الصمت أفضل من الكلام أحياناً
كتبت: رحمة الألفي
نستخدم الكلمات للتعبير عن ما بداخلنا، أحياناً نعبر عن صوت العقل الذي يملأ ذهننا، وأحياناً نعبر عن المشاعر التي تتغلغل في وجداننا، واحياناً لا تستطيع الكلمات أن تعبر عن ما نشعر به، وكأن كل الكلمات الدنيا لم تسع كلمة واحدة تعبر عن ما نشعر، في ذلك الوقت يصبح الصمت أفضل من الكلام.
الصمت خير متحدث
ثمة كلمات ومشاعر يعبر عنها الصمت أفضل من الكلام، فالصمت خير متحدث حين يتعلق الأمر بالتعبير عن المشكلات، وكذلك أحياناً في التعبير عن الحب، كيف يمكن للكلمات أن تعبر عن مدى حبك لشخص واحد ومدى عمق ذلك الحب؟ وكيف يمكن أن تكون كافية للتعبير عن أحزانك التي لا يعلمها سواك؟
إنها الحقيقة التي نسعى دائما لإخفاءها مهما حاولنا جاهدين لإظهار ما نشعر به لا يمكن للكلمات أن تكفي، هنا يصبح الصمت خير متحدث، حتى وإن جاهدنا على الحديث.
الصمت أفضل حين يتعلق الأمر بالثقة
بعض المواقف يزداد الأمر سوءا إذا استخدمنا الكلمات للتعبير عن ما بداخلنا، حين يتعلق الأمر بالثقة و الشعور بالأمان، حين يتهمك أحدهم زورا أنك لم تكن على قدر ثقته، وأنك تستحق كل سوء، يصبح شعورك كأن العالم أجتمع على إيذائك وأصبحت بمفردك، كأنك النقطة التي يصوب الجميع سهامه عليها، هنا حين يراودك شعور الخوف ويختلط بمزيج من القوة التي لابد منها لمواجهتهم، يصبح الصمت أفضل، لأنه حين يتعلق الأمر بثقة فلا أحد يستحق عناء الحديث والتبرير.
حديث الصمت أقوى
يعد الصمت أحد أقوى وأهم طرق التعبير عن الذات، حيث أنه يعبر عن مدى عمق الألم الذي يتجاوز الكلمات، لكنه رغم ذلك هو أحد أصعب المواقف التي يمر بها الإنسان، حين لا يعلم كيف يمكن أن يتجاوز ألمه، فالصمت قاتل يجعله لا يعبر عن ما بداخله ومن ثم لا يستطيع أحد مساعدته، ليصبح حديث الصمت أقوى لأنه يعبر عن ما لا يستطيع الإنسان أن يبوح به.
عندما نتألم بشدة، و حينما نحب بقوة، في لحظات الضعف، وأشد لحظات القوة، في كل لحظة نشعر فيها بشيء ما بشدة لا تستطيع الكلمات التعبير عن ما بداخلنا، كل ما هو قوي صعب البوح به وصعب التعبير عنه، لذلك أصبح الصمت أفضل من الكلام أحياناً .
