مقالات

احذر…أنت مراقب اقتصادياً!

كتبت: هدير عبد الحميد

 

هل تخيلت يوماً ما أنك مراقب اقتصادياً…وأن هناك أنواع أخرى من التجسس والاختراق الذي ليست مقتصرة فقط على بيانات الهاتف المحمول والكمبيوتر مما يحتويه من صور وفيديوهات ومعلومات أخرى؟ أو توجد قوة أكبر منك تتحكم بك وبأشخاص مثلك لمعرفة منظومة مالية ضخمة أنت مجرد ممر لها وتصبح أسيراً لهم؟! احذر… أنت مراقب اقتصادياً !

احذر...أنت مراقب اقتصادياً!
احذر…أنت مراقب اقتصادياً!

 

بالطبع لا… لم تتخيل أو يأتي في ذهنك ولو لوهلة أنه يمكن مراقبتك اقتصادياً والتجسس على كل أنشطتك المالية بل والمخيف في الأمر أن مؤسسات عالمية ودول بأكملها تعرضت من قبل للتجسس الاقتصادي وسرقة ممتلكاتها وأرباحها السنوية.
مرحباً بك يا عزيزي في مصائب ٢٠٢١ فتقبل هذه الأمور بصدر رحب وتوخي الحذر ولا تقلق وإلا تركت العالم مقهوراً .. 

 

 التجسس الاقتصادي ما هو ؟!

 

التجسس الاقتصادي هو استهداف غير قانوني وسرقة سرية أو صريحة علنية للمعلومات الاقتصادية الهامة والقومية التي من شأنها تدمير شركات ودول مختلفة تجعلها تعلن إفلاسها وقد يكون تحت رعاية دولة أخرى لتصب الضرر على مصلحة غيرها وتحتكرها وتأمن ذاتها مادياً!

فكما يقول “تيرنر” مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر: “إذا كنا نتجسس لدواع تتعلق بالأمن العسكري، فلماذا لا تتجسس من أجل الأمن الاقتصادي؟” ومنذ هذه اللحظة أصبحت أمريكا رائدة في التجسس ووقعت على قانون التجسس الاقتصادي لتفعيله في اكتوبر 1966، وأيضاً فرنسا، فقد قامت بزرع وكلاء تجسس حتى أصبحت معروفة في عالم التجسس الاقتصادي حيث قال رئيس الاستخبارات الفرنسية “ماريون” : “في عالم الاقتصاد نحن منافسون ولسنا حلفاء.”

 

 كيف يتم التجسس والاختراق الاقتصادي؟!

 

التجسس الاقتصادي كان موجود قبل قرابة قرنين على الأقل ودول العالم الصناعي وفي اطار سعيها للتجسس الاقتصادي تبذل جهوداً كبيرة وتنفق اموالاً ضخمة وترصد ميزانيات كبيرة لهذا النشاط التجسسي من اجل تحقيق اغراضها من التجسس وأهدافها الاستراتيجية طويلة المدى، وهي من اجل تنفيذ مخططاتها التجسسية تلك تعتمد على وسائل وآليات وطرق مشروعة وغير مشروعة، وهي لاتتأخر عن تجنيد شبكة من العاملين في المؤسسات الاقتصادية للدولة المستهدفة سواء كانوا مواطنين يحملون جنسية الدولة نفسها أو من جنسيات اخرى كما هو الحال، وكما ذكرنا يتم عن طريق دول لتضر مصالح دول أخرى وربما عن طريق شركات منافسة ويكون بواسطة “سيرفرات” أو خوادم تابعة لبيانات تلك الدولة أو المؤسسة من خلال التعامل مع شاشات وأجهزة دون معرفة التقنية التي وضعت بالأساس من قبل شركات دول التجسس وهذه الاخيرة تعرف رموز تلك التقنيات دون غيرها. ومن هنا أصبحت دول العالم والتي تتعامل مع التقنية الحديثة هذه مهددة في أوضاعها الاقتصادية واستقرارها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بسبب اقتنائها لشبكات التقنية الحديثة دون معرفة أو المشاركة في صياغة تركيبتها وكثيراً ما نسمع ان هناك فيروساً قد عطل حركة العمل في انظمة الحاسب الآلي في مؤسسة حكومية أو شركة اقتصادية وانتاجية كبرى، وشاهدنا كم هي المبالغ التي دفعتها لمواجهة مشكلة مفتعلة والتي اطلق عليها بـ (علة القرن) وبالتالي حجم المبالغ التي حصدتها الشركات المصنعة لشبكات الكمبيوتر من جراء تسويقها ونجاحها في تسويق علة القرن هذه، وكم عاش العالم الثالث قلقا حقيقياً في نهاية العام 1999.

وقد يضمن أيضاً سرقة البيانات ومعلومات خطيرة تخص الملكية تحت زعائم مزيفة في بعض الأحوال كما حدث في مركز الاستخبارات الأمريكية حينما استهدفت شركة الاتصالات الصينية “هواوي” وأعلنت تحت مبرر تحديد روابط الشركة مع الجيش الصيني، فحتى وإن تطورت التكنولوجيا على مرور السنين واختلفت الطرق لا يزال التجسس الاقتصادي قائماً.

 

 كيف يتم حمايتك من التجسس الاقتصادي:

 

الحاسب الآلي أو الهاتف المحمول وكل ما يخص عالم الإنترنت أصبح قنبلة موقوتة بين يديك يحسب عليك الفكرة التي كنت تقولها قبل أن تبدأ في فعلها والبحث عنها، وبالتالي يجب عليكم حماية بياناتكم ووسائل الاتصال التي تستعملونها في المؤسسات لإنها أيضاً سلاح المجرمون التي تتم بها عملياتهم ، فإذا سُرقت…سُرقت مصير شعوب.

احذر...أنت مراقب اقتصادياً!
احذر…أنت مراقب اقتصادياً!

 

 الآن…جميع الوسائل أصبحت ممكنة لغزو أسواق المنافسين من دول وشركات:

تعتبر القوى الاقتصادية من أهم دعائم نجاح الدولة ومؤسساتها في عالم يشهد صراعاً وحرباً قوية للسيطرة على العالم، وحينما يتم معرفة سر نجاحها والطعن في نقاط ضعفها تسقط وتصبح هشة لمن يحتويها مادياً ويحتكر شعبها اقتصادياً ! فلا تتوانى الدول أو الشركات لحظة لتلحق الضرر على غيرها وتكون ذات القوة الأكبر والمنبع لخضوع الآخرين لديها، خاصة بعد انهيار الإتحاد السوفيتي.

إقرأ أيضا:

العملات المشفرة الأفضل أداءً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

لديك مانع اعلانات فضلآ قم بتعطيله لتستطيع استخدام موقعنا