مقالات

اختلاف الشخصيات في الحب 

 

 

 ✍️ مايا أحمد زكي

 

الاختلاف لا يفسد للود قضية وخاصة في العلاقات، فعلينا تقبل كل الأطياف وكل الشخصيات المختلفة التي تربطنا بهم علاقات أيا كان نوعها ، فالاختلاف لا يعني المشاحنة والاتفاق لا يعني السلام الأبدي، ولكي تنجح العلاقات يجب أن يكون فيها الاتفاق والاختلاف على حد سواء.

أعماق الشركاء: 

الاختلاف يوسع مدارك العلاقة أكثر من الاتفاق، الاختلاف يطلعك على خبايا شريك حياتك الذي يمتلك صفات لست تمتلك مثلها، والحب يجعلك تتقبلها بنفس راضية، بينما الاتفاق التام يخلق روتينًا مملًا فأنت وشريكك تقدمان نفس الشىء، فلا تستشعر مغامرة الغوص في أعماق شريكك التي تحوي الغرائب.

صفات الشخصية الانطوائية في الحب: 

وعلى سبيل الاختلاف فدعونا نذكر أن هناك شخصيات مختلفة في الحب، فمثلا الشخصيات الانطوائية في الحب تتسم بالهدوء، والميل للعزلة مع الشريك، كما يريد الانطوائي خفض صوت العالم قليلا للإستماع إلى صوت الحب الداخلي العميق، ويحبس أنفاس الألم داخله حتى لا يزعج بها شريك حياته.

 

فالشخصية الانطوائية لا تفضل البوح عما يدور داخلها من ألم، ولا يشعر بالحاجة الدائمة في مشاركة أفكاره مع الآخرين، ولا يفتح الباب على مصراعيه ليستقبل القيل والقال، بل هو هادئ منعزل يستمتع في سلام بالحب، فقد نجد الانطوائي قد يسجن داخله الاعتراف بالحب ولا يطلق سراحه إلا بعد فترة طويلة.

 

وذلك يرجع لطبيعته التي لا تحب المواجهة، فحتى في حياته العادية يميل إلى أن يكون خلف الستار، يفضل الكتابة عن الكلام، والاستماع عن التحدث، والغموض عن الانفتاح على العالم، والصمت عن الثرثرة التي من الممكن ألا تجدي نفعًا، فهو يدخر لحظاته للسكون الخفي والسعادة البعيدة عن نواظر الآخرين.

إذا كان شريك حياتك انطوائي وتجهل كيف تتعامل معه فإليك تلك الحلول:

١- شاركه لحظات الصمت، واستكشف كيف يكون عالمه الهادئ

 

٢- تواصل معه بالرسائل النصية أو ما يسمى بالجوابات، فمن الممكن أن تكتشف كلمات مكتوبة أعذب من المنطوقة

 

٣- اترك له مساحته في الاحتفاظ ببعض المشاعر والأفكار

 

٤- شاركه التفكير في بعض الأوقات، وامنحه مساحة آمنة لكي يحكي ما بداخله دون الحكم عليه

 

٥- اجعله ينخرط في عالمك بعض الشىء

 

صفات الشخصية الاجتماعية في الحب:

وعلى النقيض فهناك شخصيات اجتماعية، تلك الشخصيات في الحب بعيدة كل البعد عن مفهوم الانطوائية، فهم لا يحتاجون من يأخذ بأيديهم ليكتشفوا العالم، بل هما على دراية كاملة بما ومن حولهم، يشاركون أفكارهم مع الآخرين، لا يترددون في الإفصاح عن ماهية مشاعرهم.

 

فتجد الشخص الاجتماعي لا يأخذ وقتا طويلًا كي يبوح لك بحبه، فهو يبوح سريعًا ويأخذك لتنطلق معه في الحياة، تلك الشخصيات تحب التجمعات ووجود أناس كثيرة حولهم، وقد يشكل هذا ضغطًا على شركاء حياتهم إذا كانوا يشعرون بالغيرة دائما، فالاجتماعيون تربطهم علاقات بشخصيات كثيرة ويوثقون تلك العلاقات بكلام المجاملات أحيانا.

فإذا كان شريك حياتك اجتماعي وإلى الآن لم تعرف كيف تتعامل معه فإليك تلك الحلول: 

١- شاركه عالمه الصاخب

 

٢- كوّن صداقات مع أصدقائه

 

٣- استمتع بكلامه العفوي ما دام لم يؤذيك

 

٤- تقبل وجود أناس آخرين في حياته ما داموا في إطار المعارف والصداقة وتحت مظلة الأدب والاحترام والأخلاق

 

٥- تناقش معه بهدوء إذا وجدته ينغمس في علاقات أو أعمال أخرى تلهيه عنك

 

وفي النهاية، فإن سر نجاح العلاقات هو التقبل، وسر شعور الأشخاص بتوهج الحب هو معرفتهم أنهم محبوبون بكل ما يحملونه من صفات، وسر الشعور بالأمان هو معرفة المرء أن مكانه لدى شريك حياته لن يسرقه غيره مهما كان، وسر الحياة المفعمة بالأمل والشغف هي المشاركة والاحتواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا