مقالات

المناعة النفسية وتعزيزها

 

 

 كتبت : ياسمين خالد

 

يمر على الإنسان مواقف يومية يمكن أن تؤثر على المناعة النفسية لديه، مما يتطلب تعزيز هذه المناعة؛ لتكون أكثر قابلية على تحمل الأجواء السلبية المحيطة. تعتبر المناعة النفسية هي القدرة على اكتساب قدر أكبر من المرونة التي تسمح للإنسان بالتكيف السليم مع الضغوط النفسية والاجتماعية والحياتية، حيث يتعرض الإنسان -بشكل يومي- إلى مواقف تهدد استقراره النفسي. بالإضافة إلى ذلك، يتعامل الإنسان مع شخصيات تقوم بنقل طاقاتها السلبية للآخرين سواء عن عمد أو بدون، فيصبح البعض وعاء يضم الطاقات السلبية للجميع دون أن يدري، مما يؤدي إلى تدمير الصحة النفسية مع الوقت خاصة مع عدم الاهتمام بالمناعة النفسية وتعزيزها. توجد ملامح وأعراض لنقص المناعة النفسية، مثل: الأرق الشديد، والاضطرابات النفسية الجسدية من خلال آلام مختلفة، وحالات الهلع التي تظهر علامات كضيق التنفس وسرعات في ضربات القلب، بالإضافة إلى عدم التواصل الجيد مع المحيطين، واستوحاش الذات، والبحث عن الكمال لدرجة الاحتراق من أجل الآخرين.

 

يأتي هذا كله بجانب الإحساس بالوهن، والتفكير الزائد والتدقيق في كل موقف، وعدم الرضا عن التصرف، وعدم القدرة على تحقيق الأهداف، بالإضافة إلى الحزن والتأهب للجدال.

 

المناعة النفسية وتعزيزها

١. تعتبر معرفة مصدر الحزن الحقيقي هي أولى خطوات تعزيز الثقة بالنفس، فالإنسان يتعرض لمواقف كثيرة يمكن أن يكون هو المسؤول عنها أو الطرف الآخر، فلا بد من التوقف عن لوم الآخرين بشكل مستمر، والبحث عن المصدر الحقيقي للحزن؛ حتى يمكن إزالته.

 

٢. يجب التفكير بإيجابية، مما يعني استكشاف قدرات الذات، ويكون هناك ثقة كافية، فالتفكير الإيجابي يساعد على إقناع أنفسنا بأننا قادرون على تحقيق المزيد، وأننا نستحق الخير وسنتمكن من تحقيق أهدافنا. على الجانب الآخر، فالتفكير السلبي يؤدي إلى ضعف النظام المناعي النفسي، وبالتالي العجز والاكتئاب وسوء الحالة المزاجية.

 

٣. من المفاهيم المغلوطة أن تقدير الذات نوع من الأنانية، وكثيرا ما يرفض البعض تفضيل راحتهم وسعادتهم على أشياء أو حتى أشخاص محددين، مما يسبب إرهاق وتدمير النفس بعد ذلك. يعتبر حب النفس بقدر ما تستحق -بلا مبالغة أو تقصير- بمثابة استراتيجية لزيادة السعادة والراحة النفسية.

 

٤. من أهم عوامل تقدير الذات وتعزيز المناعة النفسية احترام شعورك خاصة شعور الحزن، فكثيرا ما يمر الإنسان بمواقف حزينة ومخزية، ويهرب من واقعه المؤلم؛ حتى يتجاوز الأزمة أو ظنا منه أنه تجاوزها بذلك. في حقيقة الأمر، إن كبت الشعور أو إنكاره لن يفيد؛ لأنه سرعان ما سيظهر من خلال زيادة الوزن، أو قلة النوم، أو مشاكل في التركيز، أو كآبة مستمرة، فلا بد من تقدير الحزن ومواجهة المشكلات وحلها دون هروب، والثقة بأن المناعة النفسية تخفف من الحزن.

 

٥. عند مواجهة المشكلات، تتوقف دورة الحياة لدى الكثير، فيتوقف نشاطهم، ويلجأون إلى الانطواء والاختباء، والهروب؛ حتى تمر الأزمة، لكن في الحقيقة ليس هناك ضرورة للانسحاب، فيجب العودة سريعًا إلى النشاط؛ حتى تعمل المناعة النفسية. هذا لا يعني أن المشكلة أو الأزمة انتهت، لكن ذلك يساعد على اختفائها تدريجيًا.

المناعة النفسية وتعزيزها
المناعة النفسية وتعزيزها

 

المزيد حول المناعة النفسية وتعزيزها

توجد بعض المفاتيح التي تحافظ على المناعة النفسية وتعزيزها، مثل:

إيجاد حلول بديلة للمواقف، وأن أسوأ ما يحدث يواجهه آخرون بثبات، كما يجب التقليل من المصادر التي تزعجك بالأخبار المقلقة، ولا تبالغ في مشاعرك، وابتعد عن كثرة لوم نفسك أو الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على تبادل مشاعر الود والسؤال مع صديق أو قريب يوميًا دون شكوى وضجر، ووضع هدفًا يوميًا وآخر أسبوعيًا يوصلك إلى هدف أكبر، كما يجب عدم الإكثار من الصمت ولا من الكلام، والاعتدال في نبرة الصوت. قبل هذا كله، يجب الاهتمام بالجانب الديني الروحاني، والذي يساعد في تدعيم المناعة النفسية وتعزيزها، فاحرص على خلوة تعبدية يومية تبث فيها كل مخاوفك وتستعيد بها نفسك، وسجل في مفكرة ١٠ نِعم يومية واشكر الله عزّ وجل عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا