مقالات

الكتاب الورقي باقٍ أم ولّى زمانه

 

 

ياسمين خالد

 

الكتاب الورقي والإلكتروني نشأ بينهما منافسة نحو أيهما أفضل، وأصبح النزاع حول لأي منهما البقاء. لا شك أن الكتاب هو خير جليس للإنسان، سواء كان كتاب ورقي أو إلكتروني. يعتبر الكتاب أكثر ما يفيد الإنسان، وبدأ شباب اليوم يتجه نحو القراءة ولا سيما قراءة الروايات، ومنهم من يفضل الكتاب الورقي، ومنهم من يفضل الإلكتروني الذي ظهر في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم، مما أدى إلى انتشار الكتاب الإلكتروني بشكل كبير بين القراء، وذلك بمساعدة الشاشات الذكية.

 

عند التطرق إلى ملف الكتاب الورقي والإلكتروني، نريد أن نسأل: أيهما أفضل؟ أيهما قادر على المنافسة والاستمرار؟ وأيهما اقترب موعد رحيله؟ هل الكتاب الورقي باقٍ أم ولّى زمانه؟

الكتاب الورقي باقٍ أم ولّى زمانه
الكتاب الورقي باقٍ أم ولّى زمانه

مميزات الكتاب الورقي

١. الكتاب الورقي يقوم على تأسيس صلة وثيقة مع صاحبه؛ لأنه موجود بين يدي القارئ، فلكل كتاب ورقي شكله وتميزه عند صاحبه، على عكس الكتاب الإلكتروني الذي يسكن الأجهزة الذكية، فجميع الكتب الإلكترونية تأخذ سمات الجهاز الذكي لدى القارئ.

 

٢. يعتبر الكتاب الورقي هو الأداة الأساسية في التعليم، رغم محاولات استخدام الكتاب الإلكتروني في العملية التعليمية، لكن الورقي هو بداية تعليم الأطفال، والأداة الأكثر استخداما في المحاضرات التعليمية.

 

٣. يمثل الكتاب الورقي وسيلة مريحة لعين القارئ خاصة كبار السن، حيث يمكن قراءة عدد كبير من الصفحات دون شعور بالتعب أو إجهاد العين.

 

٤. يمكن قراءة الكتاب الورقي في أي وقت دون الحاجة إلى أجهزة ذكية أو اتصال الإنترنت، فلا تتوقف قراءة الكتاب الورقي عند انقطاع الكهرباء أو عدم الاتصال بالإنترنت.

 

الكتاب الورقي باقٍ أم ولّى زمانه
الكتاب الورقي باقٍ أم ولّى زمانه

 

مميزات الكتاب الإلكتروني

١. تنخفض تكلفة الحصول على الكتاب الإلكتروني عن الكتاب الورقي، حيث يمكن الحصول عليه مجانًا من خلال شبكة الإنترنت، كما يوفر الكتاب الإلكتروني تكاليف الطباعة، والحبر، والورق، وتكاليف النقل والشحن، لذلك هو الأوفر في الإنتاج والشراء.

 

٢. يسهل حمل ونقل الكتاب الإلكتروني عند السفر، ويمكن تخزين الآلاف منه على جهاز واحد دون الحاجة إلى حيز كبير من المكان، كما يسهل تداوله بسهولة وسرعة حول العالم بلا حدود.

 

٣. يمكن نقل ونسخ الكتاب الإلكتروني بسهولة ويسر خلال ثوانٍ أو دقائق معدودة، كما أن إعارة الكتاب الإلكتروني لا تعرضه للتلف أو التمزق أو الضياع، كما أن صاحبه لا يستغنى عنه، فهو فقط يرسل نسخة إلى صديقه في نفس الوقت الذي يقرأ فيه الكتاب ذاته.

 

٤. الكتاب الإلكتروني يمكن الوصول إليه بأي لغة وفي أي دولة بسهولة، كما يسهل ترجمته إلى مختلف اللغات في نفس الوقت من خلال بعض البرامج على الأجهزة الذكية.

 

سلبيات الكتاب الورقي والإلكتروني

رغم ما يميز الكتاب الورقي، لكن توجد بعض الجوانب السلبية التي تدفع البعض إلى قراءة الكتاب الإلكتروني، منها: تكاليف الإنتاج والشراء الضخمة، واستهلاك الورق، وإمكانية تلف أو ضياع الكتاب، بالإضافة إلى الحيز الكبير الذي يشغله. على جانب الكتاب الإلكتروني، يمتلك، أيضا، بعض الجوانب السلبية التي تجعل البعض يتجه إلى الكتاب الورقي عزوفا عن الكتاب الإلكتروني، منها: إجهاد العين، وضياع حقوق التأليف والنشر والتوزيع، بالإضافة إلى مشتتات الأجهزة الإلكترونية التي تصرف القارئ عن التركيز في القراءة.

 

العلاقة بين الكتاب الورقي والإلكتروني

لا زال الكتاب الورقي موجود حتى مع انخفاض شعبيته بين الأجيال الجديدة، لكن هل سيستمر أم سنقول يوما ما (الكتاب الورقي ولّى زمانه)؟ يمتلك كل من الكتاب الورقي والإلكتروني سمات مميزة، وكلاهما يساعد الإنسان على القراءة والمعرفة أيًا كانت طبيعة الوعاء المعرفي.

الأهم هو أن يحرص الإنسان على القراءة بالوسيلة التي تناسبه. من هنا، يمكن اعتبار العلاقة بين الكتاب الورقي والإلكتروني علاقة تكاملية وليست تنافسية قائمة على بقاء إحداهما واندثار الآخر، فالواجب علينا استثمار مميزات كليهما من أجل مصلحة الإنسان وإفادة الجميع. إذا استمر كل شخص في القراءة بأسلوبه المفضل وظل تطور الكتاب الورقي والإلكتروني كلٌ بأسلوبه وفي اتجاه مصلحة القارئ، لا يمكن أن يرحل أحدهما تاركًا الأخر وحده يرضي جميع الأذواق والقراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا