مصر على أعتاب حدث تاريخي.. 4 أيام فقط تفصلنا عن قمة المناخ
✍️ فاطمة محمود
ها قد بدء العد التنازلي وتستعد مصر لاستقبال أبرز الأحداث في الوقت الراهن وهو انعقاد قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop 27 التي ستقام في مدينة شرم الشيخ بمصر ومن المقرر أن تبدأ في” 6 نوفمبر المقبل تشرين الثاني “وحتى 18 من نفس الشهر.
وتتجه جميع الأنظار إلى هذه القمة التي من المقرر أن يشارك فيها مسؤولون على مستوى رفيع من الأمم المتحدة الأمريكية وقيادات العالم ويحضره أيضًا من كافة دول العالم آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة.
ما هو مؤتمر تغير المناخ بشأن الأمم المتحدة ؟؟
هو قمة تنعقد سنويًا وتحضر فيها من ١٩٧إلى ٢٠٠دولة تقريباً لأجل مناقشة تغير المناخ وما تفعله هذه البلدان لحل ومواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.
وهذا المؤتمر يعد جزءًا من اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم والهدف منه هو الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.
وهذا هو المؤتمر السابع والعشرون منذ أن تمت الاتفاقية وكان التنفيذ في 21 مارس عام ١٩٩٤م.
ومن المقرر عقد هذا المؤتمر بمدينة شرم الشيخ هذا العام ومدينة شرم الشيخ تقع في جنوب سيناء ومطله على البحر الأحمر في الفترة بين ٦ نوفمبر إلى ١٨نوفمبر المقبل.
لماذا يتم عقد هذا المؤتمر بمدينة شرم الشيخ هذا العام؟؟؟!
يتم اختيار الدولة التي تستضيف المؤتمر حسب نظام التناوب بين القارات المختلفة وتقدمت مصر بالفعل العام الماضي بطلب لاستضافة دورة هذا العام من المؤتمر وبالفعل وقع الاختيار عليها باعتبارها الدولة الأفريقية الوحيدة التي أبدت رغبتها في الاستضافة.
وقد أعلن الرئيس “عبد الفتاح السيسي” وقتها أن بلده ستعمل على جعل المؤتمر “نقطة تحول جذرية في جهود المناخ الدولية وذلك بالتنسيق مع جميع الأطراف لصالح إفريقيا والعالم بأسره”.
ما يريده العالم من هذه القمة المناخية ؟؟؟
عقدت القمة المناخية العالم الماضي في غلاسكو ب المملكة المتحدة وقد توصل المشاركون باتفاق يهدف لتقليل حجم المخاطر البيئية التي يتعرض لها كوكب الأرض.
وكانت الاتفاقية الأولى من نوعها التي تنص صراحة على خفض استخدام الفحم لأنه يتسبب في زيادة الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي.
وأيضًا تنص الاتفاقية على العمل ب تقليل معدل الانبعاثات الغازية .
وأيضًا توفير الدعم المالي للدول النامية للتكيف مع تبعات التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض.
وقد تعهدت الدول المشاركة العام الماضي بالعودة إلى الاجتماع هذا العام للاتفاق على زيادة نسبة تخفيض معدلات انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون بما يتماشى مع تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من ١,٥درجة مئوية.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وقتها هذا الاتفاق بأنه خطوة مهمة جداً ولكنها ليست كافية.
وقال “يجب علينا تسريع العمل المناخي بهدف الإبقاء على الهدف المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى حدود ١,٥ درجة مئوية”.
وأن الوقت قد حان للانتقال إلى “حالة الطوارئ وإنهاء دعم الوقود الأحفوري ويجب التخلص التدريجي من الفحم وتحديد سعر الكربون .
وأشار إلى حماية المجتمعات الضعيفة والوفاء بالتزام تمويل المناخ بقيمة ١٠٠ مليار دولار.
لم نحقق هذه الأهداف في هذا المؤتمر. ولكن لدينا بعض اللبنات الأساسية اللازمة للتقدم .
ما الدور الذي ستلعبه مصر؟
تدفع مصر في اتجاه تنفيذ الدول الكبرى بتعهداتها في مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة للمناخ بالإضافة لاستضافتها المناخ وعلى رأسها اتفاقية باريس الموقعة عام ٢٠١٥م.
واتفاقية قمة كوبنهاغن في عام ٢٠٠٩م.
حيث تم تعهد الموقعون بضخ مليارات الدولارات في مساعدة البلدان الفقيرة و التعامل مع تأثير تغير المناخ.
وسوف ينعكس مؤتمر المناخ على مصر بمكاسب على المستويات الدولية والمحلية والبيئية والسياسية والاقتصادية وذلك من خلال جذب الاستثمارات من شراكات إقليمية و دولية والترويج السياحى أيضًا للمنتجات المصرية.
ويعد هذا المؤتمر فرصة عظيمة لاستعراض مصر للمشروعات التي يتم استخدامها للطاقة النظيفة مثل “مشروعات النقل “المونوريل/الأتوبيس التبادلي الذي يعمل بالطاقة الكهربائية/ القطار الكهربائي” وأيضًا مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة مثل” مشروع محطة بنبان بأسوان “والذي يعد أكبر محطة توليد كهرباء للطاقة الشمسية في العالم.
وقد حذر رائد المناخ للرئاسة المصرية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بتمويل أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ محمود محي الدين من أن عدم وفاء الدول الكبرى بتعهداتها بتقديم ١٠٠ مليار دولار سنويًا للدول الفقيرة والنامية لمجابهة التغير المناخي قد يضاعف من مساهمتها في إنتاج الانبعاثات الضارة التي تبلغ حاليًا ٣٪ من إجمالي الانبعاثات العالمي وذلك من خلال حديث مع بي بي سي .
وأضاف محي الدين أن الكرة الآن في ملعب الدول الأفريقية للعمل على مشاريع تنموية تعتمد على الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر وطرحها على القطاع الخاص الذي تعهد خلال قمة غلاسكو السابقة بتقديم ١٣٠مليار دولار لتمويل هذه المشروعات .
ما الذي تريده البلدان النامية من هذه القمة المناخية ؟
البلدان النامية هي الأكثر عرضة للآثار الضارة لتغير المناخ كالجفاف والفيضانات وحرائق الغابات.
والنقطة المحورية في مفاوضات قمة هذا العالم ستكون عن الوفاء باحتياجات هذه الدول.
وهناك تطلب من هذه البلاد” الدول الغنية ” الوفاء بتعهدها وهو تقديم ١٠٠ مليار دولار سنويًا لمساعدتها على التأقلم مع التغير المناخي.
وتطالب أيضًا الاعتراف ب الخسائر والأضرار التي تعرضت لها و الآثار المترتبة على الفيضانات المتكررة و ارتفاع منسوب مياه البحر.
وهناك بيان سابق عن قمة المناخ العام الماضي وقد قالت مجموعة الدول الأقل نموًا إن رفع سقف الطموح العالمي وزيادة الاعتمادات المالية لمحاربة تغير المناخ شيء أساسي لبقائنا.
