ستر البيوت
كتبت: نور عبد المنعم الحوفي
الستر هو ما يغطي الإنسان ويبعده عن أعين الناس حتى لا يكون عُرضه لهم من حيث الحديث عليه والتأمل في مفاتنه ولم يكن الستر مقتصر على الملابس فقط فهناك أيضاً الستر يوم العرض وفوق الأرض لو تأملنا عزيزي القارئ سنجد أن الستر هو أعظم الأشياء التي ينعم بها الله علينا سوا أكانت ستر دنيوي أو ستر الآخره ولكن هناك ستر نتغاضى عنه وهو ستر البيوت الذي أصبح كشفها وسيلة من أجل جلب الشهرة .
فستر البيوت لم يكن عبارة عن الجدران فحسب بل تعدى كل ذلك حيث كتم أسرار البيت ستر ، عدم الحديث فيما يخصك أمام الجميع ستر ، عدم تعريض أهل بيتك لمشاهدتهم من قبل أعداد لا حصر لها ستر وإذا تكلمنا عزيزي القارئ فنجد أشياء لا حصر لها من معاني الستر الذي أصبحنا ننتهكه الآن .
نسعى بفشي أسرار بيوتنا ونشتكي لماذا يتدخل الجميع فيما لا يعينه إليكَ الإجابة لأنك أنت من أعطيته فرصة الدخول في تفاصيل حياتك عندما بادرت أنت أولاً بإخراج سر لك أو مشكلة لك على الملأ ، لا أعرف ما الفائدة صراحةً ، وفي النهاية ستفعل أنت ما تريده وليس ما يريده الآخرين فلما تُشهر ببيتك وأهله من أجل ماذا أين هي حُرمة البيوت التي تعودنا عليها.
أين ما تربينا عليه ، منذ زمن ربما بعيد لأن اليوم أصبحنا عكسه تماماً، كان عندما يأتي إلينا أحد يفعل الأب أية إشارة حتى يختبئ أهل بيته هيهات اليوم الأب هو من يأخذ أهله بيته ويعرضه للظهور لا أعرف لِما أيضاً ، ربما تظهر زوجتك أو إبنتك في أكمل وجه وغير مُلفته وكل ذلك ولأنك على الجانب الأخر لم تخلو الحياة من الفتن.
وعلينا أيضاً عدم التدخل في شئون الآخرين نترك كل شخص في حياته لا فائدة من التجسس ومعرفة أسرار البيوت وانتهاكها من أجل النميمة بها في بعض الأحيان من أجل تسلية الوقت ، في حياة الآخرين ليست محل للتسلية ولكنها لا تعتبر شيئاً سوى أستار يختبئ وراءها الناس وعدم الرغبة في إنتهاك أسراره حياته ، فإن كان هناك من يرغب في هتك منزله وأسراره هناك من زال يحافظ على بيته وعدم الرغبة في أن ينتهكها أحد.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحسسوا ولا تجسسوا . وفي آية سورة الحجرات وقال تعالى: ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً . وفي الحديث من رواية مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا يستر عبد عبداً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة . وفي حديث ابن ماجة: من ستر عورة أخيه ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه كشف الله عورته حتى يفضحه في بيته .
فعلينا بستر غيرنا وستر بيوتنا أيضاً وتجنب الفتن التي أصبحت تظهر كل يوم في شئ مختلف ، دعُونا حتى في مجتمع حافظاً لحقوقه واحترامه قبل حقوق غيره لأنه لو علم الناس قدر حقوقهم ما حاولوا إنتهاك حقوق الغير خوفاً على أنفسهم.
