مقالات

اليوتيوب وعلاقته بتربية الأبناء

✍ نور عبد المنعم الحوفي

 

تربية الأبناء لم تقتصر على إنفاق الأموال عليهم وتلبية رغباتهم، لم تكن التربية تقتصر على مناداتك عزيزي القارئ بأبي، وأمي، لم تكن التربية أُمنية يتمناها كل من هو مقبل على الزواج فيريد الإنجاب ومن ثم يجد نفسه أمام كتابًا مفتوحًا لا يعرف عنه سوى أسمهُ، التربية ليست بالشيء السهل كما يتصور البعض، التربية كالوعاء الذي تختار أنت كل ما يوضع به وعلى ما دار حياتك تستطيع أن تأخذ منه ما وضعته به، سواء أكان خيرًا أو شر وفي النهاية كما نقول” كلُ إناء ينضح بما فيه”.

اليوتيوب وعلاقته بتربية الأبناء
اليوتيوب وعلاقته بتربية الأبناء

مفهوم التربية

التربية هي الصفات والقيم التي يستطيع الأب والأم غرسها بداخل الأبناء ومن ثمَّ يتعامل بها الطفل طوال حياتهِ، فالتربية في النهاية هي حصيلة من المعلومات التي يضعها الآباء داخل الأبناء للتعامل بها طوال حياته بالإضافة إلى ما يكتسبه الطفل عند الكِبَر ولكن لابد أن تكون التربية المأخوذة من الآباء هي المعلومات الأسياسية مهما أكتسب من البيئة المُحيطة، لأن في الغالب العادات المُكتسبة تكاد تؤدِ بما علمه الآباء .

 

التربية وعلاقتها بوسائل التواصل الإجتماعي

 

للأسف الشديد أصبحت وسائل السوشيال ميديا تأخذ جانب أيضًا في تربية الأبناء ولربما الجانب الأكبر، لأن الطفل يعتبر عندما يصل لسن يعرف فقط فيه كيفية إستخدام الهواتف الذكية يكن له هاتف خاص به وبالتالي يتأثر بكل ما فيه سواء أكان جيدًا أو غير ذلك؛ وذلك لأن التربية في الصِغر كالنقش على الجدران فبالتالي تأثر الطفل بها يكون سريعًا جدًا ويكون راسخًا ما تعلمه بداخله ربما أكثر مما علمه أباه.

 

ومؤخرًا أصبحت الهواتف بالنسبة للأمهات هي وسيلة إلهاء للأبناء حتى تفرغ الأم من القيام بما تفعله وتعتبر ذلك من أكبر الكوارث التي يتعرض لها الطفل، لاسيما في الصغر لأنه يجعل الطفل إنطوائي طِوال الوقت بعيدًا عن الآخرين لأنه تعود على وسيلة واحدة فقط وهي الهواتف وربما أيضًا يُصاب الطفل بالتوحد، بالإضافة إلى العصبية المُفرطة التي يكتسبها عند رفض الأم إستخدامه في بعض الأحيان وأيضًا ضعف النظر وغيرها من الآثار السلبية التي تؤثر على الطفل جراء استخدامه للهواتف هذه.

اليوتيوب وعلاقته بتربية الأبناء
اليوتيوب وعلاقته بتربية الأبناء

 

ولكن سأتحدث عن وسيلة تعتبر الأخطر على الإطلاق في عالم السوشيال ميديا وهي اليوتيوب.

 

اليوتيوب يعتبر الشارع المُنفتح على جميع الثقافات الموجودة في العالم، لذلك يعتبر اليوتيوب كما الشارع، فتركك لأبنائك باستخدامها طوال الوقت دون مراقبة كما لو إنك تركتهم في الشارع وتجعلهم يتأثرون بكل ثقافة تمر بداخله سواء أكانت جيدة أو غير ذلك، نعم يضم أيضًا أشياء مفيدة ولكن مع وجود المفيد ربما يأتي إعلان غير مفيد فيجعل أبناءك ينفتح على أشياء لم تكن من سنه ولا تكن نافعة له بالمرة.

 

لذلك لا يصح بترك الهواتف مع الأبناء طوال الوقت، لم تكن الهواتف وسيلة نافعة لإلهاء الطفل بقدر ما تكون وسيلة لإلغاء شخصيته التي تبنيها أنت حتى تأتي الهواتف بهدمها وبناء شخصية أخرى تتماشى ما الشارع الذى يتمشى به الطفل يوميًا مُتصفحًا.

 

لذلك يجب على الأباء مراقبة الأبناء ولكن ليست بطريقة واضحة حتى لا يعرف الأبناء ثم ومن ثمِّ يحذر الأبناء من التعامل أمامهم بحرية.

 

توعية الأطفال بطريقة لا تثير بداخلهم الفضول لأن ذلك سيجعل لديهم رغبة عارمة في معرفة ما السبب وراء التحذير من ذلك وليرضى فضوله لابد من معرفة ما هذه الأشياء.

 

إخبار الأبناء ببرامج معينة وتكون مفيدة ومناسبة لسنه وتعويدهم عليها بطريقة ترغيب وليس ترهيب.

 

مناقشة عيوب بعض البرامج والوسائل الاجتماعية بطريقة تجعلهم هم من يبغضون تلك الأشياء وليس تمثيل ذلك أمامك فقط.

 

غرس فكرة الحلال والحرام داخل الأبناء من الصغر وتوعيتهم بأن حتى لو فعل الجميع الحرام فهو سيظل حرامًا وترغيبهم في الحلال طمعًا في الجنة وليس بالترهيب الدائم من النار.

 

ولابد أن يعرف الآباء بأن تربية الأبناء ليست سهلة كما يظنون، ولم يكن الأمر مجرد إنجاب لأبناء فقط وترك المجتمع لتربيتهم؛ لأن المجتمع لم يكن مكانًا للتربية بل أصبح مستنقع يحوي بداخله كل سوء، الأبناء هم مهتمك طوال حياتك، فاجعل غرسك في الحياة غرس حسن وليس غرس سوء، فَكفى في المجتمع سوءً، نريد أن نبني مجتمعًا صالحًا مرة آخرى فقد عمَّ الفساد في أرجاءه والأبناء هم الثمرة التي يبدأ منها الصلاح أو الفساد.

دمتم بخير

اقرأ أيضآ:-

تربية الأبناء 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا