مقالات

تعريف الاعتكاف وفضله وشروطه

كتبت: نادين محمد 

 

الاعتكاف هو سُنة وعبادة عظيمة وهو المكث في أي مسجد من المساجد ولكن يشترط أن يكون هذا المسجد يصلي فيه جماعة وليس مهجور من أجل عبادة الله وحده لا شريك له عن طريق الصلاة وقراءة القرآن وذكر الله والانشغال به فقط و هو عبادة مؤقتة يعمق الإنسان فيها صلته بربه، وعرف أيضاً لغويا واصطلاحياً حيث عرف لغوياً بأنه هو أن يحبس الإنسان نفسه على شي ويلزمها به سواء كان هذا الشيء مباح أم معصية، وعرف اصطلاحياً بأنه هو لزوم مسجد لعبادة وطاعة الله عز وجل.

تعريف الاعتكاف وفضله وشروطه
تعريف الاعتكاف وفضله وشروطه

 

وهناك شروط للاعتكاف لا يصح الاعتكاف من دونها وهي: العقل، والإسلام، والنية والمقصود بالنية هو أن ينوي الإنسان الاعتكاف في المسجد قربةً إلى الله وليس ضروري أن يقصد به على مزيد من الدعاء والصلاة، الطهارة حيث اشترط الفقهاء على طهارة المرأة من الحيض والنفاس لأنه يعتبر شرطاً لصحة الاعتكاف الواجب أما اعتبروا الحنفية والمالكية طهارة الجنابة أنها شرط للبقاء في المسجد وليس لصحة الاعتكاف وضربوا مثلا التوضيح: أن المعتكف لو احتلم وكل عليه الغُسّل واعتكافه صحيح، والصيام قد اختلف الفقهاء في اعتبار الصوم شرطا لصحة الاعتكاف أم لا ف اشترطوا الحنفية الصوم في الاعتكاف الواجب و المالكية اشترطوا الصوم لصحة الاعتكاف والشافعية لم يشترطوا الصوم فهم يرون أن المعتكف يلزمه الصيام إلّا إذا كان قد نذر الاعتكاف مع الصوم.

تعريف الاعتكاف وفضله وشروطه
تعريف الاعتكاف وفضله وشروطه

 

ويجوز الاعتكاف في السنة كلها لكن يتأكد استجابته في رمضان حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان وخاصة في العشرة الأواخر من رمضان والدليل على ذلك الحديث الشريف عن عائشة رضي الله عنها:- ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يعتكِفُ العشرَ الأواخِرَ مِن رمضانَ، حتى توفَّاه الله، ثم اعتكَفَ أزواجُه مِن بَعدِه))، كما كان يعتكف غيره أيضاً حيث. – عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكَرَ أنْ يعتكِفَ العَشرَ الأواخِرَ مِن رمضانَ، فاستأذَنَتْه عائشةُ، فأذِنَ لها، وسألَتْ حفصةُ عائشةَ أن تستأذِنَ لها ففعَلَتْ، فلمَّا رأت ذلك زينبُ ابنةُ جَحشٍ أَمَرَتْ ببناءٍ، فبُنِيَ لها، قالت: وكان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا صلى انصرَفَ إلى بنائِه، فبَصُرَ بالأبنيةِ، فقال: ما هذا؟ قالوا: بناءُ عائشةَ وحَفصةَ وزينبَ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: آلبِرَّ أردْنَ بهذا؟ ما أنا بمُعتكِفٍ. فرجَعَ، فلما أفطَرَ اعتكَفَ عَشرًا من شوَّال )) لذلك اختلف الفقهاء في وقت الاعتكاف على رأيين هما:-

تعريف الاعتكاف وفضله وشروطه
تعريف الاعتكاف وفضله وشروطه

 

أولاً:- الجمهور: يرون من وجهة نظرهم أن الاعتكاف يجوز في أي وقت بدون استثناء و اتفق على هذا الرأي الشافعية والحنابلة والحنفية حيث يروا الشافعية أن الاعتكاف يُسن في كل وقت ولا يكون واجب إلّا في نذر الشخص أن يعتكف ويرون أن أفضل الأوقات هو هو أواخر شهر رمضان كما كان يفعل النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، والحنفية يروا أن الاعتكاف أيضاً في كل وقت وأفضل وقت في رمضان والأفضل في العشر الأواخر منه الاعتكاف عندهم يصح حتى لو لم يكن المعتكف صيام إلّا في حالة النذر.

 

ثانياً:- المالكية: يرون أن الاعتكاف يجوز في كل وقت عدا الأيام التي نهى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم الصيام وهي يوم عيد الفطر وعيد الأضحى والأيام الثلاثة الذي إليهم وتعرف بأيام التشريق.

 

ويوجد للاعتكاف فوائد كثيرة منها:- تربية نفس الإنسان على الإخلاص في العبادة وعدم الرياء، وعلى تحمل الشدائد والصبر على الطاعة، والتخلص من فضول سواء فصول النوم وفضول الكلام وفضول الطعام، ترك المعاصي وإدراك ليلة القدر، و للاعتكاف أيضاً مبطلات:- الحيض والنفاس للمرأة، الجماع، قطع نية الاعتكاف، الخروج من المسجد من غير حاجة فإن كان يوجد لك حاجة فلا يبطل الاعتكاف، الإغماء والجنون، الردّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا