مقالات

مبادلة المودة والرحمة بين الزوجين

سالي سامي

 

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )

 

أول الكلمات التي يتمم بها المأذون ويرددها خلفه الناس بارك الله لكما وبارك عليكما وجعل بينكم مودة ورحمه وليس وجعل بينكم حبًا وعشق ولأن الحب ومشتقاته يمكن أن يزول أو يقل ويهتز مع مرور الزمن وتتغير المشاعر والأحاسيس ويحل محلها الملل والزهد ثم العناد و تتولد القسوه لكن الموده والرحمة مشاعر طيبه فطريه تظل ثابته داخل الإنسان يعامل بها الله ويتقيه عندما يراعي الميثاق الغليظ الذي يربط به الشخص بشخص آخر قد تترك الفتاه أبيها وبيتها وحياتها ودائرة معارفها وكل ما تتعلق به وتتجرد من جميع الأشياء وتنتقل معك في بيت تكون لك الحياه والغاية ورفيقة الدرب.

مبادلة المودة والرحمة بين الزوجين
مبادلة المودة والرحمة بين الزوجين

 

وقد يختارك الرجل من بين مئات الإناث ليستكمل معك رحلة الحياه تاركًا ورائه أحلام كثيرة ورفاهيات ليشاركك المسؤولية وتعمير أسرة وأن يلتزم بالقوامة ،الحياة رحلة طويلة مليئة بالكثير من الأحداث تأتي رياح الحزن وعاصفة الهموم قد تجعل أرجاء المنزل يختل ويفقد توازنه ثم يأتي بعدها الربيع الذي يجعل البيت دافئ يزهر بالحب ويرتوي بالكلمه الطيبه ليعيد قوام المنزل مره أخرى علينا أن نتقبل كل ما نمر به ونتماسك وأن نؤمن أن الحياه تحتاج إلى صبر وطاقة كبيرة للمواءمه معها قد يمر علينا جميعًا تغيرات نفسية تجعل الشخص ضعيف مذبذب لديه نفس قصير يريد أن يترك العالم خلفه ويهرب ولكنها ليست النهاية أنه حال الدنيا المتغير علينا أن نتقبل كل ما نمر به ونتماسك وأن نؤمن أن الحياه تحتاج إلى الصبر وإلى الطاقه وأن كل شخص لديه ما يواجهه في حربه اليومية الخاصة به فالرجل يتحمل المسؤولية وضغوطات الحياة وسخافات ما يقابله في الواقع الخارجي ويتحمل حتي يكون قادر على توفير احتياجات الأسرة والام تتحمل ضغط المنزل وهرموناتها الأنثوية المتغيره وحربها النفسية مع قوامها في المرآة الذي تغير وأصبحت ثمينة ووجها الذي أصبح شاحب ويخطط تحت عيناها هالات السهر وأنها تفتقد لجزء كبير منها ومود الاكتئاب الذي يضفي عليها بجانب تربية الأطفال ودورها كأم تعلم وتسهر حتى تربي أطفال سوية نفسيًا لديهم قيم ومبادئ قادرين على مواجهه المجتمع ومن هنا تأتي المودة والرحمة بين الزوجين عندما يذكر الفضل والتقدير بينهما على كل ما يقوم به الشخص من دوره الأبوي والامومي دون أنانيه ذكر طرف لمجهوداته العظيمه ويقلل من مجهود الطرف الآخر فكل منهما يلبي احتياجات الأسرة.

 

و من جهة أخرى تأتي المودة والرحمة عند التعامل على أن الشخصين يكملوا بعضهم البعض دون تمييز بين رجل وامرأة فمن يقدر على تقديم المساعدة والعون الذي يخدم الأسرة يفعل ذلك وأن يكون ذلك في سرية بين الزوج والزوجة حتى لا يتدخل أشخاص في حياتهم وتفسد المودة الجميلة بزرع المقارنات بين الزوجين وبخ سمومهم وفكرهم السطحي و تأتي المودة والرحمة عندما يكون في آخر كل ليلة كلام يهون ويجبر الخاطر ويؤثر القلوب وهو أن كل منهما يشعر بمعاناة الآخر وأنه يقوم بدور بطولي حتى تظل الأسرة متماسكة والدعم النفسي على ما يمر به الشخصين بكلمات طيبه تشفي صدورهم وتغسل هموم أيامهم بالحب والدفا والمودة والعطاء.

 

تأتي المودة والرحمة حينما يتقدم العمر وتنطفئ أشياء كثيرة حينما يفقد كل منهما زهوته وجماله ورغباته وحقوقه وواجباته الشرعية ورسالة الحياة من زواج الأبناء وتظل الألفة والسعادة بينهم عندما يشعر كل منهما أن الشخص الذي عاش معه يحبه لشخصه وليس لعطاؤه الذي كان يعطيه في ريعان شبابه ثم زال ولن يتبقى سوى الونس والكلمة الطيبة التي تكون هي العكاز الذي يتكئ عليه الشخصين في مرحلة الكهولة والضعف و نتذكر دائمًا أن هذه الرحله تعود على الشخصين فنجاحها يطرأ عليهم وفشلها يطرأ عليهم ولذلك يتطلب التحمل من الطرفين والمحاولة في الإصلاح ووجود حلول ترضيهم لأن المركب تبحر في أتجاه واحد وهو العمر المشترك بينهم اجعلوا نهاية العمر المرسى والأمان الذي يجعلك ممتن لله وللأقدار ولشريك حياتك إنه كان معك في هذه الرحلة .

 

وتذكروا دائمًا : أن حواء خلقت من ضلع آدم حتى تكون جزء منه وتكمله
وتذكروا دائمًا:
( وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ)

اقرا ايضا:-

تعريف الحب من وجهات نظر متعددة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا