المرأة والحياة

“العنف ضعف” .. العنف الأسري ضد المرأة

 

 

✍️ رُميساء اسامه

 

تتعرض المرأة في جميع المجتمعات للعنف وانتهاك حقوقها وسلب حريتها وتقييدها بالعادات والتقاليد، وهذا العنف قد يصل في أحيان إلي حد القتل، العنف بجميع أشكاله يؤثر على المرأة معنويا وجسديا ونفسياً.

 

عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما اكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم).

 

العنف هو استخدام القوة المادية أو المعنوية أو الجسدية؛ لإلحاق الأذى بالمرأة، ويسمى هذا الاعتداء الناتج عن العلاقات الاجتماعية داخل الاسرة بالعنف الأسري والعائلي، ويرتبط الكثير منه في مجتمعاتنا بالتنشئة الاجتماعية، التي تعتبر استخدام العنف من قبل صاحب السلطة العائلية (الأب أو الأم).

 

تشير التقديرات إلى أن 736 مليون امرأة على مستوى العالم تعرضن للعنف الجسدي والجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتهن، العنف ليس فقط عنف جسدى.

بل يوجد له أشكال عديدة مثل: 

العنف الجسدي

العنف الجنسي

العنف النفسي

العنف اللفظي

العنف العاطفي

تشويه الأعضاء التناسلية للإناث

زواج القاصرات

جرائم الشرف

 

العنف الجسدي للمرأة داخل الأسرة:

 

تعتبر الإساءة الجسدية الشكل الأكثر وضوحاً وانتشاراً من أشكال العنف الأسرى، قد يشمل ذلك الضرب، والصفع، أو الركل، أو اللكم، أو كسر العظام، أو شد الشعر، أو الدفع، أو ليّ الذراعين، أو الدفع باتجاه جسم ما، أو الخنق، أو الحرق.

 

وقد تتعرض الضحية للحرمان من الطعام أو النوم أو الخروج من المنزل أو من التعامل مع أي شخص خارج المنزل، ولأن المرأة أقل قوة جسدية من الرجل لا تستطيع الدفاع عن نفسها.

 

ونقلًا عن موقع الأمم المتحدة في اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة: “تُقتل 5 نساء أو فتيات في كل ساعة على يد أحد أفراد أسرهن لأسباب عديدة”.

 

الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب للمرأة من خلال الأسرة: 

 

الاعتداء الجنسي هو أي نوع من النشاط الجنسي أو التماس الذي لا يوافق عليه الشخص، بما في ذلك اللمس غير المرغوب فيه، والإمساك، والتقبيل، والاغتصاب حتى لو كان من قبل الزوج.

 

تأثير العنف الأسري على الصحة النفسية للمرأة:

 

يعتبر الاعتداء النفسي منتشراً جدا ويحدث مع حدوث الاعتداء الجسدي أو الجنسي، والإيذاء النفسي هو أي سلوك غير جسدي يُدمر المرأة نفسيًا أو يُضعفها، بما يمكن الشخص من السيطرة على المرأة، تشتمل الاعتداءات النفسية على كل مما يلي:

استخدام اللغة المُسيئة

العزل الاجتماعي

الرقابة المالية

 

عادة ما يستخدم مرتكب الاعتداء اللغة لتهديد المرأة أو الحط من شأنها، أو إذلالها، أو تخويفها، سواء على الملأ أو في السر، قد يجعل الجاني المرأة تعتقد أن تصوراتها للواقع خاطئة وأنها مجنونة، أو مذنبة أو مسؤولة عن العلاقة المسيئة، قد يقوم مرتكب العنف أيضًا بإهانة المرأة وﳚﻌﻠﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺬل واﻻﻫﺎﻧﻪ وﻓﻘﺪان اﻟﺜﻘﺔ أﻣﺎم اﻟﺮﺟﻞ، وﰲ أﺣﻴﺎن ﻛﺜﲑة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﳌﺮأة ﻣﻐﻠﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﺮﻫﺎ، وﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ دﻓﻊ اﻟﻈﻠﻢ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ.

 

العنف اللفظي من قبل الأسرة على المرأة:

 

للألفاظ أيضاً تأثير كبير، ويعتبر العنف اللفظي نوع من أنواع الإيذاء والعنف الواقع على عاتق المرأة، وهو اللفظ الذي إذا سمعته الأذن اشمأزت ونَفرت، مهما كان القائل زوج أو اب او اخ او غيره، فإن العنف اللفظي يؤذي بشكل بالغ أكثر مما يمكن أن يفعله العنف البدني، حيث يجعل المرأة غير سوية وغير قادرة على إكمال حياتها طبيعيًا.

 

من أسباب العنف اللفظي: 

 

أن هناك بعض الرجال الغير أسوياء يتخذون المرأه كأداة تنفيس عن ضغوطات العمل؛ فإذا كان الرجل مزاجه جيد واموره جيدة في العمل ومع المدير يعامل المرأة معاملة حسنة، وإذا كان مزاجه سئ من العمل أو تعرض لمواقف من التوبيخ والضغط في العمل يأتي إلي المنزل ويمارس عليها التوبيخ والقهر والذل كما حدث معه؛ وذلك لأنه ضعيف لا يستطيع أن يدافع عن نفسه أو يأخذ موقف أمام مدير العمل فيعوض ذلك في المرأة الضعيفة، ويتخذ بعض الرجال سكوت المرأة عامل للازدياد ويظن أنها لا تتأثر بتلك العنف والألفاظ وأنها تتقبل هذا الأسلوب القهري.

 

ممارسة العنف العاطفي على المرأة: 

 

العنف العاطفي أحد أشكال العنف وسوء المعاملة، يضغط به الشخص على المرأة ويتم تقويض شعورها بقيمة ذاتها من خلال النقد المستمر، والتقليل من شأن قدراتها، وهذا السلوك قد يؤدي لصدمة نفسية لها أو قلق واكتئاب وفقدان الثقة في نفسها، مثال: بعض الرجال يستغلون العاطفة عند النساء ويقومون بالضغط عليهن في أمور كثيرة حتى يحصلون على ما يريدون.

 

تشويه الأعضاء التناسلية للإناث “الختان”: 

 

يعرف ختان الإناث بأنه الاستئصال الجزئي أو الكلي المتعمد للأعضاء التناسلية الخارجية للإناث، أو أي تشويه آخر للأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية، تجرى عملية ختان الإناث في الغالب على الفتيات الصغيرات بين سن 10 : 15 عاماً، وكثير من الجهلاء يعتقدون أنها خطوة ضرورية في إعداد الفتيات لمرحلة البلوغ والزواج، وعادة ما تكون مدفوعة بالمعتقدات حول الجنس وعلاقته بالتعبير الجنسي المناسب، وصنفت لأول مرة عام 1997 على أنها عنف من خلال بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

 

زواج القاصرات وأضراره: 

 

زواج القاصرات يعد من المشاكل الخطيرة التي تؤثر على العديد من الفتيات حول العالم، ويعني أي زواج رسمي أو غير رسمي تحت سن ١٨ عام، زواج القاصرات يعتبر من أحد الجرائم التي ترتكب في حق الإناث لأنه يحرمهن من طفولتهن ويهدد حياتهن وصحتهن ويقلل من احتمال بقائهن في المدرسة واستكمال تعليمهن، كما أن الزواج يترتب عليه مسؤولية كبيرة فإن الفتاة تصبح مسؤولة عن بيت وزوج بدلًا من أن تستمتع بطفولتها البريئة.

 

جرائم الشرف: 

 

القتل بدافع الشرف هو قتل أحد أفراد الأسرة للمرأة أو الفتاة، للسبب المتعارف عليه أنها قد جلبت العار على الأسرة، غالبًا ما تتعلق عمليات القتل هذه ب”العفاف”، والتعديات المفترضة من جانب الإناث من أفراد الأسرة ويكثر هذا النوع من الجرائم في مصر وتحديداً في الصعيد.

 

مثال عن حالات تعرضن للعنف الأسري: 

 

زوج طعن زوجته 20 طعنة وقطع أذنها قائلاً “علشان مبتسمعش الكلام”، زوجة تبلغ من العمر ٢٤ عام، تعرضت للتعذيب على مدار ساعتين من زوجها وتعرضت لهذه الطعنات وقُطعت أذنها لأنها لم تذهب لعملها عدة أيام حيث يعتمد زوجها على راتبها.

 

وهناك الكثير والكثير من ضحايا العنف الأسري؛ لذلك اهتم القانون الدولي اهتمام خاص لمناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة، وفي حال التعرض للعنف الأسري، يُمكن الأتصال لطلب الاستشارة القانونية أو الدعم القانوني.

 

١- مكتب شكاوى المرأة التابع للمجلس القومي للمرأة

تليفون : 15115

 

٢- المجلس القومي للطفولة والأمومة حال العلم بتعريض أي طفل للخطر، من خلال خط نجدة الطفل على رقم الخط الساخن، وهو 16000.

أو شكاوى المركز القومي للطفولة من خلال الواتس آب على الرقم 01102121600.

 

٣- أرقام شكاوى المرأة لوزارة الداخلية

01126977444 – 01125977333 – 01126977222

إقرأ أيضاً:- 

 

لماذا عانت المرأة من العنف؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا