المرأة والحياة

هل المرأة الشرقية مظلومة مقارنةً بالمرأة الغربية؟ 

 

 

 

✍️ منار السيد

 

مازالت قضايا المرأة وحصولها على حقوقها وحريتها تُطرح في العصر الحديث وتشغل المنظمات التي ترفع شعار الحرية للمرأة، فالمرأة الشرقية عاشت مسلوبة الحقوق، كثيراً ما سعت من أجل الحصول على حقوقها، وبمجرد شروق الإسلام حصلت على المرأة على حقوقها كاملة، ولكن لم تنتهِ رحلة بحثها عن الحرية.

 

فالمرأة الشرقية لم تكتفِ بالحصول على حقها في التعليم والعمل، فهي أصبحت تتولى المناصب القيادية وبالفعل أثبتت جدارتها وذكائها وقدرتها اللامتناهية على النجاح والانجاز، بل أرادت أن تتساوى مع الرجل ولم تأخذ في اعتبارها أن المساواة هبوط لا صعود، فالمرأة تفوق وتسمو بقلبها وعاطفتها، وأي منظمة تهدف إلى مساواتها بالرجل فهي تحول حتماً بينها وبين عالمها الخاص الذي به تظل محلقة فوق كل أفق لذلك فالمساواة لم تكن صعوداً لها بل هبوطاً.

 

إن المرأة الشرقية هي استمرار متصل لآداب دينها الإنساني العظيم، هي دائمًا شديدة الحفاظ حارسة لحَوْزتها؛ فإن قانون حياتها دائمًا هو قانون الأمومة المقدس، هي الطهر والعفة، هي الوفاء والأنفة، هي الصبر والعزيمة، وهي كل فضائل الأم.

 

وبإستطلاع الآراء حول سؤال “هل المرأة الشرقية مظلومة مقارنةً بالمرأة الغربية؟” جاءت الإجابات كالتالي:

 

قالت س.ي:

 

نعم، المرأة الشرقية مظلومة ليس في مجال العمل بالرغم أنها إذا كانت متزوجة، فزوجها غالباً ما يُغار من نجاحها ولا يساعدها في تحقيق طموحها لأنها بالنسبة له الأولوية له ولبيته، ولكن الظلم الأكبر مقارنة بالمرأة الغربية هو حكم المجتمع عليها إذا تأخرت في الزواج أو انفصلت عن زوجها فدائماً ما يسلط الضوء على المرأة أكثر من الرجل، ولكنني ألاحظ أن نظرة المجتمع للمرأة قد تغيرت للأحسن ولكن مقارنة بالمرأة الغربية فهي ستستمر في التأخر.

 

قالت ب.ا:

 

من وجهة نظري نعم، المرأة الشرقية مظلومة، لأنها لا يوجد لديها الحرية الكافية مثل المرأة الغربية، وتعاني من الضغط الكبير سواء في بيت أهلها أو في بيت زوجها.

 

قال س.ا: 

 

المرأة الفلسطينية تحاول أن تنقذ أبنائها من الموت وتبحث عن الغذاء لهم حتى لايموتوا وهم جائعون، وتحاول حماية أبنائها من قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، تنام المرأة الفلسطينية في الخيام في هذا البرد الشديد، بينما المرأة الغربية تنام في بيتها أمنة،

فمن رأيي لا يوجد هناك مقارنة بين المرأة الشرقية والمرأة الغربية.

 

قالت ش.خ:

 

المرأة الشرقية مستقرة نفسياً محفوظة الحقوق؛ فهي معروفة النسب منذ الميلاد تعيش في منزل لأبوين “في الحالات الطبيعية” تحظى بجو أُسري قل ما نجده في الغرب، مكفول لها حق الإنفاق عليها صغيرة وحتى تكبر لا تعمل لكسب قوتها الا مختارة، لا تضع كامل هويتها في مظهرها ولا تسعى لتسليع جسدها “في الحالات الطبيعية”، للمرأة في الشرق الأمن المادي بحق الانفاق والعاطفي بميثاق الزواج فهي لا تتنقل بين التجربة العاطفية والأخرى إلا بخطوات محسوبة، لا تبدل العشاق كما تبدل المرأة ثوبها.

 

قال ز.ض:

 

المرأة الغربية تُعامل على أنها سلعة جنسية بشكل بحت والمرأة الشرقية لم يكن لديها الحريات التي تمتلكها المرأة الغربية، فالمرأة الغربية في التاريخ الأوروبي والعصور الوسطى وفي الاعلانات والبرندات لم تُعامل سوى سلعة لجذب الإنتباه.

 

قال أ.ع:

 

نعم المرأة الشرقية مظلومة بشكل عام، إلا إذا تم معاملتها على أساس الدين الإسلامي، لأن الإسلام منح المرأة حقوقها وقدرها.

 

قالت ش.س: 

 

لا، المرأة الشرقية أو المرأة المسلمة تتميز بعزتها ومحفوظة الحقوق عن المرأة الغربية، فالمرأة الغربية تعد آلة في المجتمع الغربي تحت مصطلحات حرية المرأة، فهي تعمل اجبارياً لا اختيارياً من أجل الحصول على لقمة العيش، كما أنها تسلك طرق غير شرعي وتُطرد من بيتها عند سن 18 لتشق طريقها معتمدة على نفسها، فالحمدلله على النعمة التي نحن فيها فالرجل مجبر أن يتولى أمرنا وينفق علينا حتى إذا قررنا العمل فالمرتب من حقنا ولم يجبرنا أحد على الإنفاق، فالغرب يحاولون إظهار الجانب الإيجابي فقط وهي أن المرأة ناجحة معتمدة على نفسها فريدة من نوعها، ولكن هناك جانب آخر لم يظهر لنا هل المرأة الغربية الناجحة سعيدة في حياتها ! فالإنسان الذي يُعامل كآلة لم يكن سعيداً أليس كذلك؟، وهذا رأيي الشخصي.

 

قال م.أ:

 

المرأة الفلسطينية تعيش في حالة رعب وحالة حرب وتستيقظ كل يوم على صراخ الاطفال وبجانبها أشلاء صديقاتها وجيرانها، والمرأة الغربية تذهب يومياً للتسوق، بينما المرأة الفلسطينية تسير طوال اليوم بحثاً عن الماء لها ولأطفالها، فما رأيتُ مثل هذا الظلم وعدم المساواة، المرأة الغربية تحمي أطفالها خوفاً عليهم من المرض، بينما المرأة الفلسطينية تحمي أطفالها خوفاً عليهم من الموت.

 

المرأة الغربية عام 1804 قد صدر قانون نابليون ينص على” تعطي المرأة إلى الرجل بهدف الإنجاب، المرأة هي ممتلكاتنا.”، وفي سويسرا 1971 لم يكن للمرأة حق في الإقتراع، الثورة الفرنسية التي تعتبر تحول في التاريخ الأوروبي كانت المرأة تُقارن بالحيوان وقُتلت من حاولت المطالبة بحقوق المرأة، قائلين: “المجانين والعبيد والنساء ليس لهم الحق في المواطنة.”

 

فلم تكن حياة المرأة الغربية خالية من المعاناة كما يظن البعض، فالمرأة الغربية يتم استغلالها في الاعلانات والدعايا لتسويق المنتجات المختلفة، فتُستغل في السينما والافلام بأسلوب بعيد كل البعد عن القيم والمبادئ الأخلاقية، فمسألة مساواة المرأة الغربية بالرجل تضرها لا تنفعها فهناك أعمال تناسب طبيعة الرجل لكنها لم تكن مناسبة لرقة المرأة مثل المناجم والصناعات الثقيلة وحمل السلاح.

 

ما يبدو للجميع أن المرأة الغربية ناجحة قوية تتساوى مع الرجل، فتلك الصورة المثالية التي يريد الغرب إظهارها للمرأة العربية لتضيع هويتها في البحث عن وهم الحرية المفقودة، فتصبح المرأة الشرقية صورة مشوهة من المرأة الغربية.

 

خلاصة القول أن المرأة الشرقية ليست مظلومة في الإسلام ومنحها الإسلام حقوقها كاملة، فالإسلام لم يفرق بين الرجل والمرأة، “من عمل صالحاً من ذكراً أو أنثى”، والمرأة الغربية ينظرون إليها كسلعة لغياب الدين واختلاف الثقافات، فالمرأة الشرقية لم يظلمها سوى نظرتها للمرأة الغربية، ووهم التحرر التي يفرضه عليها البعض من دعاة الحرية، وتصفيق المجتمع للمرأة الغربية رغم رفضه التام لثقافة الغرب، فتحيا المرأة الشرقية صراعاً عميقاً مع نفسها والمجتمع، فنعم المرأة الشرقية مظلومة عالمياً، والدليل على ذلك ما يحدث للمرأة الفلسطينية والسودانية من جرائم ولم نجد للمنظمات الوهمية أي دور في وقف هذه الجرائم، ومنح المرأة حقها في الحياة، “فأي تحرر وحقوق يدعون إليها !”، “ومنذ متى أصبحت الحقوق أمنيات وأحلام ؟”.

 

عزيزتي المرأة الشرقية لا تسمحي لدُعاة وهم الحرية والمساواة تجريدكِ من مبادئكِ، اسعي دائماً لتحقيق أهدافكِ في الحياة وللنجاح بسعادة وحب وفقاً للمبادئ والأخلاق النبيلة، دون محاولة تقليد للغرب ودون سعي للمساواة مع الرجل، كوني أنتِ وعندئذِ فقط تحققي السعادة.

إقرأ أيضاً:- 

هل استطاع العنصر الذكري السيطرة علي المجتمعات العربية؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا