متلازمة النفق الرسغي
✍ آية سعيد
يتكون الجهاز الحركي في جسم الإنسان من العظام والمفاصل والعضلات ومسؤول عن القدرة على الحركة، وقد يحدث الكثير من المشكلات في هذا الجهاز مع تقدمنا في العمر وعلى الرغم من أن 3٪ من الأشخاص يعانون من أمراض وآلام المفاصل إلا أن هذه النسبة تزداد بشكل أكبر عندما يتقدم الإنسان في العمر إلى سن 75 عام تصل إلى نسبة 50٪.
نبذة مختصرة:
متلازمة النفق الرسغي هي حالة شائعة تحدث بسبب الضغط على عصب المعصم، و النفق الرسغي هو ممر ضيق تحيط به العظام والأربطة من جانب راحة اليد وعندما يضغط الإنسان على العصب المتوسط تكون الأعراض هي الشعور بالخدر والوخز وضعف اليد.
ومن أسباب حدوث المتلازمة بعض العادات في العمل ” كاستخدام الحاسوب بكثرة” .
وعادة يخفف العلاج الملائم من الشعور بالخدر والوخز ويستعيد وظيفة الرسخ واليد وتخفيف الضغط على المعصم من أهم سبل الوقاية.
ما هو النفق الرسغي ” Carpal tunnel “:
ممر ضيق داخل معصم اليد يتكون من العظام على الجزء السفلي و الرباط الرسغي على القمة، يمر العصب الوسيط من الساعد إلى كف اليد اليسرى على الإبهام والأصابع الثلاثة الأولى الإبهام والسبابة والخنصر ونصف إصبع البنصر.
تعريف متلازمة النفق الرسغي ” Carpal tannel syndrome”:
هي حالة شائعة تحدث عند الضغط على العصب الناصف والذي يمر عبر نفق الرسغ، والذي يتشكل عن عظام الرسغ والأربطة فوقها وتسبب شعور بالخدر والوخز وضعف اليد والذراع.
وقد تنتج عن قلة نشاط الغدة الدرقية أو قد تكون من أعراض الإصابة بالروماتيزم، والسبب الأساسي لها غير معروف.
وتكثر في النساء بين ٢٩ إلى ٦٠ سنة من العمر أكثر من الرجال.
مسميات أخرى للمرض:
انحباس العصب المتوسط – فرط الاستخدام.
الأسباب:
• تحدث بسبب وجود ضغط على العصب المتوسط، وأي شيء يضغط على العصب المتوسط في منطقة الرسغ يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي وهناك أسباب تؤدي إلى الضغط على العصب مثل الكسور والالتهاب والتورم الناتج عن التهاب المفاصل الروماتويدي.
• وكما ذكرنا أن غالبية الحالات ليس لها سبب واضح، والحالات الشائعة التي يمكن أن تسبب متلازمة النفق الرسغي هي السمنة، قصور في الغدة الدرقية، التهاب المفاصل، والسكري، وضعف تحمل الجلوكوز ” شبه سكري” ، والعوامل الوراثية لها دور في الإصابة.
• وهناك أسباب أخرى مثل:
الأورام الحميدة، تجمع الخلايا العصبية، تشوه الأوعية الدموية.
• هناك أسباب متعلقة بالعمل حيث أن المهام التي تحتوي على أفعال يدوية كثيرة متكررة يمكن أن تكون سبب في الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي وأن الحركة المتكررة للذراع تسبب في ضرر للأنسجة.
• أثناء فترة الحمل تصاب النساء بمتلازمة النفق الرسغي، بسبب التغيرات الهرمونية “ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون” واحتباس الماء وهي شائعة خلال فترة الحمل.
الأعراض:
تتطور الأعراض ببطئ ويمكن أن تحدث في أي وقت وهي:
الشعور بالوخز و الألم والتنميل في جميع وأصابه اليد ما عدا الخنصر أصغر الإصبع.
• وجود صعوبة في استعمال اليد.
• ألم في معصم اليد ويصل إلى المرفق والكتف.
• تورم وتصلب في اليد في بعض الحالات.
• الاستيقاظ ليلا ً من شدة الألم.
• حرقان وألم شديد سواء بالنهار أو الليل وإسقاط الأشياء وعدم القدرة على حملها، كل ذلك ناتج من ضعف في الإبهام واليد.
• يرجى زيارة الطبيب إذا كان لديك أي من هذه الأعراض باستمرار وتؤثر على أداء الأنشطة العملية وتؤثر حتى في وقت النوم.
الخطورة:
ترتبط عدة عوامل بالإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، وعلى الرغم من عدم تسببها في الإصابة مباشرة ولكنها تزيد من خطر تهيج العصب المتوسط وتلفه و النساء هن أكثر عرضة للإصابة بالمتلازمة عن الرجال.
• مكان العمل:
كالعمل الذي يتطلب الثني لفترات متكررة مثل استخدام لوحة المفاتيح أو التعامل مع الأدوات التي تهتز.
• الوراثة:
حيث يوجد تاريخ عائلي من الإصابة بالمتلازمة.
• الحمل و السمنة
• الإصابات في المعصم كالكسر وإلتهاب المفاصل.
• الحالات المرضية مثل مرض السكري وإلتهاب المفاصل الروماتويدي وتلف الأعصاب.
التشخيص:
يطرح عليك الطبيب بعض الاسئلة ويجري واحد أو أكثر من الفحوصات التالية لتحديد هل لديك متلازمة النفق الرسغي أم لا:-
• اختبار الشعور في المفاصل وقوة العضلات في اليد.
• الأشعة السينية ينصح بعض الأطباء بها على الرسخ المصاب لأستبعاد أي أسباب أخرى لآلام الرسغ مثل الإلتهاب أو الكسر.
• تخطيط كهربية العضل يقيس هذا الفحص الشحنات الكهربائية الصغيرة التي تتكون في العضلات.
• دراسة التوصيل العصبي أو فحص توصيل الأعصاب، يقوم به الطبيب لاستبعاد أي حالات مرضية آخرى.
العلاج:
لابد أن نحرص على علاج متلازمة النفق الرسغي مبكرًا قدر الإمكان بعد بدء الأعراض ويعتمد علاجها على العمر والصحة العامة والتاريخ الطبي والأعراض والألم ومدى تقدم الحالة.
يمكن استخدام بعض الأساليب في المرحلة المبكرة لعلاج المتلازمة مثل: أخذ فترات راحة لليدين.
تجنب تحريك اليد والأنشطة التي تسبب في تفاقم المرض، وعند وجود ورم تضع كمادات مياه.
وهناك علاجات أخرى مثل:
الأدوية، جبيرة الرسغ، الجراحة.
الأدوية:
الأدوية المضادة للألتهابات اللاستيرويدية.
تساعد مضادات الإلتهابات اللاستيرويدية مثل الأيروفين وغيرها في تخفيف الآلام الناتجة عن متلازمة النفق الرسغي.
حقن مادة الكورتيزون حول العصب ويتم حقنها باستخدام الموجات فوق الصوتية لتجنب إصابة العصب أثناء الحقن.
الكورتيكوستيرويدات الفموية فعالة في علاج المتلازمة.
إذا كانت متلازمة النفق الرسغي ناتجة عن إلتهاب المفاصل الروماتويدي فقد يقلل علاج إلتهاب المفاصل من المتلازمة.
جبائر الرسغ:
تستخدم في الحالات البسيطة التي تعاني من تنميل غير دائم وتوضع لعدة أسابيع، في البداية تستعمل أثناء الليل فقط وتستعمل طوال اليوم في حالة عدم وجود تحسن، ويشعر المريض بالتحسن بعد شهرين من وضعها وهي تحافظ على استقامة المعصم.
الجراحة:
هناك طريقتين للجراحة هما جراحة مفتوحة وجراحة بالمنظار.
الجراحة المفتوحة:
يفتح الجراح شقًا جراحيًا في راحة اليد فوق النفق الرسغي ويقطع الرباط لتحرير العصب ويكون بمقدار 4 سم، وهي طريقة فعالة ونسبة نجاحها كبيرة من 85- ٩٠ ٪. نزيل الخيوط بعد فترة من 7 إلى 10 أيام، وتستخدم بعض الأشياء بعد العملية مثل الرباط الضاغط لتثبيت المفصل ورفع الذراع لتقليل المرض.
ويستمر الألم لعدة أسابيع حتى يزول، وإن كانت الأعراض شديدة قد لايزول الألم بعد الجراحة.
الجراحة بالمنظار:
يستخدم الجراح جهاز يشبه التلسكوب مزود بكاميرا صغيرة من الداخل ليرى النفق الرسغي ويقطع الرابط من خلال شق صغير أو شقين في اليد أو المعصم.
ويستخدم بعض الجراحين الموجات فوق الصوتية بدل التليسكوب، وتؤدي إلى الشعور بألم أقل من الجراحة المفتوحة خلال الأسابيع الأولى.
الوقاية:
لاتوجد إستراتيجيات معينة لمنع الإصابة ولكن من الممكن تخفيف الضغط على اليد والرسغ عن طريق أخذ جلسات راحة للأسترخاء وخفض قوة القبضة.
تدفئة اليدين وتجنب الجلوس في مكان بارد.
