رؤية وابداع

نظرة كره

بقلم:فاطمة فوزي

ابتسم عندما لمح ظلها يقف بعيد و هي تنظر له بلهفة تنتظر إشارة منه حتى تقترب ويلمح الخوف في عينيها ولكنه تقدم إليها ووقف لم ينطق بكلمة وانتظر أن تبدأ هي ولكنها مرتبكة وكل الحروف تبعثرت وصوتها خانها و أي حديث تبدأ به غير كلمة بلهاء تفوهت بها :
_ مرحباً
صمت دقائق كما هو لم تتغير ملامحه وقال بهدوء: مرحباً بك آنستي .
قالت : آنستي.هل نسيت اسمي ،معقول أنك نسيتني .
قال بصوت جامد : تأكدي أنني لا أنسي شيء ،هذا مستحيل .
توترت ملامحها وفهمت المعني المبطن في كلامه وقالت : ماذا تقصد؟
قال : لا شيء ولكن أخبريني هل لقاؤنا هذا صدفة أم إنك هنا من أجلي .
ارتبكت وقالت : ليس صدفة وأنا هنا من أجلك أنت وأردت لرؤيتك .
رفع حاجبه وقال بسخرية : مستحيل أصدق هذا ،معقول إنك هنا من أجلى أنا ؛هل أنا أصبحت مهما بعد أن كنت لا شيء ولا أستحق أميرة مثلك .
علمت أن مجيئها إليه كان أكبر خطأ ، فهو لم ينس حديثها الأخير وأيضا لم يسامحها ولكن قد فات الأوان وها هو أمامها وتعلم أنه يحبها فقالت : هل نسيت حبنا .
ضحك مقاطع لها وقال : بل حبي وليس حبنا لأنك لم تحبيني آنستي .
قالت بضيق: لا تناديني بتلك الكلمة لأنني أود سماع كلمة حبيبتي منك كما اعتدت و التي ترددها دائما
قال : لماذا ؟
قالت بلهفة : لأنني حبيبتك كما أنا .
قال : ولكن هذا كان من الماضي وبيدك تلك الكلمة ماتت بداخلي و حتى ذلك الحب قضيتي عليه دون رحمة ،لقد أيقنت إنك لم تحبيني بل عجبك حبي وحديثي واهتمامي وعندما أردت تتويج ذلك الحب بالزواج تلقيت منك طعنات بكلامك الذي يشبه سهام مزقت قلبي وجعلته ضحية جريمته الوحيدة أنه أحبك .
قالت بندم : آسفة وها أنا جئت إليك حتى أخبرك أنني
قاطعها بسرعة وقال: لا تقوليها حتى لا تزيدي من كرهي لكي أكثر .ولكن أخبريني من أجل من أنتِ هنا هل لذلك الشاب البسيط الذي لا يمتلك سوى أن يحبك أم الشاب الثري والذي تحول إلى رجل أعمال كبير ويمتلك الكثير من الأموال وخيالك صور أنني الآن أصبحت جديرا بأن تعيشي معي في مستوى يليق بكِ والذي سابقا تخليني عن حبه لأنه كان لا يملك شيء ؟
شعرت بالندم وقالت : لقد أصبحت قاسيا والكل يخطئ وأنا أحببتك .
قال بصوت حاد: هناك أخطاء لا يمكن الصفح عنها وأنا أخبرك الآن أنني قتلت حبك وتلك السنين الماضية جعلت كلامك الذي قتلني ومزق قلبي سلالم حتى أصعد عليها ونجحت ووصلت إلى ما أنا عليه الآن وجنيت الكثير من الأموال والشركات ولكن الذي ظل في الماضي ولم يبق معي هو حبك ودفنته مع ذلك الشاب البسيط .
قالت بحزن : ولكني نادمة وأشعر بذلك الخطأ الذي ارتكبته في حقك .
قال : وإذا خسرت كل هذا وعودت إلى ذلك الشاب البسيط هل ستبقي معي ؟ وتستطيعي أن تعيشي في ذلك المكان العشوائي الذي أخبرتيني عنه سابقا أنه لا يليق حتى أن يعيش فيه الخدم الذين يعملون لديكم .
صمتت ولم تجب .
قال : كنت أعلم من البداية لمن أنتِ هنا ومن أجل ماذا ؟
صمتت وهي تفكر أنها حقا لا تعلم لمن جاءت اليوم وهل عادت من أجل ذلك الحب الذي تركته بكل قلب بارد أم جاءت لأجل أمواله الذي طمعت بها وظنت أنه سيفتح ذراعيه لها ويجعل كل شيء ملك لها ولكن قد عاد إنسان آخر حتى قلبه طردها من داخله ولم يصبح لها مكان .
نظرت إليه وقالت بترج : طلب أخير وسأرحل بعدها
قال : ما هو ؟
قالت : عيناك.أريد رؤية عيناك لقد اشتقت لتلك النظرة الخاص بي وتلك النظارة تحجب الرؤية عني .
مال برأسه للإمام حتى اقترب منها وقال : صدقيني حتى تلك النظرة لم تعد موجودة لأنني محيت كل شيء يخصك ولن تري سوى نظرة كره لن تقدري على تحملها لذلك لن ألبي طلبك لأن حتى نظرة الكره هذه لا تستحقيها آنستي .
تركها ورحل وقد شعر أن اليوم أعاد كرامته وأخذ الثأر لنفسه ولكل دمعة نزلت من عينه وقلبه الذي سكنه الألم لسنوات طوال يداوي جراحه بمفرده ومن اليوم لن ينظر إلى الماضي مرة أخرى بل كل اهتمامه إلى ذلك المستقبل الذي ينتظره ولكن هل سيستطيع أن يحب مرة أخرى .
بقيت كما هي وفي تلك اللحظة شعرت بما شعر به هو بسببها ،ففي آخر لقاء عندما إهانته بالكلام الذي تفوهت به وقتلت ذلك الحب بيدها والذي أصبح اليوم هو أمنيتها التي تريدها وهو حبه و حتى تلك النظرة حرمها منها فهي لا تستحق شيء كما قال هو .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا