مقالات

الوجه الآخر للحب

كتبت: منى النجار 

 

في عيد الحب كل عام تنتشر الورود والزينة و الدباديب الحمراء والهدايا في كل مكان، و يتبادل العشاق الهدايا معبرين عن مدى عشقهم لشريك الحياة، مجددين للعهود كل عام على السير معا بآمال جديدة وأحلام جديدة وطموحات جديدة معا.

شعور جميل وجذاب لكل أعزب يتمنى أن يعيشه ويسرح بآفاق خياله، متمنيا هذه اللحظات وهذه المشاعر ليعيشها ذات يوم.

 

ولكن ماذا بعد ..؟

ماذا بعد كل هذا الهيام والغرام والوئام والأحلام والتحليق في عنان السماء.

هل فكرت يوما ماذا ستجني من وراء هذه المشاعر وإلى أين ستأخذك في نهاية المطاف.

 

الحقيقة .. أن عادة ماينسي العشاق التفكير في هذه الاحتمالات أو بالأحرى التناسي في خضم الغرق في وعود العشق والوله المغلفة بالأوهام في كثير من الأحيان، التي سرعان ما تنكشف حقيقة هذه الوعود في الخلافات وسرعان ما تتبخر الكلمات الجميلة المنمقة الموزونة.

 

ولا يبقى سوى الصدمة الكبري مع أول خلاف حقيقي ليظهر معدن الشخص الآخر سواء كان رجلا أم امرأة، وسواء كانت هذه العلاقة حب أم خطوبة أم زواج لتظهر لك ما أخفته عنك ملامح الوجه الجميل المسمي بالعشق؛ وليكشر لك عن أنيابه ويظهر لك الوجه الأخر منه ..!

الوجه الآخر للحب
الوجه الآخر للحب

 

الوجه الآخر للحب الذي هو أكثر شراسة مما تعتقد، كحيوان أليف تقتنيه قادر على إسعادك ومنحك بعض من اللحظات المشاعر النبيلة الدافئة، إلا إنه قادر في في لحظات وفي غفلة منك على جرحك الجرح الغائر الذي قد يترك في نفسك أثرا، وقد يأخد من الوقت من الوقت ليس بالقدر الهين لتعرف حينئذ الوجه الحقيقي له.

 

ولا يكون أمامك في هذه المرحلة إلا أن تتقبل حقيقة الطرف الآخر؛ أو أن تنفصل تاركا ورائك ذكريات ووعود وأحلام بالبقاء معا متقاسمين كل الأمنيات والطموحات في الحياة سويا .

أن تترك كل ذلك راحلا عن نصفك الآخر متناسيا كل ما كان يربطك به ليترك في عميق قلبك ندبا وجرحا لا يندمل، وربما يتحول هذا الجرح إلي صدمة نفسية عاطفية تعيد تشكيل وتحويل مجري حياتك لوجهة أخرى.

 

وما أدراك .. من عواقب هذا الرحيل وما يعقبه من ندم بعد فوات الأوان وربما على أثر تلك المشاعر المضطربة تفكر في العودة والرجوع، ولربما تفكر في الانتحار لتتخلص من هذا العذاب والألم الذي يحيط بك من كل جانب.

 

لاتخجل فمعظم البشر مرت بهذه المشاعر وهذه التجارب، والدراسات والأبحاث أثبتت أن الألم الذي يشعر به المحب بعد الانفصال عن حبيبه يماثل أعراض الانسحاب الذي يشعر بها المتعاطي عند التعافي التعافي والانقطاع عن إدمان تلك المخدرات.

 

الوجه الآخر للحب
الوجه الآخر للحب

 

إذن فألمك لا يستهان به .. نعم لك كل الحق أن تتعذب وتتألم برحيل حبيبك عنك، فالانفصال عن شريك الحياة دائما ما يكون مؤلما للغاية، ويستطيع البعض تجاوزه بينما يجد الآخرين صعوبة في التعامل معه وتخطيه.

 

ولكن الخبر السار هنا .. أنها مسألة وقت وستعتاد الفراق، وستذيب الأيام تلك الغصة التي تشعر بها وذلك الوجع المكتوم داخل قلبك، وستستعيد إشراقك ووعيك وتفاؤلك وحياتك، وتستمر عجلة الحياة التي لا تقف يوما على أحد.

 

ولن يبقى لك سوى درسا ألقنته لك الحياة، لتعلم بعد ذلك أنه عندما تحب وتدخل في علاقة عاطفية مع الطرف الآخر ألا تحب بكامل قلبك وأن تترك جزءا للاحتمالات ..

 

وألا تقدم على الدخول في علاقة جديدة بتسرع واندفاع ودون وعي لعواقب الأمر على حياته الاجتماعية والنفسية.

 

فيجب أولا أن تسمح لنفسك بالخروج من حالة الحزن والألم والتعافي بشكل كامل وتخطي هذه المرحلة، بمساعدة متخصصين وبعض من الأصدقاء المقربين وأيضا ممارسة الأنشطة المفضلة .. كالرياضة والفنون بأنواعها والقراءة والكتابة لتخرج مابداخلك من شحنات سلبية.

 

وأن تتقبل الأمر الواقع وتعمل علي احترام ذاتك واحترام ذكرياتك السابقة وعدم قمعها، لتأخذ وقتها بالانصراف رويدا رويدا، وأن تتصالح مع أخطائك في الماضي وتعمل على عدم تكرارها.

 

* كأن تتمهل قبل الدخول في علاقة عاطفية جديدة.

*وأن تدرس هذا الشخص جيدا وتنظر لأفعاله وكلامه ومحيطه واختياراته بعين العقل أولا.

*أن تتحرى الدقة في أن لا تختار نفس النمط المؤذي الذي ابتعدت عنه سابقا.

ويجب أن تكون صريحا مع نفسك فيما يدور بداخلك؛ من أنواع البشر التي تنجذب إليها..

 

الوجه الآخر للحب
الوجه الآخر للحب

وما هي الأفكار التي تدور في رأسك عن العلاقة العاطفية؟

 

حيث يجب عندما تتعرف على شخص من أجل الارتباط به، التعرف عليه بوعي تام، وأن تترك مجالا لإعمال العقل ولأخذ القرارات، تفاديا لتكرار آلالام الماضي ومتجنبا نزيف أعمق لجروح ربما طابت بمرور الزمن ونسيان الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا