رؤية وابداع

(أما عنِّي)

آلاء أشرف أبو العز

لا أعرف طريقة مُناسبة لإخبارك ماذا فعل الحزن بي و كيف تركني!
كل ما يسعني قوله لن يكن مُنصفًا بالمرة، سيكون كلامي غير مقنعٍ بالنسبة لك وغير مُعبرٍ بالنسبة لي..
كالعادة لن يستطيع عقلك الضيق استيعاب حجم الألم الذي أصف، ولن يسعك بالتأكيد لإدراك ما أقول!

أنا والصورة التي تراها أمامك لا ينتميان لبعضهما البعض، أبذل جُهداً جبارًا لترتيب تلك الصورة و لتعديل تفاصيلها بشكلٍ مستمر؛ الأمر الذي لا يتماشى أبداً مع عشوائيتي و اضطرابي فبالرجوع إلى الأصل منها سنجدها مُحرقة تالفة تمامًا من شدة الحزن.

كان الأمر جَليّ أمامك لكنك لم تَعِي..
ما لا تستطيع أنت إدراكه من البداية لن تجدي معه المحاولات، و لكني أشعر الآن بالرغبة في الحديث، أهلكني الصمت و أماتني مئة مرة

“تعيس ووحيد”
تلك هي حالتي و ذلك أمري
لم أعلم أيهما أقسى الحزن أم الوحدة!
أم أن الأولى تُشكل سببًا و الثانية جاءت كنتيجة منطقية.. أم إنه العكس!
الحقيقة انني قضيت وقتًا طويلًا بالتفكير..
ان كُنت أنا شخص سيء فماذا أستحق من أنواع العقاب؟
أن أصبح تعيس أبد الدهر لا يرى قلبي سعادة قط
أم أنني أحيا بلا أنيس، أتقاسم المائدة مع حالي بلا جليس!
تهربت كثيرًا من تلك المسألة فلا إجابة ستهدأ من وطأة الأمر، تلك هي الحقيقة، فهذه هي الصورة الأصلية و الصادقة للأمر، هذه كل الأسرار و الإجابات و الخبايا
أنا شخص حزين تعس قد أكل الحزن عمره كله وتغذى على أيامه و تمكّن منه وانتصر عليه فلم يعد بمقدور أي شيء أن يُشكل فارقًا أو يُحيي ما قد فنى و هلك ومات.

وأنا شخص وحيد، أمري لا يُشكل فارقًا كبيرًا مع أحد، لا يتمسك شخص بي بالشكل الذي استحقه ولم يبقى للنهاية كما قيل.
وحيد و كنت لا أُظهر تلك الصورة أيضاً من أجلك
لا أريد أبدًا إزعاجك، لا أريد أن تجد الصورة مُظلمة سوداء ، شاحبة الألوان، خالية التفاصيل، مليئة بالفجوات و مساحات من الفراغ بيني و بين الجميع
أردتها تحمل لون زهرة بيضاء، زاهية الألوان، تفاصيلها مُنسجمة بشكلٍ مُمتع ، تقف عند لحظات من الزمن؛ لتسجل عِناق لنا وضحكات عالية و لقطة أخيرة طويلة تجمعنا قبل الفراق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا