مقالات

قليل من يمتلك شريك للحياة

كتبت:- منار بدر 

” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ”

قليل من يمتلك شريك للحياة

فمن قدرة الله العظيمة أن خلق حواء من ضلع آدم وجعلها جزءًا منه ليسكن إليها ولتؤنسه في الجنة ، وأسس العلاقة بينهما على المودة والرحمة .

على المودة والرحمة وليس على العبودية والديكتاتورية أو المنافسة أو المصلحة كما يحدث كثيرًا هذه الأيام! ، فمن المؤسف أن الكثير يتعامل مع الزواج بطريقة خاطئة ، فهناك من يتعامل مع الزواج وكأنه صفقة ليجني المال فتبحث الزوجة عن بنك لجني المال وليس عن زوج يشاركها الحياة ! وكذلك يبحث الزوج عن زوجة غنية لتحل له أزماته المالية ويرمى بمعنى الزواج الحقيقى عرض الحائط !

وهناك من يتعامل مع الزواج بطريقة العبودية فتجد رجلًا يتعامل مع امرأته دائما بالصراخ عليها ، والضرب والإهانة والتعنيف يراها كتابعة له وليس كزوجة تشاركه الحياة ، لها كينونتها ورأيها! وتجد امرأة تعشق السيطرة فيكون القرار الأول والأخير لحياتهم عائدًا لها ولا تعطيه الاحترام الذي من المُفترض أن تعطيه الزوجة لزوجها وتهينه وتقلل من شأنه دائماً .

وهناك الزواج القائم على المنافسة ، فيتسابق كل طرف للفوز على الطرف الآخر ، ولا يطيق أحدهم رؤية الآخر في منصب أعلى على عكس الطبيعي !

وهناك حركة المساواة التي يطلبها الرجال والنساء الآن فيطالبان بالمساواة بين الرجل والمرأة ولا يعيان أن للرجل قدرات خاصة به كذكر ، وللمرأة قدرات خاصة بها ،كأنثى فإذا كنا سنطالب فلنطالب بالعدل لا بالمساواة وشتان ما بينهما.

وهناك من يقارن زوجته بالأخريات فيستنكر عليها دائمًا أنها ليست جميلة مثل الفنانة فلانة ، وليست رقيقة مثل عِلانة ، وينظر للفتيات فى الشارع فيتحسر على نفسه وعلى حظه في النساء ، وهناك من تقارن زوجها بالآخرين، فتنكر على زوجها أنه لا يجلب لها ( شيء وشويات ) مثل زوج صديقتها ولا ترضى بأى شئ يأتى منه لأنها ترى أنها ليست أقل من فلانة وفلانة ! فكلٍ من هذين الزوجين لا يرضى عن الآخر مهما فعل وكلٍ منهما دائمًا ما يُشعِر الأخر بأنه غير كافٍ.

والكثير والكثير من المشكلات التي تواجه الزواج في هذه الأيام ، فمن الواجب أن نفهم الزواج قبل الدخول في دائرته ، ولنعرف أن الزواج نعمة من الله منّ بها علينا ، فالزواج قائم من البداية على المشاعر النبيلة والمعاشرة الطيبة ، زوجان يتشاركان فى الحياة ، يتعب أحدهم فيُسرع الأخر لمداواتِه، يسقط أحدهم فيمد الأخر يده ليرفعه، يغضب أحدهم فيراضيه الأخر ، يضيق أحدهم فيسعه الأخر ، يُكسر أحدهم فيجبر الأخر كسرَه ، يكملان بعضهما ، بهما معاً تستقيم حياتهما ، بهما ينشأ بيتًا سويًا وأبناء أسوياء ، فالمشكلة لا تكمن في الزواج إطلاقًا بل تكمن في نقص وعيِنا بالزواج الصحيح وسوء اختيارنا ، وكما قال القائل : ( الكثير متزوجون لكن قليل من يمتلك شريك حياة ) .

إقرأ أيضًا:-

العقول المُهاجرة أو الهاربة

…ماذا بعد يُتبع؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا