مقالات

سوء الظن نقمة العلاقات الاجتماعية 

 

✍ إيمان حامد

 

يعد سوء الظن من أسوأ ما قد يتصف به الإنسان فلقد نهانا الله سبحانه وتعالى عنه واعتبره من الأخلاق المذمومة كما أن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم نهانا عن الظن السيء بالآخرين فهو من أسوأ أمراض القلوب .

 

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا اجْتَنِبُوا كثيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}

. [الحجرات:12]

وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: “إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث” “متفق عليه”

 

سوء الظن بالآخرين يجلب الشك والكراهية والحقد بين الناس كما يؤدي إلى فقدان الثقة بكل من حوله وهو سبب في حدوث الكثير من المشاكل بين الناس سواء كان بين العائلات أو بين الأصدقاء وهذا يعكس خبث الطبع وسوء الخلق .

 

قال ابن عباس ” إنَّ الله قد حَرّم على المؤمن من المؤمن دمه وماله وعرضه، وأن يظنَّ به ظنَّ السّوء ” .

 

فقبل أن يبدأ الشيطان بالوسوسة لسوء الظن بالأخرين نتصدى لهذا الشعور بمحاولة التماس العذر لغيرك فلعل بسوء الظن بغيرنا نظلمهم ونخسر قربهم ومحبتهم واهتمامهم بنا.

 

وقد أنتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير لذا يجب علينا أن نكون أكثر حرصًا على صلاح مجتمعاتنا ولنتجنب سوء الظن ببعضنا حتى نحافظ على علاقاتنا الإنسانية سليمة فسوء الظن ينتج عنه العديد من أمراض منها الغيرة والحسد والبغضاء ويوقع الأنسان نفسه في الحرام والشبهات فينظر إليه الآخرون على أنه غير مراعي لحدود الآداب والأخلاق الإسلامية التي دعانا إليها ديننا .

 

فقد وصل سوء الظن حتى بين أقرب الأقارب و بين الأسر وحتى بين الأزواج فكل من الزوجين يظن السوء بالآخر وهناك الكثير من الأمثلة الواقعية والتي باتت تعكس واقعنا المحزن فهو من أسوأ الأمراض الاجتماعية التي تفشت بين جميع فئات المجتمع.

 

فكم من قصة مأساوية سمعنا عنها أو شاهدناها كانت نتيجة سوء ظن الناس ببعضهم؟

 

كم من تفرق بين الأهل والأحباب والأصحاب كان سببه سوء الظن؟

 

ولكن علاج سوء الظن يقع على عاتق الأسرة دورًا كبير في النشء حيث يجب على الوالدين تنشئة الأبناء على حسن الظن ووجود القدوة الحسنة في البيت وفي المدرسة والتي تساعدهم على تمييز الخبيث من الطيب .

 

كما أن وجود الأبناء في علاقة سليمة بين الأبوين مبنية على حسن الظن بينهما هو أمر مفيد جداً للأبناء ولا نغفل أن رؤية الأبناء لأهلهم أثناء تعاملهم الطيب مع بعضهم البعض ومع الأقارب والأصحاب والجيران يغرس في نفوسهم هذه الصفات الطيبة .

 

يجب على الآباء والأمهات توجيه نظر أبنائهم في الكثير من المواقف الواقعية المختلفة بحيث تكون دروسُا عملية واضحة تصل بالأبناء إلى تمييز ومعرفة مفهوم حسن الظن وتطبيقه في حياتهم عن قناعة تامة.

 

فمحاولاتنا المستمرة في تنحي سوء الظن بعيدًا عن حياتنا تجعلنا ننعم بحياة هنية هادئة مستقرة و أنه لا يحق لنا أن نظن بأحد الظن السيء ونفسر أقوالهم وأفعالهم بطريقة خبيثة ويمكن أن يكون لديهم المبررات والأعذار التي دفعتهم إلى هذا الفعل.

 

فالنبحث دائمًا على السكينة والسلام في علاقتنا والبعد عن المشاكل والمتاعب فلقد حثتنا أصول ديننا و المولى عز وجل عن البعد عن الظن وأن له جزاء كبير عند المولي فنشر الطمأنينة بين الناس والحب والأمان له ثواب كبير عند الله عز وجل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا