مقالات

تراكمات أم عقوبات

 

بقلم: رحمة الألفي

 

نمر بالعديد من الصعوبات التي تجعلنا لا ندرك حقيقتنا، تصبح الأشياء بلا جدوى، و يتحول كل شيء إلى اللون الأسود، لا مزيد من الكلمات و لا مزيد من التعليقات، فقط الصمت يصبح هو التعبير الوحيد عن كل شيء.

تراكمات أم عقوبات
تراكمات أم عقوبات

تراكمات تحطم الفؤاد

ثمة العديد من المرات التي تجاوزنا فيها أحداث كان لابد من إظهار رد فعل عليها، و كذلك العديد من المرات التي تجاوزنا الفقد و الألم و أحيانا البشر أيضًا دون أن نبدي ما بداخلنا، ثم فجأة و دون سابق إنذار انهار الجدار علينا، جدار الصمت الذي لطالما كان القوة التي تضعفنا، جدار القبول بكل ما يحدث رغم عدم قبولنا، كم من مرة تجاوزت الأشياء أمام الجميع و لم تتجاوزها بداخلك؟ كم من مرة تجاوزت فقدان الأشخاص و لم تتجاوزها؟ و كم مرة تجاوزت كلمات أساء بها أحدهم إليك و ظلت معلقة بذهنك؟

تراكمات أم عقوبات
تراكمات أم عقوبات

ما وراء التراكمات

لم يعد أحد يظهر الحقائق التراكمات سلاح لا يدمر سوى صاحبه، يقتله دون رحمة، يجعله يقف أمام ذاته كل يوم يتساءل هل كنت بكل هذا السوء ليتجاوزني الجميع وكأنني هواء متناثر؟ الحياة لا تعطي كل شيء، لكن التراكمات تأخذ كل شيء، لا تترك سوى الآلام فقط.

 

طريق التراكمات

عندما نسير في درب التراكمات لا يعد بإمكاننا العودة من جديد، حيث يصبح كل طريق أصعب من الأخر، الصمت مؤلم والحديث يؤلم أكثر، كل سبل تجاوز محنة التراكمات مؤلمة، ولا يوجد سبيل واحد لتجاوزها، فقط يجاهد كل منا لتجاوز آلامها حتى وإن لم يبدي ذلك.

 

تراكمات أم عقوبات

حينما تصل التراكمات إلى حدها الأقصى تصبح عقوبات في كل طرق صاحبها، عقوبات في طريق أحلامه و طموحاته، وفي كل شيء، التراكمات أشبه بالجدار الذي يبنيه الإنسان داخل قلبه، لكنه لا يدرك بأن ذلك الجدار حين ينقض سينتهي كل ما بينه وبين البشر، سيفقد الثقة في الجميع، و يفقد إيمانه بذاته، سيفقد القدرة على مشاركة الآخرين آماله، سيتحول إلى جسد بلا قلب، ليس لقسوته، بل لقسوة العالم عليه.

 

كل الأشياء تبدو مثالية حين نتظاهر بتجاوزها أمام الجميع، لكن القلب يظل محطم، ولا جدوى من إظهار النقيض، كيف يمكن أن نتجاوز ما لم نتجاوزه قط؟ كيف يمكن أن نطبق على ذاتنا أحكام تحطم قلوبنا التي لطالما أنهكناها بالعشم في الآخرين؟

 

إلى متى ستظل التراكمات تقتلنا دون أن نبالي؟ و إلى متى سننظر لكل ما نفقده دون أن نعبر عن ما بداخلنا؟ إلى متى سيتحطم الفؤاد و نحن ساكني الأوجه؟ بلا قيود ومقيدين، بلا صوت و تملؤنا الكلمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا