التاريخ والآثار

معبد الرأس السوداء

✍️محمد حمدي محمود

 

مقدمة:

الإسكندرية عاصمة مصر البطلمية :

 

لقد كان الإسكندر الأكبر يؤمن إيماناً قوياً بمدي التفوق الكبير للحضارة الأغريقية علي غيرها من الحضارات المعاصرة لها ، لذلك عمد لنشر تلك الحضارة في كل البلاد التي أستوالي عليها من الشرق للغرب تلك البلاد التي أصبحت فيما بعد كالأجرام ، والكواكب تدور في فلك الإمبراطورية اليونانية ، وكان من أجل نشر الثقافة الإغريقية ، ونشر شعاع الحضارة الهلينية في كل تلك البقاع لابد من إنشاء عاصمة تكون مركزاً حضارياً لهذا العالم المتأغرق .

معبد الرأس السوداء
معبد الرأس السوداء

 

فبعد أن أستوالي الإسكندر الأكبر علي مدينة ” صور ” في شهر يوليو من عام 332 ق.م وبعد حصار دام سبعة أشهر لأسوارها توجه بجيوشه نحو مصر ونجح في فتحها ، وأمام هذا الجيش اليوناني الكبير عجزت القوات الفارسية بقيادة ” مازاكيس ” والي مصر الفارسي عن المقاومة وبدأت في التقهقر حتي استسلمت دون أي قتال يُذكر .

 

وبدخول الإسكندر الأكبر لمصر رحب به المصريين وأستقبلوه أستقبالاً حافلاً يليق بملك منتصر بل ولم يكتفوا بذلك فحسب ؛ حيث توجوه ملكاً علي مصر في معبد الإله بتاح في مدينة ” ممفيس ” ولعل السبب وراء ذلك الفعل من قبل المصريين هو سخطهم وعدم رضاهم عن الحكم الفارسي للبلاد ؛ حيث كان الفرس طوال تلك الفترة يعاملون أهل مصر معمله العبيد ، بل كانوا يسيئون للألهة المصرية .

 

ولم يكن الإسكندر يهدف من وراء فتحة لمصر تثبيت فتوحاته علي ضفاف الساحل السوري ، وفي أسيا الصغرى فحسب بل كان يهدف إلي تأسيس مركزاً للحضارة الهيلينية في مصر ، ومن وراء ذلك كان يرمي إلي نشر شعاع هذه الحضارة في شتي بلاد الشرق القديم ، ويؤسس قاعدة بحرية مقرها مصر الهدف منها السيطرة الفعالة علي الساحل الشرقي للبحر المتوسط خاصاً بعد أن تهدم ميناء صور .

 

ومن ثم ومن أجل تحقيق تلك الغاية الهامة بدأ الإسكندر الأكبر في تأسيس عاصمته الجديدة ألا وهي مدينة الإسكندرية ، فبعد أن قضي الإسكندر فصل الشتاء في ممفيس ركب فرع النيل الكانوبي متجهاً إلي واحة سيوة المقر الخاص بالإله أمون ومنها أنتقل إلي بحيرة مريوط ، وهناك أدرك قرية ساحلية صغيرة يسكنها بعض صيادي الأسماك عُرفت هذه القرية باسم ” راقودة ” ؛ حيث تقع علي بعد أربعين ميلا شمال ” نقراطيس ” ، وعلي هذه القرية الساحلية الصغيرة تأسست إحدي أشهر العواصم التاريخية في العالم القديم تلك المدينة التي حملت اسم ” الإسكندر الأكبر ” حتي يومنا هذا ألا وهي مدينة الإسكندرية العظيمة .

 

وعن سبب إختيار الإسكندر لهذا الموقع بالذات ليكون مقراً لعاصمة دولته أن هذا الموقع بالذات كان لا يتعرض للتيارات البحرية في شرق البحر المتوسط التي كانت تدفع الرواسب النهرية التي كان النيل يحملها إلي المصب نحو الشرق ، وأن هذه الرواسب كانت تهدد بسد المواني التي تقع شرق الدلتا ، وتعوق دخول السفن إليه إلي جانب ذلك فطن الإسكندر إلي الأهمية الكبري لجزيرة فاروس التي كانت تقع بالقرب من راقودة ؛ حيث أتخذها حاجزاً طبيعياً يحمي الإسكندرية من خطر البحر وعواصفه .

 

إلي جانب ذلك كان لبحيرة مريوط التي تقع بالقرب من الإسكندرية أهمية كبري ؛ حيث جعل من هذه البحيرة مقراً تحتشد فيه السفن التجارية القادمة من الجنوب ، إلي جانب ذلك كانت المياه العذبة تصل من نهر النيل إلي المدينة عن طريق ترعة شيديا التي تتفرع من الفرع الكانوبي للنيل ، كل هذه المميزات جعلت الإسكندر يختار تلك البقعة لكي تكون حاضرة لإمبراطوريته العظمي .

 

وإذا نظرنا للدوافع التي دفعت الإسكندر لبناء مدينة الإسكندرية فهناك دوافع إقتصادية ، وأخري حربية ، وسياسية فقد كان موقع المدينة شبيه بموقع الحاضرة الأسيوية صور التي كانت تتميز بأنها من أمنع ، وأحصن المدن في العالم القديم فبعد سقوط صور فكر الإسكندر في إنشاء مدينة أخري تكون ميناء حصين يسيطر علي حوض البحر المتوسط من حيث الموقع الإستراتيجي له ، ويتحكم في طرق التجارة العالمية باعتباره مركزاً للتجارة يربط مصر بالعالم الإغريقي .

 

وإذا نظرنا لتاريخ الإسكندرية فسنجد أنها كان لها أهمية كبري حتي قبل عهد البطالمة فتشير الأبحاث الأثرية إلي أن بقايا الأرصفة التي كشف عنها البحر بالقرب من فاروس تدل علي أن هذه الجزيرة كانت تُستخدم كميناء هام من أشهر المواني المصرية في عهد الدولة الحديثة وبالتحديد في عصر الملك ” رمسيس الثاني ” ؛ حيث كانت وظيفة هذا الميناء هو حماية مصر من هجمات شعوب البحر ، والدليل علي ذلك أن الأحجار التي بُني بها هذا الميناء تشبه إلي حد كبير الأحجار التي بُنيت بها الأبنية المصرية القديمة .

 

وقد أستمرت الأهمية الكبري للإسكندرية في العصر الإسلامي ففعي عصر الدولة الأيوبية قام ” قراجا ” والي الإسكندرية أيام السلطان ” صلاح الدين الأيوبي ” بتدمير نحو أربعمائة عمود كانوا بجوار عمود السواري ورماهم في البحر لكي يُعيق تقدم العدو نحو المدينة ، كما قام صلاح الدين أيضاً بهدم بعض الأهرامات الصغيرة وأستخدم أحجارها في بناء أسور المدينة والقلعة .

 

علي أي حال وبناءاً علي ما ذكرناه فيما سبق فقد كان لمدينة الإسكندرية أهمية كبري في كل العصور وحتي في عصرنا الحديث تكمن أهميتها في كونها ميناء تجاري كبير إلي جانب أهميتها السياحية لما بها من أثار بطلمية وغير بطلمية كثيرة لعل من أهمها علي سبيل المثال ” المنارة ، وعمود السواري ، وقلعة قايتباي ، والمقابر البطلمية ، والمعابد مثل معبد الرأس السوداء ” الذي هو موضوع هذا البحث .

 

معبد الرأس السوداء :

يُعتبر معبد الرأس السوداء من أهم وأشهر المعابد الرمانية في الإسكندرية ، وقد جاءت تسمية هذا المعبد بهذا الاسم بسبب وجودة في أقصي الشرق من مدينة الإسكندرية القديمة في المنطقة التي تُعرف بالرأس السوداء التي تدخل في حدود حي المنتزه بالقرب من محطة ترام النصر ،ويقع هذا المعبد أيضاً إلي اليمن من خط السكة الحديد الممتد من الإسكندرية إلي أبو قير .

 

وكانت تلك المنطقة التي يقع فيها المعبد والتي أشرنا إليها فيما سبق تُعرف في العصور القديمة ” تابوزيريس بارفا ” والمقصود بها المنطقة المخصصة لعبادة الإله ” أوزوريس ” ، وقد تم الكشف عن هذا المعبد بالصدفة البحتة في عام 1936م وظل لمدة خمسين عاماً في مكانة الأصلي حتي تأثر بمياه الصرف الصحي في تلك المنطقة مما دفع هيئة الأثار المصرية في التفكير في نقل المعبد من هذا المكان لموقع أخر .

 

وفي عام 1988م بدأ التفكير في نقل المعبد وتم أختيار مكان جديد له وهذا الموقع مرتفع يقع ضمن منطقة جبانة اللاتين في وسط المدينة أمام قسم باب شرقي الواقع علي طريق الحرية وقد أعد هذا المكان بشكل جيد عام 1993م لاستقبال المعبد ؛ حيث قامت الهيئة المصرية للأثار بفك المعبد وتقطيعه ثم تم نقلة إلي مكانة الجديد في جبانة اللاتين وأستغرق نقل المعبد ستة أشهر .

 

وقد صمم مكان المعبد الجديد علي مكان مرتفع لكي يعطي الإيحاء بالمعبد الروماني ، وكذلك ليكون مؤمناً ضد الزلازل ، وتقوم هيئة الأثار المصرية بوضع خطة ترمي لوضع نسخ من التماثيل التي تم الكشف عنها في المعبد في نفس اماكنها في موقع المعبد الجديد هذه التماثيل الأصلية موجودة الأن في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية .

 

قصة بناء معبد الرأس السوداء :

 

ومثل أي بناء في أي عصر كان لابد من وجود سبباً أو قصة لبناء هذا المعبد ؛ حيث جاءت قصة بناء هذا المعبد كألاتي :
” يقال ان كان يوجد فارس يسمى ” ايزيدوروس ” واسمه يعني هبة الإلهة إيزيس وكان هذا الرجل يعبد إيزيس ويقال أن في مكان المعبد الاساسي تعثرت عربته الحربية وسقطت فحدث له اصابة في قدمه وعندما شفيت قدمه أعتقد أن الشفاء كان بفضل إيزيس فتقدير لها صنع من الرخام الأبيض قدم فوق منصة مربعة الشكل من الرخام الأبيض وقام بنقش عبارات عليها بالغة اليونانية يقول : ” لقد أهدى ايزيدوروس صورة هذا القدم إلى الالهة التي حفظته بعد السقطة المميتة من العربة “ .

 

العناصر المعمارية للمعبد :

أثبتت الإكتشافات الأثرية التي تمت داخل معبد الرأس السوداء أن المعبد شمل علي عدد خمس تماثيل التي تمثل الإلهه ” إيزيس ، وحربوقراط ، وهرمانوبيس ” ، وهذه التماثيل تجمع بين العناصر اليونانية ، والرومانية إلي جانب عناصر الفن المعماري المصري القديم ، وهذه العناصر أتت كالأتي :

 

العناصر اليونانية الرومانية :

بُنيت أعمدة المعبد اليونانية علي الطراز الأيوني .
نُحت تمثال الإلهة ” إيزيس ” علي طراز ساد أستخدامة منذ أوائل العصر البطلمي سواء فيما يخص ملامح الوجه ، والشعر ، وثنايا الرداء .

 

تمثال ” حربوقراط ” يحمل الطابع السكندري في النحت الذي أشتهر في العصر البطلمي ؛ حيث ترك مكان الشعر أملس من الرخام ليصاغ بالمصيص .

 

الإنحناء القليل في امثال الإله تُعتبر من أهم سمات الفن السكندري الذي تأثر بأسلوب الفنن اليوناني .

 

نحت الشعر في تمثال ” هرمانونيس ” من الرخام علي غرار طريقة نحت شعر الإسكندر الأكبر .

 

قام الفنان باستخدام المثقاب كثيراً في صياغة الشعر ، والملابس في تمثال ” هرمانونيس ” .

 

من أهم ملامح الفن في هذا التمثال السابق ذكرة هو حفر إنسان العين ، وملامح هذا الفن تعود للعصر الأنطونيتي ، وعصر الأمبراطور ” هادريان ” .

 

من أهم مظاهر الفن الروماني في المعبد هو بناء المعبد علي مصطبة مرتفعة .

وبناءاً علي ما ذكرناه من عناصر الفن اليوناني ، والروماني للمعبد يمكن القول بأن معبد الرأس السوداء قد بُني في الفترة من عصر الأمبراطور هادريان وحتي بداية العصر الأنطونيتي أي في منتصف القرن الثاني الميلادي .

 

العناصر المصرية القديمة :

تظهر الإلهة ” إيزيس ” في التمثال الذي تم الكشف عنه في المعبد وهي متوجة بالريشة المزدوجة ويظهر جوارها التمساح الذي يمثل الإله ” سوبك ” .

 

تظهر الإلهة إيزيس في التمثال عن ثديها وهذا دليل علي وظيفتها ودورها كإلهة للأمومة .

 

تحمل تمثال حربوقراط إثار لبعض الألوان وهو ما كان متبعاً في الفن المصري القديم .

 

يضع حربوقراط أصبعه في فمه وهي وضعية الطفل التي كانت متبعة في الفن المصري القديم .

 

يعلو تمثال هرمانونيس تاج شبيه بالمسلة ، كما يحمل في يده اليسرى واحدة من عسف النخيل ، كما يظهر بجواره ابن أوي .

 

أما الأواني الكانوبية التي تم العثور عليها داخل المعبد فقد أتخذت الشكل الأوزيري .

 

يظهر الإله ” أوزوريس ” في التمثال المُكتشف وهو يرتدي غطاء الرأس المصري القديم .

 

أما الإله ” حورس ” فيظهر وهو مرتدي تاج الوجهين البحري ، والقبلي وهذا الشكل يظهر علي نحت صغير علي صدر الإله أوزوريس .

 

يظهر علي تمثال أوزوريس قرص الشمس المجنح وهو محاط باثنين من الثعابين .

 

في أحد تماثيل الإله أوزوريس تظهر المعبودتان إيزيس ، ونفتيس محمولتين علي جناحي العجل .

 

التخطيط المعماري للمعبد :

يتكون معبد الرأس السوداء من مبني هذا المبني له سلم يؤدي إلي بهو يحتوي علي أربع أعمدة من الرخام الناصع البياض ، وقد بُنيت هذه الأعمدة علي الطراز الأيوني الذي كان منتشراً في بلاد اليونان ، وفي الوسط من هذه الأعمدة الأربعة توجد قدم مصنوعة من الرخام وصعت فوق قاعدة صُنعت أيضاً من الرخام وهي موجودة الأن في المتحف اليوناني الروماني ، وهذه القاعدة السالف ذكرها عليها نقش جاء محتواه كالأتي : ” وهب ايزيدوروس هذه القدم للإلهه بعد شفائه من أثر السقوط من عربته وأصابه قدمة ” .

 

وعلي الرغم من أن هذا النص لم يذكر بالتحديد الإله أو الإلهة التي قدمت له هذه القدم إلا أنه من المرجح أن تكون للإلهة إيزيس ؛ حيث كانت هي الإلهة الرئيسية لمعبد الرأس السوداء ، والدليل علي ذلك أن تمثالها كان من أكبر التماثيل حجماً داخل المعبد علي عكس باقي التماثيل التي كانت بالحجم الأقل .

 

وقد كان المعبد ذو طراز خاص من نوعه ، وغير مألوف ؛ حيث يبدو من حجمة الصغير أنه كان معبد خاص يتكون من طابقين ؛ حيث كان الطابق السفلي خاص بالعبادة وإقامة الشعائر الخاصة يالألهه أما الطابق العلوي فكان مخصص لسكن الكهنة القائمين علي خدمة هذا المعبد ، وكان يقع في المنطقة الشمالية من المعبد .

 

وقد بُني المعبد علي أرضية مرتفعة مثلة مثل باقي المعابد الرومانية ؛ حيث يمكن الوصل إليه عن طريق درجات من السلالم التي تقع في الناحية الأمامية للمعبد فقط ، وهذه السلالم مبنية بعرض بعرض واجهة المعبد بالكامل .

 

وبعد تجاوز هذه السلالم ودخول المعبد ، وبعد إجتياز الأعمدة الأيونية الأربعة توجد الحجرة الرئيسية للمعبد ذات الشكل المربع ، ومن الممكن الوصول لتلك الغرفة عن طريق سلم ثانوي يوجد في إحدي جوانب الحائط الشرقي ، ومن المعتقد أن هذا السلم كان مخصصاً لدخول كهنة المعبد أما الحائط الشمالي من الغرفة فكان فتوجد به مصطبة كبيرة بُنيت من الحجر الجيري عليها خمسة تماثيل دقيقة الصنع من الرخام الأبيض هذه التماثيل الخمسة كانت تمثل إله المعبد وهي بالترتيب كألاتي : ” تمثال الإلهة إيزيس ، وتمثالان للإله أوزوريس كانوب ، وتمثال هرمانوبيس ، وفي الأخير تمثال لحربوقراط ” .

 

وأمام هذه المصطبة يوجد مذبح صغير تم الكشف بالقرب منه علي تمثالان لأبو الهول ، ويُعتقد أن هاذان التمثالان كان الهدف من وجودهما هو حماية للمعبد من أي خطر قد يتعرض له علي أعتبار أن أبو الهول كان في الحضارة المصرية القديمة يمثل حامي منطقة الجبانة ، وحامي أهرامات ملوك مصر القديمة وهذا إن دل علي شيئ يدل علي مدي تأثر الحضارة الرومانية بالحضارة المصرية القديمة في كل شيئ وبالأخص في فن العمارة ، والنحت .

 

وبعد الإنتهاء من وصف الجزء الخاص بالعبادة في المعبد ننتقل للجزء الخاص للسكن وهو الطابق العلوي من المعبد ، هذا الطابق قد بقيت منه حجرتان ولكنهما متهدمتان بعض الشئي تقعان في صف واحد ، هاتان الحجرتان متشابهتان في طريقة البناء مع الطابق السفلي مما يدل علي أن الطابق العلوي قد بُني في نفس فترة بناء الطابق السفلي ، ولكن الذي يدعو للأسف أن الطابق العلوي قد تهدم وأختفي منه كل الأجزاء المكملة للجانب الشرقي كما تهدمت الجوانب الجنوبية من الحجرة التي تلت الحجرة الرئيسية للمعبد .

 

وإذا نظرنا للحجرة الخلفية في الطابق العلوي للمعبد فسنجد أن أرضيتها كانت مغطاة في بعض أجزائها بقطع من الرخام كانت قد رصت بطريقة منظمة أما الأجزاء التي لم تُغطي بقطع الرخام فيبدو انه قد شُغل بأريكتين مما يدل علي وجود حائطين صغيرين في هذا المكان في الغرفة ، ومن الملاحظ في هذه الأرضية التي كُسيت بالرخام قد أخد بعض الرخام الخاص بها من رخام قد سبق أستخدامة من قبل والدليل علي ذلك أن إحدي القطع الرخامية قد وجد عليها الحرف ” b ” اليوناني وهذا إن دل علي شيئ يدل علي قلة وجود الرخام في مصر في تلك الفترة .

 

وقد تم العثور علي بقايا قناة لجلب المياه للمعبد وإناءين صنعا من الفخار وذلك نظراً لأن بعض الطقوس الدينية كانت تحتاج للمياه إلي جانت أن ساكني المعبد كانوا يستخدمون المياه في الكثير من الأغراض ، إلي جانب ذلك تم العثور علي بقايا سلم أخر يبدو أنه قد تمت إضافته في عصر لاحق للمعبد نظراً لاختلاف طريقة ،وشكل بنائه .

 

ومما سبق يمكن أن نستنتج أن معبد ” الرأس السوداء ” كان معبد خاص أقامة ” ايزيدوروس ” للإلهة ” إيزيس ” إعترافاً لها منه بفضل شفائه من الحادث الذي كان قد تعرض له والذي أشرنا له فيما سبق ، والذي تسبب له في اصابة قدمة ، ولعل السبب وراء بناء ايزيدوروس لهذا المعبد الخاص أن هذا النوع من النذور كان لا يُسمح بوضعة في المعابد العامة إلا في منطقة الممر الأوسط للمعبد فإذا أراد وضع النذر ” القدم ” داخل حرم المعبد فلابد من أن يكون المعبد خاص .

قائمة المراجع:

قادوس : عزت زكي حامد : أثار الإسكندرية القديمة ، طـ 2 ، دار منشاة المعارف ، الإسكندرية ، 2000م .

—— : الإسكندرية القديمة نشأتها وحضارتها منذ أقدم العصور ، الإسكندرية 1999م .

سالم : السيد عبد العزيز : تاريخ الإسكندرية وحضارتها في العصر الإسلامي ، طـ 2 ، مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر ، الإسكندرية 1982م .

نصحي : إبراهيم : تاريخ مصر في عصر البطالمة ، جـ 1، (د:ت) ، دار الكتب المصرية ، القاهرة 1946م .

علي زكي : الإسكندرية تأسيسها وبعض مظاهر الحضارة فيها في عصر البطالمة ، مقال في كلية الأداب جامعة الإسكندرية ، المجلد الثاني ، الإسكندرية 1944م .

عبد الحكيم : محمد صبحي : مدينة الإسكندرية ، مكتبة مصر ، القاهرة 1958م .

اقرا ايضا:-

الملك توت عنخ آمون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا