مقالات

فقدان الثقة

سليمان عوض

 

الطباع البشرية هي عنوان التعامل بين الناس فغالبًا ما نجعلها مقياسًا للحكم على الناس فنتقرب من الكريم ونود مصاحبته ونذم البخيل و ننفر منه فالكريم ليس كريم عطاء المال بل الكريم كريم الصفات تراه ينشر البسمة والسرور على وجه كل من يلقاه تسمع حديث الناس عن طيب خلقه في غيابه قبل حضوره فالذي تعودت يده العطاء اعتاد قلبه السرور بعطائه والبخيل إن أعطي أنكرت عليه جوارحه فعلته وذمته ذمة المحق لأنها اعتادت الأخذ ولم تعتاد العطاء .

فقدان الثقة
فقدان الثقة

 

ولكن السؤال الذي يجعل العقل والقلب في حيرة من أمرهما هل تتغير الطباع ؟! هل الحنون الرحيم يقسو قسوة الشديد الجحود ؟! هل كريم المشاعر يبخل بها؟! هل اللين القلب يُصاب قلبه يومًا ما بالجمود ؟!

 

ما أسوأ أن يُصاب الإنسان بفقدان الثقة فلا يرى الناس منه إلا تغير الطباع بل حتى ملامح الوجه تتألم من فرط إحساسه بالخزلان لكل من أعطاه من روحه وقلبه وتجاعيد وجهه الظاهرة على جبينه ما ارتسمت إلا من شقاء العطاء الذي أجهد نفسه من أجل أن يصل بعطائه فيفيض به على من حوله ولا يدري أن تأتيه اللطمة ممن أحسن إليهم فيصاب بفقدان الثقة .

 

فقدان الثقة هو من يرد القلب عن الابتسام فلم يعد يحتمل شقاء العطاء فكم قدم الخير وقوبل بالشر وكم خشنت يداه من فرط ما بذل لأجل غيره ولم يرى منهم إلا الإنكار والجحود .

 

فلا تتهموا فاقد الثقة بالجحود بل اسعوا إلى شغاف قلبه و أزيلوا من عليه سواد قلوبكم وأعيدوا لهم الثقة تعد لهم طباعهم وأن أخذتكم العزة وخشيتم على أيديكم أن يصيبها الكلل وهي تزيل سواد وضعتموه على قلوبهم فاتركوهم وشأنهم ولا تطول ألسنتكم بذمهم فما تغيروا إلا من فقدان ثقتهم بكم.

 

اقرا ايضا:-

فقدان الشغف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا