مقالات

دموع في عيون خاشعة

 كتبت: إيمان حامد

 

عندما يقف الإنسان بين يدي الله تخشع الأبدان والأفئدة تهتز القلوب عند الصلاة وتنهمر الدموع من خشية الله لأن المصلي يسجد لله وهو على علم أنه يراه.

 

فهل للقلب لا يخشع وأنت تعلم أن الله يراك وأنت تعبده وتقدم فرائضك لتنال رضاه.

دموع في عيون خاشعة
دموع في عيون خاشعة

 

فالقلب يهتز رعشة عند تقديم فريضة الله والخشوع بها وكأن الله أمامك يراقبك يرى ضعفك وشقاءك ورجاءك لأمانيك وأحلامك وطلبك ليرضى عنك ليغرقك في نعيمه في الدنيا و يعينك على تخطي مغرياتها والوصول إلى جناته.

 

الجميع يتمنى أن ينال رضى المولى عز وجل ولكن ليس الجميع يقدم ما يجعله في الجنة ولكن ثقة العبد في ربه أنه بجانبه مهما قصر سيعود مهما أخطأ سيصلح ويتوب.

 

من كان في قلبه خشوع لله مهما ضل الطريق سيعود ويستقيم وسيتقبله الله عز وجل هو من أخبرنا بهذا أنه يغفر لنا ويعفو عنا ويقبل توبتنا وضعفنا.

 

عندما يؤدي العبد فرض أمرنا به الله من شدة الإخلاص للعبادة والحب للمولى عز وجل ترى الدموع منهمرة من عينيك تنظف روح و كأنها تزيل ذنوبك.

 

عند قراءة القرآن واستشعار مفرداته يرى العبد دموعه منهمرة وكأن الله يخاطبه بكل مفردة في القرآن يغرس فيه قيم يشعر العبد وكان كل مفردات القرآن تخاطبه هو فقط.

 

عند الدعاء لله عز وجل عندما يكون قلب العبد في أضعف لحظاته بين يدي الله تنهمر الدموع ولكن الله يعلم ما بداخل قلوبنا ويستجيب لدموع العبد و ضعفه وانكساره.

ما من رجاء تلح به إلى الله ألّا وسيستجيب لك بالخير الذي يليق بقلبك وما يحمله داخله من صدق فالله عز وجل مطلع وناظر إلى قلب المؤمن ويعلم ما بداخله وما تحمله نواياه.

دموع في عيون خاشعة
دموع في عيون خاشعة

 

متاعب الحياة في كثير من الأحيان تصرفنا عن الخشوع عند تأدية إحدى الفروض ولكن محاولات العبد في التغلب على وسوسة الشيطان ستجعله يتغلب عليه.

 

وجاء في صحيح مسلم حديث يدل على أن الخشوع في الصلاة فعن عثمَانَ بن أبي العَاصِ، أَتَى النبِي صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الشيطَانَ قَد حَالَ بَيني وَبَين صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلبِسهَا عَلَى، فَقال رسول اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ: ذَاكَ شيطَان يقَال لَهُ خَنزَب، فَإِذَا أحسسته فَتعوذ بِالله منه، وَاتفل عَلَى يسَارِكَ ثَلَاثا قَالَ: ففَعَلت ذَلِكَ فَأذهَبَهُ اللهُ عَني صحيح مسلم.

 

فقد روى الإمام أبو داود في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إِن أَول مَا يحاسَب الناس بِهِ يَوم القِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلَاة.

 

قَال: يَقولُ رَبنَا جَل وَعَز لِمَلائِكَتِه وَهوَ أَعلمُ: انظروا فِي صَلَاةِ عَبدِي أَتَمها أَم نَقَصَهَا؟ فَإِن كَانَت تَامة كتبت له تَامة، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِن كَانَ لَهُ تَطَوع، قَالَ: أَتِموا لِعبدِي فَرِيضَتهُ مِن تَطَوعِهِ، ثُم تؤخَذُ الْأَعمَال عَلَى ذَاكُم.

 

ويقول النبي ﷺ: ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلّا أعطاه الله

بها إحدى ثلاث: ” إما أن تدخر له دعوته في الآخرة، وإما أن تعجل له في الدنيا، وإما أن يصرف عنه من الشر ” مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله! إذن نكثر؟ قال: الله أكثر.

 

الله يقول جل وعلا: ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعونَ ”

يعني: ذليلون منكسرون، قد أحضروا قلوبهم بين يدي الله، وإذا تيسر البكاء من خشية الله كان أكمل وأكمل.

 

فعندما يتأمل العبد ما خلق وسخر له من نعم ستشعر وكان بدنك يهتز خشوعا وانكسارا لله على ما وهبنا الله إياه.

 

فاللهم لك الحمد والشكر على نعمك وفضلك علينا ومغفرتك لخطايانا وردنا إليك ردا جميلا بعظمتك وكمالك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا