مقالات

هوس التريند وتجاهل الواقع

 

كتبت: نور عبد المنعم الحوفي

 

التريند” حقيقةً منذ أن أصبحت هذه الكلمة ضجة لكل الأحداث ،أنا أصبحت أبغضها كثيراً وأراها مصطلح لا صحة له في أية شيء هو مجرد شيء يأخذ منه الموضوع المسيطر كم من الشهرة فقط على حساب آخرين وربما ذلك لم يكن لها فائدة من الأساس سوى أنه معرفة الكثير عن موضوع معين ويستمر ذلك لعدة أيام حتى ينتهي الكلام عنه وتسير الدائرة من أول وجديد ومرة آخرى بالدعاية لموضوع آخر على سبيل ما يسمى التريند؛ هوس التريند وتجاهل الواقع !

 

لم أغفل بأن أحيانًا التريند ذاك يكن به بعض الأشياء المفيدة لنا التحذير من شيء ما مثلًا ، ولكن الغالب اليوم هو الدعاية لأشياء ليست لها أهمية ولم نعرف بأن هذه الدعاية على حساب مواكبة الواقع والترند تحقق نجاح للفعل أكثر من فشله وذلك بسبب ما ننساق وراءه وهو التريند أو الشهرة على حساب الدعاية والترويج.

 

منذ أيام عُرض فيلم على إحدى المنصات العالمية وقامت به إحدى الممثلات بخلع ملابسها الداخلية أمام الكاميرا ” نعم هذا الفعل ليس يليق بنا كمسلمين” بالإضافة إلى بعض المشاهد الآخرى ولكن التريند هنا لم يكن على خلع الملابس بل كان على صاحبة الدور وهي من أنصار السينما النظيفة لا أعرف ما هذا المصطلح ولكن لا أجد هناك سينما نظيفة وسينما ليست نظيفة فكلها سينما .

 

النظرية هنا قامت الدنيا رأس على عقب لمواكبة التريند بل قامت بعمل دعايا لهذا الفيلم ، فأصبح الشخص الذي لا يعرفه يقوم بالبحث عنه ومشاهدة ما سبب هذه الضجة وبالتالي زيادة للمشاهدات وأيضًا زيادة الإعلانات عنه وهذا ما تريده المنصة أو غيرها من الشركات المنتجة هو سرعة الإنتشار فنحن بكل سهولة نساعد الشركات في سرعة الإنتشار ولم تكن سرعة عادية بلا إنها في لمح البصر.

هوس التريند وتجاهل الواقع
هوس التريند وتجاهل الواقع

 

لم يكن غرضي من هذا المقال هو إنتقاد الفيلم أو تأييده لأنني واقعًا ضد أية فيلم أو مسلسل به مشاهد لا يتناسب مع الأخلاق فلو بحثنا في قاموس المسلسلات والسينما سنجد بأن هناك عدد لا حصر له لا يناسب مجتمعنا الذي نعيش فيه إطلاقًا ولكن غرضي هو أننا أصبحنا ننسى الواقع و تركض خلف الأشياء التي أصبحت وكانت ولم تجد من علو أصواتنا شيء سوى أنها ستختفي بعد فترة والقافلة تسير كالعادة.

 

ننسى الواقع الذي يعيش فيه بعض الأشخاص في هذه الفترة التي كاد الفرد يتجمد في بيته من شدة البرودة في هذا الفترة وجدنا كثير من الأطفال ماتت بسبب الجو هذا وأسر كاملة ماتت وهناك أطفال يتجمدون من البرد القارس لم أجد صراحة كم الترندات كما وجد في فيلم ليس على أرض الواقع ، قامت الدنيا رأس على عقب على بعض المشاهد التي لم ترضي ضميرنا والمجتمع الإسلامي ولكن لم يتحرك ساكن لكل هذه الأطفال وإن تحرك ساكن فأنه ما قل ودل.

 

لم يتحرك ساكن لأن تحركه لم يجدي له نفع لأنه ليس تريند بل هو حدث عادي من وجهة نظر البعض وهناك من يخرج مدافعًا عن حقوق المثليين ولكن من يدافع عن حقوق الواقعين الذين يعيشون بيننا ولكنهم بلا مئوى ، ولكن لأن منهم الكثير فلم يجدي لهم أحدًا أهمية ، لكننا هنا من أجل الحدث الفريد من نوعه وليس الحدث المتكرر!
نحن هنا من أجل هوس التريند ونسيان الواقع الذي يعيش فيه البعض!

علينا بجعل التريند هوس عندما يكون يكن الموضوع به شيئًا ينتفع منه المجتمع ويحيي به وليس التريند من أجل عمل شهرة للأحداث التي لم يتغير منها شئ فهى حدثت وإنتهت ولم يجدي ذلك شئ سوى تحقيق الشهرة للحدث لا أكثر ولا أقل، ولكن التريند حقًا علينا بمواكبته من أجل تغيير واقع لا يسعد البعض بوجوده كتغير وضع اللاجئين في هذه البرودة مثًلا وغيرهم من الآخرين أيضًا ولكن لم يكن هوس التريند من أجل مواكبة أحداث لا أكثر.

 

علينا استغلال هذا فيما ينفع المجتمع وليس فيما يفتح عيون المجتمع على أشياء لم تكن لها أهمية ، ونرجع نشتكى ماذا حدث وأين وصل عقل الأجيال إلى هذه النقاط والمصطلحات المضرة هذه ونرجع ونجد الإجابة هى ” نحن” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا