التخصص الأكاديمي .. عندما يكون للإبداع رأي آخر
✍️ نورهان حماده
لماذا عندما نسأل بعض أولياء الأمور عن مستقبل أبنائهم ، خاصة في التخصص الأكاديمي ، تأتي الإجابة مباشرة دون أي تردد: “الطب أو الهندسة” ، وكأن العالم كله لم يعد صالحًا إلا لمثل هذه التخصصات الأكاديمية!
نعم ، أنا لا أنكر أن هناك تخصصات معينة يكون نطاقها في الواقع أوسع من غيرها ، مثل الطب أو الهندسة ، وهي من المجالات التي يفضلها الآباء عادة ، سواء للبنين أو البنات ، ولكن إلى متى سيبقى هؤلاء الأطفال يعيشون وسط مجتمعات بعضها لا يزال منغلقًا في الفكر والتفكير إلى حد ما؟ المجتمعات التي لا تزال عالقة بين الأنقاض ، تتشبث بطين تلك الذكريات ، المجتمعات التي ربما أصبحت فيها دراسة الطب أو الهندسة شيئًا من المسلم به ، في حين أن التخصصات الأخرى قد تكون منكر من المنكرات، وهذا ليس سوى شيء من الجهل، فمتى يدرك هؤلاء وأمثالهم ممن عندهم هذه المبادئ والمعتقدات أن أفكارهم قد استهلكتها الدهور؟! وأن العالم كله الآن يتطلع إلى أهل الإبداع والإتقان سواء في الطب أو الهندسة أو في أي تخصص على الإطلاق.
تشير معظم البحوث والدراسات الميدانية التي أجريت في مختلف الدول العربية إلى تراجع جودة التعليم ، وضعف مستوى الطالب والمعلم على حد سواء، الحساب وتدريسه ثقافة عامة تتأثر بالماضي أكثر من الحاضر، بل هي ثقافة تخشى الحاضر ومشاكله وتعمل على التهرب منه، يتطلب تحسين جودة التعليم الاهتمام ببناء القدرات والمهارات التي يحتاجها طلاب اليوم ومواطني الغد، والمعرفة التي يتلقاها في كل نظام عقلي ومنطقي متماسك مرتبط ببعضه البعض ويمزج العلوم المختلفة مع بعضها البعض.
لماذا لا يعيد وزراء التربية والتعليم وغيرهم من المسؤولين وأصحاب المصلحة النظر في مثل هذه القضايا المهمة ؟!
لماذا لا توجد خطة منهجية تبدأ في الصغر ، يمكن من خلالها تحديد مهارة كل طفل على حدة ، ثم العمل على تطوير هذه المهارة وتنميتها بعد ذلك؟
لماذا لا توجد بصمات خاصة لكل شخص سواء كان طالبًا أو باحثًا في مجال الدراسة الذي هو فيه؟
متى ندرك أننا نعيش في تطور علمي وتكنولوجي مستمر وأننا الآن بحاجة إلى الإبداع أكثر من أي وقت مضى؟
