خارج الصندوق
✍ آية عبد اللاه ضماري
يضع لنا المجتمع في كثير من الأحيان حدود و حواجز – وهمية – تجعلنا جميعًا ندور في نفس الفلك و النمط المعتاد بدون تغيير ، فقط كٌلنا يُكرر نفس الشيء وبنفس الطريقة ؛ وكأن هذه الحدود هي حدود مقدسة لا يمكن لنا تجاوزها وإلا ستنصب علينا اللعنات من كل حدب و صوب ، كقطة وضعت في صندوق هي لا تعرف سوي حدود هذا الصندوق ، لا تستسلم و اضرب جوانبه بكامل قوتك لتفر إلى الخارج .
فكلاً منا لابد له أن يُقاوم التكرار السلبي ، و النمط الروتيني الممل ، لأنه لا ينبغي لنا أن نكون جميعا نسخ من بعضنا البعض لأن هذا حتمًا سيُحدث خللاً واضح في مجتمعنا.
فإن انطلقنا إلى خارج الصندوق و نظر كلا منا للعالم بنظرتهِ الخاصة حتمًا سنصل إلى نتائج عدة في مناحي عديدة .. و هذا هو الأختلاف الصحي المتكامل معا ؛ فأختلافنا هنا رحمة.
و الخروج من هذا الصندوق المُظلم و قهر التكرار ؛ يتطلب منا شجاعة و قوة لضرب وهدم جدرانهِ التي تخنُقنا ؛ لنخرج من الظلام إلى النور و من الرتابة إلى الأبداع و التقدم .
و لكن لنكن حذرين أن التكرار في ذاتهِ ليس سلبيًا في كل الأحوال على العكس ، فبناء العادات الجيدة والصحية يتطلب تكرار.. كالصلوات ، هم خمسة نقيمهم يوميًا فهو تكرار و هو أساس ديننا الحنيف.
نحن هنا بصدد طرح سلبية التكرار كأن يكون أبناء عمومتك كلهم أطباء..فأقول أني أريد أن أكون طبيبًا فقط لمجرد أن أكون مثلهم ، و ليس حبًا و ميل منه لتلك الدراسة و هذا المجال في العمل ؛ فقط يكون القرار هنا لمجرد أن المجتمع يحبذ هذا الأمر.
كالسير في قطيع بدون أن نتوقف لحظة و نفكر بما نريدهُ نحن و لماذا نريدهُ .. و من ثم يأتي دورك للخروج من صندوقهم إلى العالم الفسيح لتختار ما تريدهُ و ما هو لا يتناقض مع دينك و أخلاقك … حتى و إن أختلف مع آراء من حولك ؛ حتى إن لم يدعمك أحد ..خذ على عاتقك أن تكون أنت داعمك الأول.