُها
والصدقُ ما نطقتْ به الأشعارُ
قدرُ الحياةِ بأنْ يُغلَّ نعيمُها
وعزاؤنا أنَّ الخلودَ خيارُ
طافتْ لها الدعواتُ ملءَ زمانِنا
ندعو الإلهَ بأنْ يطيبَ مسر